اختتام مخيم عودة البراعم ال 20

مراسل حيفا نت | 06/08/2009

اختتم مخيم "عودة البراعم" ال 20، والذي أقيم على أنقاض قرية كفر برعم المهجرة. المخيم الذي ينظمه أهالي القرية وحركة "العودة" لمدة أسبوع، وعلى مدار 24 ساعة، شارك فيه ما يقارب 200 شخص من أبناء كفر- برعم، بين مشاركين ومنظمين.

اجتمع أبناء القرية المهجرة على أرض بلدهم، قادمين من عدة أماكن في البلاد كالجش، حيفا، عكا، المكر، كما وقدم بعض منهم من بلاد المهجر. يشار إلى أن المخيم تضمّن العديد من الفعاليات التثقيفية والتوعوية كالورشات وحلقات النقاش حول القضية الفلسطينية وقضية كفر برعم وسبل النضال ضد ممارسات السلطة. بالإضافة إلى الجولات الاستكشافية لمعالم البلد التي دُمّرت عام 1948 (كالمعصرة، القهوة، المسرح، المدرسة الخ)، والرحلات الترفيهية الساعية إلى توطيد علاقات الصداقة والانسجام بين الجيل الشاب من أبناء القرية.

تخلل المخيم برامج مسائية فنية منوّعة، تطوّع بها العديد من الفنانين الفلسطينيين في الداخل، منهم؛ فرقتي الراب العربي "ولاد الحارة" و"دمار"، ومسرح "السيرة" بإدرة الفنان راضي شحادة، الذي عرض مسرحية "اويها" ومسرحية الدمى "يويا"، فرقة "مزمار" للعزف والغناء الشعبي، الفنان مروان مدني.

 واختتم المخيم بعرض كوميدي ساخر لفرقة "الشارع" قدّمه الفنانان الشابان وسيم خير ونضال بدارنة.وتقييمًا لأعمال مخيم "العودة"، أجمع طاقم إدارته المؤلف من كل من جورج غنطوس، بشارة اندراوس وكميل جريس على نجاحه، قائلين: "أجمل ما في المخيم هو رؤية العلاقات وهي تنسج ما بين البراعمة، أولادا وبناتا وشبابا ومسنين، وما بين المكان؛ أرض كفر برعم وبيئتها الطبيعة، حيث تنبض الحياة بين الأنقاض، رغمًا عن واقع التهجير. ثم إن هذه العلاقة المتبادلة تثبت وتعزز، على مدار ما يقارب الثلاثين عاما، أن الأجيال المتعاقبة من أبناء هذه القرية لا يزالوا متمسكين ببلدتهم وقضيتها". 

  

  كفر برعم

تتمتع قرية برعم بموقعها الجغرافي الساحر، فهي تقع في منطقة الجليل الأعلى ،وتبعد مسافة 4 كم فقط عن الحدود اللبنانية. قربها من لبنان كان نعمة لهم، فهم الامتداد الطبيعي لهذا البلد في فلسطين العتيقة. لكن هذه النعمة تحولت الى نقمة، لأن الجيش الاسرائيلي استخدمها لتبرير ابعادهم، بدعوى انه يريد حماية الأمن واجراء التدريبات العسكرية!!. اللون الأخضر يحيط بالقرية الوادعة من كل حدب وصوب فيزيدها رونقا وجمالا. ا اضف الى ذلك الجمال غابة مار بطرس التي تعتبر احدى اجمل الغابات الطبيعية، مما حدا بالانتداب البريطاني تحويلها الى محمية طبيعية. حيث تكثر فيها اشجار البلوط والسنديان والقندول والغار والزوف وغيرها. قبل رحيلهم اعتمد السكان في معيشتهم على الزراعة البعلية وما تنتجه الأرض من خيرات غذائية من قمح وشعير وتفاح وتبغ.

عندما هُجّر أهل القرية كان تعداد السكان 1050 نسمة ينتمون الى 19 عائلة، طلب منهم الجيش الاسرائيلي مغادرة بيوتهم لمدة أسبوعين فقط حتى الانتهاء من المناورات العسكرية على الحدود. لكن كما هو مخطط لم يعد احد الى بيته، وقد تم جلب القادمين اليهود الجدد من الدول العربية وغيرها واسكانهم في بيوتهم التي كانت عامرة بكل شيء. هذه البيوت دمرت عن بكرة ابيها بعد ان نجح الأهالي باستصدار قرار من محكمة العدل العليا عام 1952 بحق عودتهم، ولمنع تنفيذ امر المحكمة قام الجيش بإخلاء السكان اليهود وهدم بيوت القرية كلياً. حسب الإحصائيات فان عدد سكان كفر برعم اليوم، يزيد عن 3000 نسمة، ألف منهم يعيشون في لبنان وعمان وكندا وامريكا وغيرها. غالبية من بقي في الوطن تعيش في قرية الجش وفي عكا ،الناصرة وحيفا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *