وداعا وداعا.. للباحثة في التراث الفلسطيني ومؤسسة فرقة الجليل للتراث الشعبي جورجيت سلوم

مراسل حيفا نت | 28/07/2009

غيّب الموت ابنة حيفا الباحثة في التراث الفلسطيني ومؤلفة كتاب "عرائس الأرض المقدسة"جورجيت سلوم وقد نعى أولاد الفقيدة، أمّها، إخوتها وأخواتها، وعموم آل سلّوم وخميس وأقرباؤهم وأنسباؤهم في حيفا، الرينة، معليا والخارج  بمزيد الحزن والأسى فقيدتهم الغالية المرحومة – جورجيت خميس سلوم(أم هاني)

 

 التي غادرتنا الى دار البقاء عن عمر يناهز 63 عامًا متمّمة واجباتها الدينية. وسيسجّى جثمانها الطاهر ابتداءً من الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء الموافق 2009/7/29 في كنيسة مار الياس للروم الكاثوليك (عين دور 23 – حيفا) ليقام قدّاس الجنازة الساعة الخامسة، ومن ثم إلى مثواها الأخير في مقبرة الروم الكاثوليك في كفر سمير.

جورجيت سلوم باحثة في التراث الفلسطيني ومتخصصة بالأزياء الشعبية الفلسطينية ومؤسسة فرقة للتراث الشعبي  

من: رزق ساحوري

لقد أجريتُ مع المرحومة عدة لقاءات صحفية قبل عدة سنوات ُنشرت في الصحف المحلية وفي مواقع الإنترنت،فكنت ألمس فيها الإنسانة الغيورة على التراث،تتحلى بالكرم وحسن الإستقبال،والإصغاء،وقد وضعت أمامها مشاريع وأفكار وكانت دائما تقول الأمثال الجميلة الأصيلة العربية التراثية فمثلا حفظت منها(برتقال يافا أزكى من الكنافة). وتكريما لعطائها ورغبة مني في تعرّف الأجيال الصاعدة وابناء حيفا على هذه الشخصية سوف أنشر نبذة عن حياتها وألقي الضوء على محطات من مسيرتها. فهي دائما كانت تعمل وراء الكواليس بعيدة عن الإعلام ولكن من يقرأ لمحة عن حياتها سوف يكتشف هذه الشخصية الحيفاوية المتشبثة بالتراث الشعبي الفلسطيني.وبقيت تقول لي لن أقول أبدا التراث الشعبي بل التراث الشعبي الفلسطيني مشددة على كلمة الفلسطيني.وكان حلم حياتها اصدار كتاب المأكولات الفلسطينية الشعبية.

بدأت المرحومة في تأسيس فرقة الجليل للتراث الشعبي الفلسطيني عام 1968 في كندا وكان أول عرض لها على مسرح بلدية تورونتو،ضمن يوم الصداقة العربية الكندية وجامعة ووترلو.وحين رجوعها الى البلاد قامت ببحث ميداني في القرى والمدن الفلسطينية وجمعت معلومات وأثواب تراثية ومعلومات شملتها في كتابها" عرائس الأرض المقدسة".وأكملت مسيرتها بالتراث وألفت فرقة"الجليل للتراث الشعبي الفلسطيني"،وتخصصت في ثوب العرائس حيث تم عرضها في عدة معارض محلية وعالمية.فللفرقة 28 لوحة لأثواب العرائس حيث قدمت عشرات العروض وخلال كل عرض كانت المرحومة الباحثة والمتبحّرة بالتراث الفلسطيني تشرح وتفصّل كل ثوب،مصدره،تاريخه،مميزاته،نوع القماش وغيرها.

رحم الله الفقيدة وأتقدم بأحر التعازي القلبية الى أسرة هذه المرأة العظيمة المعطاءة وأن يتغمدها الله بواسع رحمته وأن يكون مثواها الجنة.إنا لله واليه راجعون.فوداعا وداعا للأم والإنسانة والباحثة. فحيفا لن تنساك وستبقى ذكراك خالدة الى الأبد فأنت من الجيل الذي لن يتكرر.  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *