تصدرت ضائقة الأطباء الجراحين مؤخرا عناوين الصحف، وذلك بعد أن فهم "قياديو الجهاز" أن من ينهي دراسته في كليات الطب لا يفضل اختيار مجال الجراحة الطبية كالمجال المفضل لمستقبلهم الطبي المهني. فالوضع في بعض المستشفيات سيء لدرجة أنه يصعب على بعض الأقسام تنظيم عمل روتيني عادي. هناك اسباب عديدة لهذه الضائقة منها العمل الصعب في مجال التخصص، المردود المالي المنخفض، الحاجة في رفع درجة المعيشة، والأسوأ من كل ذلك، النقص المهني لخريجي التخصصات في البلاد. والعديد من خريجي الخصصات يهجرون البلاد لهذه الأسباب. لجنة التحكيم التي أقيمت لقحص الضائقة الطبية والأطباء في البلاد، تمكنت من حل جزء من المشكلة ولكن لم تنجح في اعادة مكانة الجراحة الطبية الى عهدها السابق.

وقد قررت ادارة مستشفى الجليل الغربي في نهاريا وادارة المركز الطبي رمبام توحيد التخصصات في مجال الجراحة الطبية العامة بين المركزين في محاولة منهما لتحسين الوضع ولو قليلا. ضمن المشروع المشترك تم تجنيد أطباء وطلبة الطب من قبل المركز الطبي رمبام للتخصص في مجال الجراحة. المعايير لتوظيف الأطباء منحت من قبل المستشفى في نهاريا،  ويخرج كل الأطباء من قسم الجراحة في رمبام، بالأزواج، لجولة تستمر ثلاثة أشهر للعمل في مستشفى نهاريا.

من جهته يقول البروفيسور يورام كلوجير، مدير قسم الجراحة الباطنية ب في رمبام، وأحد المبادرين لهذا المشروع: "هذا الدمج يسمح بتجنيد أطباء من الكبار في مجال التخصصات الجراحية في مستشفى ثلاثي (فوق منطقي) من جهة، ويساعد المستشفيات المنطقية التي تستصعب أكثر من المستشفيات الكبرى في تجنيد أطباء من جهة أخرى".

وأضاف: "كشف المتخصصين للعمل في المستشفيات المنطقية واللوائية تساهم وتضيف رونقا اضافيا لتثقيفهم كجراحين، وتمنحهم بحسب رأي المبادرين، أساس قوي من المعلومات والخبرة أكثر لخريجي هذه التخصصات. بالاضافة الى الجولات التي يقومون بها من المخطط أن تقام لقاءات طبية مشتركة لكل الأقسام بهدف تعميق المعرفة النظرية لدى المتخصصين وحتى السماح برقابة زملاء للجهاز الذي يقام حاليا. أصحاب الفكرة والمبادرين لاقامة مشروع التخصصات يأملون أن تنضم مستشفيات أخرى لهذا العمل المبارك، ويأملون أن تقام خطة لوائية في المستقبل القريب للتخصص في الجراحة العامة والتي سيقوم المركز الطبي رمبام فيها بتجنيد متخصصين في الجراحة العامة الذين سيعملون جزء من الوقت في مشروع محدد متعدد السنين في المستشفيات اللوائية والمنطقية".