وداعا جميلة فوراني(عباس) أم خالد ،وادي النسناس يبكيك،حيفا لن تنساك

مراسل حيفا نت | 22/08/2009

رحلت عنا قبل أيام جميلة فوراني(عباس) أم خالد بعد صراع مع مرض عضال لم يمهلها طويلا  عن عمر 54 عاما في قمة عطائها .وقد شارك في تشييع الجثمان الى مثواه الأخير جمهور غفير من حيفا وخارجها. وقد تركت المرحومة وراءها أولادها الذين يتلوعون اشتياقا لوالدتهم الحنونة وهم: خالد،خلود،فوزي،وصلاح .كما تركت زوجا مخلصا (أبو خالد) جمال فوراني حزينا مصدوما حيث فقد رفيقة دربه الزوجة المخلصة، المحبة،عماد البيت كما قال.

تعود جذور المرحومة جميلة الى حي وادي النسناس حيث تنتمي الى عائلة عباس. أحبّت الخير للجميع،كان عطاؤها بلا حدود لبيتها وللناس.كرّست حياتها لعائلتها وكان حلمها تربية الأولاد تربية صالحة وتعليمهم في معاهد عليا.ابنها البكر د.خالد فوراني أنهى دراسته في أمريكا في موضوع علم الإجتماع حيث عاد الى أرض الوطن،الى بيت عائلته والى حضن العائلة في حيفا بفضل والدته.

المرحومة جميلة فوراني

أخوات المرحومة:سعاد أبو أسعد،رحمة عبهري،بدرية أبو الهيجا،مريم الحاج،وأنديرا قدورة. كلهن بكين على أختهن المرحومة بحرقة ولوعة وعلى فراق القلب الطيب،الحنون.كانت المرحومة نشيطة فعالة في المجتمع،جبارة،أحبت الناس وأحبت الخير للجميع،لم تحقد على أحد،بل الجميع يحبها على طيبة قلبها وحسن استقبالها،وكلامها اللطيف،وأخلاقها الحميدة.

المرحومة في افطار رمضاني جماعي في وادي النسناس العام الماضي

المرض العضال لم يثنيها عن الحياة والأمل فالعائلة تحولت حياتها الى حزن وقلق ولكن هي كانت جبارة لم تفارقها الإبتسامة ،بل لم تدع أحدا يشعر أن المرض يتغلب عليها،يؤلمها،يصارعها،يفتك بها،بل كانت مصدر أمل .وكيف لا وقد وقفت العائلة صفا واحدا لدعمها وزيارتها في فترة العلاج وخاصة أختها رحمة عبهري وزوجها محمد الذي ينطبق عليه المثل"ربّ أخ لم تلده أمك" ،فكان الصديق والأخ في أصعب اللحظات.أما أختها رحمة،فكانت رحمة لها وقد لفظت المرحومة جميلة أنفاسها الأخيرة بين يدي أختها التي لم تفارقها حتى آخر لحظة في حياتها.

المرحومة تتوسط عائلتها زوجها،وأحفادها في حفل زفاف نزار ابن أخ زوجها فتحي فوراني

اما زوجها جمال فيقول بتأثر" كانت زوجتي المرحومة كلّ شيء في حياتي،فهي الزوجة المحترمة،مدبّرة البيت،الأم الحنون،تمتعت بجرأة في الكلام،لم تعرف النفاق أبدا،حتى أنه في فترة مرضها الصعب ومعاناتها لم تتذمر بل كانت تعطي القوة والمعنويات للجميع.

 العائلة أجمعت على أنهم فقدوا انسانة حنونة،محبة،تحب لمّة العائلة،تمتعت بثقافة واسعة،خسارة لا تعوض،اجتماعية،أصيلة،تشارك الناس أفراحهم وأتراحهم.

صورة لعائلة المرحومة،زوجها،اولادها،أحفادها،أخواتها،وزوج اختها محمد عبهري

وما اجمل أن نستذكر مطلع قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش "الى أمي"

حيث قال:

أحنُّ إلى خبزِ أمّي

وقهوةِ أمّي

ولمسةِ أمّي

وتكبرُ فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدرِ يومِ  

كتب:رزق ساحوري- مدير ومحرر موقع حيفانت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *