لأودع جسدك قصيدتي
فوق أهداب عينيك الرمادية
أكتب كلما حن الدمع للجفن
وأحرق من آخر الذكريات شمعة السنين
المتلهفة للحلم
أراها عكاز جدتي بين أهداب عينيك الصغيرتين
بين حور الرموش نامت جفونها
وعلى أروقة النسيان
يزورني الحنين اليها
عليل نسماتك الدافئة في ليل
حار الجبين ملتهب النهدين
كان هناك أمس
ورقة نعناع
وحبة عشق
وعنقود زعتر
وكان هناك اليوم
خوار بقر
وجسد منهك
يعتصر خاصرتك رمان
نسي لونه البنفسجي والأنشودة
كان هناك امس
رياحين وعطر مسك
عين ماء
وسماء عذارى
الحب
وكان اليوم هناك
أشواك من حديد تسقيها دموع النسيان
ترتوي على أكفك
دمع عاشق تصبب بعد الولع في لحظة عشق
على آخر زنانيرك
رقصة وله
حن إلى ساق تتعمد الهوى
وقف يلمح من لهفتك حجرا ارتوى
كفارس صحا من يد النعاس
********************
هناك اليوم
خمسون أو ما قارب المليون من العام
فنجان قهوتك وراء قضبان اختناق الانتظار عند الزحام
له أدوار ما عادت تتصفح أوراق غيومها
ولا حتى لفتات شبانها ولا سكنات أعراسها
لحن ما عاد يدندن بطء مشيه
أسير هناك أعرف أنني تأخرت
أعاهد الهوى والبكاء يسبقني
لا ترتوي نبضاتي إلا من اختناق الشمس
وأنا هنا أو ربما هناك
أنا من كان اليوم هناك
ألملم آخر الصور وأنا معك وبك
وأنا هناك من كان