الشيخ رشاد أبو الهيجا-رمضان هو التكافؤ الاجتماعي وليس الإسراف والتبذير

مراسل حيفا نت | 26/08/2009

هل رمضان شهرا للطعام والشراب والمسلسلات وللهو طوال الليل والجلوس في المقاهي! أم أن في رمضان تتجدد القلوب بالإيمان والعبادة، وفيه تتجدد الأسرة بالتلاقي والترابط، ويتجدد المجتمع كله بحسن الصلة والبحث عن الفقراء والمساكين وإطعام الجائعين.

لفهم ماهية هذا الشهر الفضيل كان لنا هذا الحديث مع الشيخ رشاد ابو الهيجاء أمام مسجد الجرينة الذي يؤكد :" رمضان هو مدرسة لتهذيب النفس، فلقد قال الرسول (ص) " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"، فرمضان ليس الامتناع عن الأكل والشرب، بل له جانبان وهو علاقة الفرد بالله وعلاقته مع الناس، ففي شهر رمضان أنزل القرآن فمن الواجب على الإنسان أن يأخذ قسطاً  منه، بأن يأتمر بما أمر الله به، وأن ينتهي على ما نهى عنه الله.

ومثال على ذلك:"فلقد ذكروا للرسول (ص) عن امرأة كانت تصوم النهار وتقوم الليل وتتصدق بأموال كثيرة إلا أنها كانت تؤذي جيرانها، فقال الرسول، هي في النار، وذكروا له عن امرأة تصوم الفرض وتصلي القليل وتتصدق بالأقت  ولكنها لا تؤذي جيرانها، فقال هي في الجنة".

ويستدل من هذا الحديث ضرورة الإحسان إلى الآخرين وهذا من أثر الصيام، حيث أن الصيام يؤدي إلى التقوى، والفضيل ابن عياض أمام الحرمين(المكي والمدني)، قال:"ليس المتقي من يحب للناس ما يحب لنفسه، ولكن المتقي من يحب للناس أكثر ما يحب لنفسه".

البحث عن الفقراء والمساكين وإطعام الجائعين

رمضان ليس الموائد المتعددة الأصناف ولا الموائد الفخمة فيقول الشيخ رشاد أبو الهيجاء:"يجب أن يكون في رمضان حرمان للنفس، حتى أقل مما هو متبع في الأيام العادية، للأسف أكثر هذا الطعام يلقى بالقمامة، فمبدأ رمضان هو التكافؤ الاجتماعي وليس الإسراف والتبذير".                                                                           الشيخ رشاد أبو الهيجاء يؤكد أن الصيام وحده لا يكفي فلقد فرض على الصائم زكاة الفطر حيث يعتبر إخراج المال والتصدق به في شهر رمضان معاملة مالية ولكن لها جوانب روحية فقد فرض الرسول (ص) زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمراً أوصاعاً من شعير اي ما يعادل اليوم مبلغ 14-16 شيكل على كل فرد حيث تعطى هذه الأموال إلى لجنة الزكاة. فلقد فرض رسول الله زكاة الفطر طهارة للصائم من اللغو والرفث وإطعامه للمساكين والحكمة من صدقة الفطر كما يقول الشيخ أبو الهيجاء شعور الصائم بالفقير حتى لا يتسول الفقراء في أيام العيد ويقوم المجتمع بكفالته.

الصوم التقاء مع الضمير وموعد صلح مع النفس

هذا وينهي الشيخ رشاد أبو الهيجاء ببعض أقوال الشعراء والعلماء ليصف ما هو رمضان، ويقول لقد قال الشاعر أحمد شوقي في وصف الصيام " الصوم حرمان مشروع , وتأديب بالجوع , وخشوع لله وخضوع , لكل فريضة حكمة , وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة, يستثير الشفقة, ويحض على الصدقة , ويسن خلال البر , حتى إذا جاع من ألف الشبع , وعرف المترف أسباب النتع , عرف الحرمان كيف يقع , وألم الجوع إذا لذع " . ويقول الإمام الغزالي : عن الصوم ( زكاة النفس , ورياضة الجسم , وداع للبر , فهو للإنسان وقاية, وللجماعة صيانة في جوع الجسم, صفاء القلب , وإيقاد القريحة , وإنفاذ البصيرة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *