جمعية العمال العرب قبل 48 في حيفا أسسها سامي طه

مراسل حيفا نت | 29/11/2008
    لقد قامت في حيفا جمعية للعمال العرب (الفلسطينيين) أسسها المرحوم سامي طه في أوائل الأربعينات وأنشأت لها فروعاً في بعض المدن الفلسطينية ومن ضمنها يافا وسرعان ما قام اتصال بين بعض شباب أهالي سلمة وفرع جمعية العمال العرب في يافا وتم على الفور تأسيس فرع لهذه الجمعية في سلمة كان من أبرز القائمين على إدارتها مجموعة من شباب البلدة منهم سعيد رمضان عبدالهادي، المرحوم أحمد عبدالرحمن القبالي، إسماعيل الشيخ علي، علي أبو شوشة وغيرهم.
 
منظمة النجادة
    في صيف عام 1945م قامت مجموعة من منظمة النجادة اللبنانية بزيارة مدينة يافا حيث استضافتهم بعض نواديها التي أعجب بعض شبابها بالفكرة وتساءلوا إذا كانت النجادة اللبنانية قامت في لبنان كرد فعل لتأسيس وقيام حزب الكتائب اللبنانية في ذلك الحين، فلماذا لا تقوم منظمة للنجادة في فلسطين كرد فعل لمنظمات الأعداء العسكرية وشبه العسكرية مثل منظمة الهاجنا والأرغون تسفا ليئومي وشترن والتي كانت تقوم بتدريب شباب وشابات على استعمال السلاح استعداداً للساعة الفاصلة التي كان يقدر الجميع بأنها آتية لا ريب فيها وأنها باتت قريبة جداً. وهكذا فقد قامت مجموعة من شباب أندية يافا الذين أعجبوا بفكرة النجادة بتكليف أحد المحامين الشباب بيافا (محمد نمر الهواري) بوضع نظام داخلي لمنظمة النجادة من أجل الحصول على ترخيص من السلطات المختصة لهذه المنظمة، وبالفعل قام المحاي محمد نمر الهواري بوضع هذا النظام طالباً من الشباب أن يكون أحدهم، فرحبوا به، وقد تم ترخيص وقيام هذه المنظمة في مطلع عام 1946م وقد دعيت أندية المنطقة للاشتراك أو المساهمة في هذه المنظمة إذ وصلت إلى نادي شباب سلمة الرياضي دعوة فأوفدت أمين سرها أحمد محمد صالح الخليل الذي أصبح فيما بعد عضواً في الهيئة الإدارية المركزية لمنظمة النجادة في يافا، وبسبب جو الحذر والتوجس الذي كان سائداً في فلسطين آنذاك، وتوقع احتمال قرب المواجهة بين العرب واليهود، والتدريبات شبه العلنية التي كانت تقوم بها المنظمات الصهيونية على استعمال الأسلحة، فقد أقبل أهالي فلسطين بحماسة شديدة على تأسيس فروع لمنظمة النجادة في المدن والقرى الفلسطينية، وبالطبع كانت بلدة سلمة من أوائل من عملت على تأسيس فرع لهذه المنظمة في البلدة. وفي صيف عام 1946م أطلقت سلطات الانتداب سراح الزعيم الفلسطيني جمال الحسيني (زعيم الحزب العربي) حيث كان معتقلاً في إحدى مستعمرات الحكومة البريطانية فقام بعد فترة قصيرة من إطلاق سراحه بزيارة لمركز منظمة النجادة بيافا وألقى خطاباً في الجماهير التي استقبلته في مقر هذه المنظمة، وعرض إمكانية تعاون منظمة النجادة مع الحزب العربي الذي كان يرأسه واستعداد هذا الحزب لدعم المنظمة وتزويدها بكل أسباب المساعدة،
same_taha_kabr_512_01
 ولما كان في فلسطين ستة أحزاب فلسطينية في ذلك الوقت وهي:
    (1) الحزب العربي ويرأسه جمال الحسيني.
    (2) حزب الدفاع ويرأسه راغب النشاشيبي.
    (3) حزب الإصلاح ويرأسه حسين فخري الخالدي.
    (4) حزب الاستقلال ويرأسه عوني عبدالهادي.
    (5) حزب الكتلة الوطنية ويرأسه عبداللطيف صلاح.
    (6) حزب مؤتمر الشباب ويرأسه الحاج يعقوب الغصين.
    كان هناك احتمال قيام حزب سابع هو حزب العمال، ولكن اغتيال رائد الحركة العمالية سامي طه قضى على هذا الاحتمال، وقد كانت لهذه الأحزاب جميعها برامج متشابهة تقريباً في كل شيء كما كانت ممثلة في الهيئة العربية العليا برئاسة مفتي فلسطين، ورغبة من محمد نمر الهواري رئيس منظمة النجادة بالاحتفاظ بمنظمته تلك مستقلاً عن الأحزاب وبعيداً عن خلافاتها، فقد رد بحزم على خطاب جمال الحسيني على عرضه المتعلق بتعاون المنظمة مع حزبه بأن منظمة النجادة لن تأتمر أو تقبل بأن تتلقى أوامر سوى من أبي صلاح في حلمية الزيتون إشارة إلى الحاج أمين الحسيني الذي كان يقيم في فيلا في القاهرة بحلمية الزيتون وأن منظمة النجادة سوف تحتفظ باستقلالها عن كافة الأحزاب الفلسطينية.
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *