توضيح وشرح الرتب الكهنوتيّة

مراسل حيفا نت | 07/08/2009

توجد رتب كنسيّة كثيرة، تختلف حسب اختلاف الأعمال والوظائف الكنسيّة التي توكل الى الكاهن، فيمكن أن تكون ألقابًا فخريّة، أو وظائف قد يُسند بعضها الى علمانيّين وليس ضرورة الى كهنة. مثل البروتوبسالط – أي رئيس المرنّمين أو مدير الجوق أو الخورص الأبرشي. ويحدد الشرع الخاص هذه الرتب من الأعلى إلى الأدنى: الأرشمندريت، الإكسرخوس، الإيكونوموس والبروتوبريسفيترس (أي المتقد بين الكهنة).

الأرشمندريت. ( في اليونانية ρχιμανδρίτης  – وهي مكونة من مقطعين أحدهما mandra وتعني حرفيًا " الحظيرة" أو "الصيرة"  للدلالة على أن الدير مكان الخراف التي تطيع الله ). كلمة (أرشمندريت) معناها رئيس دير أو مجموعة أديرة. وكان يسمى رئيس (الصيرة الروحية)، كما يذكر أبيفانيوس (320-403 م) في كتابه ضد الهرطقات (80:6) ويقول أن هذا اللفظ أطلق أولاً في بلاد ما بين النهرين. والصيرة  (أو الماندرة أو المنطرة) – كما استعملت في قرانا– هي الدير كما كان يطلق عليه في القرن الرابع الميلادي. ومن كلمة (منطرة – ماندرة) نُحتت كلمة (ناطور) لأنه يقف في أعلى الدير ليراقب الطرق والحقول.

     وفي نهايات القرن الرابع الميلادي أضيفت كلمة (archi آرخي) اليونانية إلى كلمة (مندرة = دير)، فصار لدينا مصطلح (آرخي مندرة) (أرشمندريت) ويعني رئيس الدير، لأن كلمة (آرخي ἀρχήاليونانية ) تعني رئيس أو متقدم أو سابق أو بادئ، وهي ذاتها المستخدمة لوصف رئيس الكهنة أو رئيس الجند، ومنها أيضا الكلمة الإنجليزية Arch– التي تعني رئيس، مثل Archbishop رئيس أساقفة أو Archdeacon رئيس شمامسة.

     شاعت هذه التسمية (أرشمندريت = رئيس دير) في الكنائس الشرقية حتى أوائل القرن السادس الميلادي، ثم صارت تعني رتبة رهبانية أعلى من رتبة رئيس دير فامتدت وظيفة الأرشمندريت إلى رئاسة عدة أديرة.

    ثم أخذت رتبة الأرشمندريت تتضاءل إلى أن أصبحت من بعد القرن العاشر لقبًا تكريميًا أو فخريًا تُعطى للكاهن العازب سواء كان أبرشيا أو راهبا أو أرملا تقديرًا لخدماتهم في حقل الرب. وجرت العادة أن تُعطى للنائب الأسقفيّ العام ولكبار الكهنة أثناء يوبيلهم الفضي، " فلا يكون حديث العهد في الإيمان لئلا تسيطر عليه الكبرياء فيلقى العقاب الذي لقيه إبليس"( 1 تيموثاوس 3: 6). لهذه الرتبة الشارات التالية: اللاطية والصليب للكاهن العازب أو الأرمل.

 

الإكسرخوس: هو عادة لقب وظيفيّ يُعطى في الأماكن، خارج إطار البطريركية، التي لم تمنح حق إقامة أبرشية، وحسب القانون الكنسي فإن  الإكسرخوسية هي جزء من شعب الـله، لم تُنشأ له أبرشية لظروف خاصّة، ووضعت له حدود أرض وغيرها، وتُعهد رعايتها إلى إكسرخوس. على الإكسرخوس الذي عيّنه البطريرك أن يرسل إلى البطريرك كل خمس سنوات تقريرًا مكتوبًا عن الحالة الروحيّة والمادّية للإكسرخوسيّة. يكون للإكسرخوس الوظيفي الذي لم يرسم  أسقفًا، ما  دام في وظيفته، الامتيازات والشارات التي للمرتبة الأولى بعد الأسقفية. أما إذا كانت الرتبة فخرية فإن رتبة الأرشمندريت تتقدم عليها. شارات هذه الرتبة هي: اللاطية والصليب. يجب التقيّد بالشرع الخاص في أمر الاحتفاظ بهذه الامتيازات والشارات أو التخلي عنها بعد انتها الوظيفة.

الإيكونوموس أو الوكيل، تعطى هذه الرتبة لوكيل الأوقاف في الأبرشيّات. كما يعطى لقب إيكونوموس شرفيًّا للكاهن الأعزب أو عادة للكاهن المتزوج الذي "يحسن تدبير بيته ويجعل أولاده يطيعونه ويحترمونه في كل شيء.  فمن لا يحسن تدبير بيته، فكيف يعتني بكنيسة الله؟" (اتيموثاوس 3: 4 -5). وتأخذ هذه الرتبة معناها الأوسع للكاهن الذي يدير حسنا شؤون رعيته ويقودها نحو ملء قامة المسيح. أما شارات هذه الرتبة فهي اللاطية والصليب للكاهن الأعزب والصليب للكاهن المتزوج.

الكهنة الأبرشيون تبقى لهم الرتبة الشرفية بعد زوال الوظيفة، أما الكهنة الرهبان أو المرسلون فتزول الرتبة عنهم الرتبة الشرفية بزوال الوظيفة، إلا إذا ورد خلاف ذلك في قوانينهم. ولابد أن ننوه على أن الشرع الخاص يحظر بتاتا لبس الخاتم لجميع الرتب الشرفية والوظيفية. ومن يخالف هذا القرار يسقط من رتبته بعد أن ينذره الأسقف ثلاث مرات (المادة 21 للشرع الخاص).

اعداد ناصر شقور- حيفا- نشرة الأحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *