أود أن أقول أن الحياة قصيرة وأنّ علينا أن نستمتع بها قدر الإمكان. علينا أن ننظر إلى السماء الزرقاء والعصافير الطائرة كلّ يوم وأن نشكر الطبيعة على وجودنا. علينا أن نتمتّع بكل ما أتت به الطبيعة من ملذّات. علينا مثلاً أن نشرب وندخّن ونأكل المأكولات اللذيذة والشهيّة. وبما أني مسيحي، فإنه يمكنني قول ذلك في رمضان. أما لو كنت مسلمًا، فكنت سأقول أنه علينا أن نأكل ونشرب ما يطيب لنا ساعة الإفطار. علينا أن نجهز مائدة الطعام بألذ ما يمكن من لحم الخروف والعجل والرّز مع اللحم والصنوبر وغيرها من المأكولات الطيبة، ولا يهم إن كانت هذه تحتوي على الدهنيات، فالدهنيات هي جزء لا يتجزأ من الطبيعة، وهي تزوّد الجسم بمواد يحتاجها.متعة ثانية نعرفها جميعا في السرّ ولا نقر بها في العلن، هي المتعة في ممارسة الجنس ممارسة ذكية وغير ساذجة، كطريقة للحصول على لحظات من اللذة الفائقة.
وللأسف فإن مجتمعنا العربي البائس لا يسمح لأفراده بأن يتمتعوا بالجنس، بل إنه يُنزل الكثير من العقوبات القاسية على كل من يتجاوز أعرافه ولا يسمح بالجنس قبل الزواج وبذلك يمنع التجربة والنضوج الجنسي والعاطفي. وبالطبع، فإن هنالك الكثير من مصادر اللذة الأخرى – الماديّة والروحانيّة – لكن أهمها، في رأيي، هي متعة سماع الموسيقى. فالموسيقى تُغني الحياة وتملأها بالسعادة والعاطفة، وكما يقول صديقي وليد حين يستمع إلى موسيقى جيدة في اليو-تيوب: "الموسيقى بتوضّح الحياة". أنا أيضًا أعشق الموسيقى كما واني أنحدر من عائلة تهوى الموسيقى، فجدّي هوى عبد الوهاب وأبي هوى الفلامنكو، وها أنا أهوى البوب والروك.الفلسفة الوجودية التي اعتنقها تعتبر اللذة الفائقة والدائمة شرطًا أساسيًا لصقل التجربة الإنسانية الراقية، وذلك يتحقّق حين نرى اللذة جزءًا من أنفسنا ومن العالم في آن واحد. ولكي نتمتع حتى النهاية، علينا التخلي عن الكثير من القيم التي تقف في وجهنا كالأبواب الموصدة.