كيف نواصل عمل جهاز صحي حيوي تحت قصف صواريخ الكاتيوشا؟

مراسل حيفا نت | 03/09/2009

  مقال نُشر مؤخرا في المجلة العلمية الأمريكية المرموقة:  ACADEMIC MEDICINE يجيب على كل هذه الأسئلة. المقال الذي يحظى باهتمام كبير لدى مديري المستشفيات ورجال الطب في العالم الذين يعملون في الصدمات وإدارة جهاز صحي في فترات الضائقة. كتّاب المقال هم كبار الأطباء في قسم الصدمات (טראומה) وإدارة مستشفى رمبام في حيفا الذين عملوا اجتمعوا بعد مرور ثلاث سنين على حرب لبنان الثانية ولخصّوا الطريقة الإدارية التي عملوا بحسبها تحت القصف في مستشفى رئيسي وكبير. وللتذكير فقط: رمبام، لكونه أكبر مستشفى في الشمال قدم الخدمات الأساسية من العلاج الطبي الضروري مثل جراحة الأعصاب، غرف العمليات، العلاج المكثف للأطفال والكبار، وغيرها الكثير من العلاجات الطبية المميزة لكل سكان الشمال، وذلك خلال شهرين متواصلين من الحرب في أشهر تموز وآب 2006. وضمن كل ذلك استقبل المستشفى عشرات المصابين من الحرب في الشمال ومن مواقع الإصابة ووقع الصواريخ في حيفا، عاملا في الوقت ذاته في ملاجئ وغرف محمية عندما كانت الصواريخ تستهدف المنطقة المحاذية للمستشفى نفسه.

وعندما التقى طاقم الكتّاب من إدارة رمبام برئاسة مدير المستشفى البروفيسور رافي بيار، بهدف تلخيص عمل المستشفى، وجدوا أنه في القرن العشرين لم تكن الا حالة واحدة مماثلة لمستشفيات عملت بطريقة مماثلة بحسب موديل عمل مستشفى رمبام، وهي المستشفيات الانجليزية خلال الحرب العالمية الثانية التي واصلت العمل حتى تحت القصف الكثيف وقدّمت العلاج الطبي للجنود المصابين في الحرب، بالإضافة إلى الخدمات الطبية الحيوية والضرورية للمجتمع.

المغزى الأساسي الذي توصلت إليه إدارة مستشفى رمبام والذي تستعرضه في المقال، هو انه يجب تجهيز مستشفى من نوعية مستشفى رمبام الذي سيتمكن من النجاح في مهمته مستقبلا وهي العمل الناجح حتى تحت الهجوم والقصف، مواقع محمية ستستخدم لاستقبال وعلاج مرضى تحت القصف. ويجري تنفيذ المغزى على أرض الواقع في السنتين الأخيرتين عبر بناء مستعجل لمناطق بمساحة تصل إلى آلاف الأمتار المربعة تحت الأرض التي ستكون محمية في وجه هجوم تقليدي أو هجوم مستخدما أسلحة غير تقليدية.

مغزى آخر، وعلى ما يبدو مفهوم ضمنا، ولكن يحمل معاني وأهمية خاصتين للمركز الطبي الإسرائيلي، هو مشكلة فقدان المدخولات. فمثلا رمبام خسر في شهر الحرب الأول أكثر من 40 مليون شاقل في أعقاب تكاليف مباشرة للعمل في فترة الحرب، وخسارة مدخولات في أعقاب انخفاض حاد في عدد المرضى الماكثين في المستشفى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *