بروح العُنوان
الإسلام في خدمة الإنسانيّة
الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في الدّيار المقدّسة
تعقد جلستها السّنويّة العشرين، على مدار ثلاثة أيّام متتالية،
وبحضور وفود مشاركة من مناطق السّلطة الوطنيّة الفِلَسطينيّة ومصر والأردنّ؛ من الهند وباكستان؛ من أوروبا والأمريكيّتين
تقرير: أسعد موسى عودة
مادّة: معاذ عمر عودة
تصوير: شادي خليل شلش
كما في كلّ عام، منذ عشرين عامًا، ومنذ تأسيسها في كبابير حيفا قبل نحو تسعين عامًا، وبروح العُنوان: “الإسلام في خدمة الإنسانيّة”، وبمباركة خليفتها، حضرة مِرزا مسرور أحمد أيّده الله تعالى بنصره العزيز، الخليفة الخامس للإمام المهديّ والمسيح الموعود عليه السّلام، وفي أجواء روحانيّة أخويّة إنسانيّة عالية، وبتعاضد أبنائها وبناتها، وبتضافر جهود مجالسها التّنظيميّة كافّة؛ مجلس أطفال الأحمديّة، مجلس خدّام الأحمديّة، مجلس أنصار الله، ناصرات الأحمديّة، ولجنة إماء الله؛ ممثّلةً جميعًا بهيئتها الإداريّة العُليا، وبحضرة أميرها، الأستاذ الشّيخ محمّد شريف صلاح الدّين عودة، وبحضور ثُلّة من علماء الجماعة ومسؤوليها في الدّاخل والخارج، عقدت الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في الدّيار المقدّسة، وفي مقرّ مركَزها في البلاد، حيّ الكبابير العريق، على جبل الكرمل، بحيفا، جلستها السّنويّة لهذا العام (2016)، على مدار ثلاثة أيّام متتالية؛ من الخميس، 28 تمّوز حتّى السّبت، الـ30 منه؛ بحضور أبناء الجماعة في الحيّ ومن الدّاخل والخارج، وبمشاركة وفود من مناطق السّلطة الوطنيّة الفِلَسطينيّة، مصر، والأردنّ؛ من الهند وباكستان؛ من دول أوروبيّة مختلفة؛ من كندا والأمريكيّتين.
هذا إذ توافد على مركَز الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة على جبل الكرمل، للمشاركة في جلستها السّنويّة، ممثّلو جهات أهليّة ورسميّة، وشخصيّات اعتباريّة؛ دينيّة وأكاديميّة وأدبيّة واجتماعيّة وسياسيّة، وغيرها، من مسلمين ومسيحيّين ودروز وبهائيّين ويهود وعَلمانّيين، حيث عجّت باحات وقاعات جامع سيّدنا محمود و”مركَز مسرور” في الكبابير، بجموع المشاركين في هذا الجمع المبارك.
وقد اشتملت فقْرات الجلسة المختلفة – في مدار الثّلاثة أيّام – على كلمات ترحيبيّة وتعريفيّة وتعارفيّة، خطابات دينيّة ودعويّة، وأخرى أدبيّة واجتماعيّة، كما على حلقات حواريّة، معرِض كتب لإصدارات الجماعة في القديم والحديث، وغيرها من الفعّاليّات الوِجدانيّة التّربويّة التّعليميّة التّثقيفيّة.
تخلّل برنامَج الجلسة الثّلاثيّة الأيّام يوم خاصّ بمخاطبة المجتمع اليهوديّ في البلاد (مساء الخميس، 28 تمّوز)، وقد شاركت فيه ثُلّة من القساوسة والحاخامات ومشايخ الطّائفة الدّرزيّة والدّين البهائيّ. تولّى عرافته الأستاذ الشّاعر ومترجم القرآن الكريم إلى اللّغة العبريّة، موسى أسعد عودة، وتضمّن مراسم الاستقبال وتقديم واجب الضّيافة، تلاوة عطرة من الذّكر الحكيم، كلمة ترحيب وتعريف بالجماعة وتاريخها في الدّيار المقدّسة، ثمّ كلمة بعُنوان: “تأثير المفاهيم الخاطئة على مستقبل الإنسانيّة والسّلام العالميّ”، ليُبثّ – بعدها – شريط وثائقيّ عن “إنجازات الخليفة في خدمة الإنسانيّة والسّلام العالميّ”.
ثمّ جاءت كلمات الضّيوف الكرام، معربين عن ما يُكنّونه من عميق احترام لمعتقدات الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة ونشاطها الرّبّانيّ الرّحمانيّ الرّحيميّ، في سبيل تحقيق رفعة الإنسان وسعادته الحقيقيّة في هذا العالم؛ فكانت هناك كلمة لحضرة الأرشمندريت فوزي خوري، ومن جملة ما تفضّل به: “أعتقد أنّ الرّسالة الأحمديّة لمست قلوبنا جميعًا في هذا المعنى السّامي للأخوّة، احترام الله وحقوق الله، وفي الوقت ذاته [احترام] حقوق الإنسان والانفتاح على الجميع”. كما كانت هناك كلمة لجناب الرابي الـﭙـروفسور دانيئل هرشكوﭬـيتس، رئيس جامعة “بار – إيلان”، ومن جملة ما قاله ما ترجمته: “أتمنّى لكم سنين طويلة من الصّحّة والمزيد من التّقدّم في هذا الطّريق الّذي لا بديل له. إنّكم لستم مثالًا يُحتذى في مدينة حيفا أو في هذه البلاد، فحسْب، لا بل أنتم مثال للعالم أجمع”. ثمّ جاءت كلمة سعادة السّفير بهيج منصور، سفير إسرائيل في جمهوريّة الدّومينيكان والكاريبي، وممّا قاله فيها: “لقد اشتركت في جلسة الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة الّتي يحضرها الخليفة في لندن، وشهدت عظمة هذا الرّجل الّذي يدعو بإخلاص إلى الحبّ والسّلام في العالم. عليكم أن تكونوا فخورين بهذه الجلسة”. لتنتهي فعّاليّات هذا اليوم بدعاء جماعيّ صامت.
وعند عصر اليوم التّالي، الجمُعة، 29 تمّوز، وبعد تأدية صلاتيِ الجمُعة والعصر جمعًا، بدأت الفقْرة الثّانية لهذه الجلسة المباركة، وهي فقْرة اليوم التّبشيريّ الدّعويّ الخاصّ بمخاطبة المجتمع العربيّ بشكل عامّ، والفِلَسطينيّ منه بشكل خاصّ، في الدّاخل، وفي مناطق السّلطة الوطنيّة الفِلَسطينيّة، وفي الشّتات، وذلك، بدءًا بمراسم رفع لواء الأحمديّة، ثمّ بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلتها قصيدة من نظم الإمام المهديّ والمسيح الموعود عليه السّلام، ثمّ كلمة ترحيب وتعريف بمعتقدات الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة للأستاذ منّاع فؤاد، سكرتير التّربية والتّعليم في الجماعة، تلاها حضرة أمير الجماعة في الدّيار المقدّسة، الأستاذ الشّيخ محمّد شريف صلاح الدّين عودة، وكلمته بروح العُنوان: “مواساة خلق الله مطلب أساس لإنسانيّة الإنسان”؛ ثمّ كانت هناك قصيدة من نظم وإلقاء الأستاذ موسى أسعد عودة، تلاه الأستاذ العلّامة المصريّ فتحي عبد السّلام متحدّثًا عن كيفيّة تحقيق السّلام العالميّ. هذا وقد توّلى رئاسة هذه الفقْرة من الجلسة الدّكتور حاتم حلمي الشّافعي، أمير الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في مصر؛ وبرز بحضوره بين ضيوفها حضرة النّائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، والنّائب السّابق طلب الصّانع. واختُتمت هذه الفقْرة بدعاء جماعيّ صامت، ليلتئم الجمع – بعدها – على مائدة العَشاء، ثمّ اجتمعوا لأداء صلاتيِ المغرب والعِشاء.
وفي صبيحة اليوم التّالي، السّبت، 30 تمّوز، بدأت فعّاليّات الفقْرة الثّالثة والأخيرة من فقْرات هذه الجلسة المباركة، بيوم خاصّ بالمجتمع المحلّيّ من أبناء الجماعة في الحيّ وخارجه، حيث تمّ الوقوف على أحوال الجماعة وأحوال أبنائها، من خلال مسيرتها الرّبّانيّة الدّعويّة البانية، الرّامية إلى إنشاء العلاقة الحيّة الحقّة وتوطيدها بين الله – تعالى – وجميع خلقه. ليبدأ الاجتماع بتلاوة عطرة من الذّكر الحكيم، تلتها قصيدة من نظم الإمام المهديّ والمسيح الموعود عليه السّلام، ثمّ كانت الكلمة لرئيس هذه الفقْرة من الجلسة، حضرة المبشّر الإسلاميّ الأحمديّ في الدّيار المقدّسة، الأستاذ شمس الدّين مالاباري، في تشجيع الفرد الأحمديّ على المداومة على استذكار نعم الله وشكره – تعالى – من خلال الالتزام بتعاليم الإسلام الحنيف والتّخلّق بأخلاق النّبيّ الأمّيّ الأمميّ العربيّ، سيّدنا محمّد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.
وفي سياق كلمات الأخوة الكرام الحاضّة على تحصيل العلم والمعرفة وتسخيرهما في خدمة الدّين والإنسان، كانت هناك فقْرة تكريميّة للأكاديميّين من أبناء الجماعة، وفي المقدّمة منهم، ابن الجماعة البارّ، الـﭙـروفسور ماجد محمّد عودة، الأستاذ في كلّيّة الطّبّ – معهد الهندسة التّطبيقيّة – “التّخنيون” بحيفا، ورئيس قسم الأمراض الباطنيّة “أ” في مستشفى “بْنِي تْسِيُون” فيها. ثمّ جاءت كلمات الضّيوف الكرام من غير أبناء الجماعة، وقد برز من بينهم السّيّد غسّان السّيّد من محافظة طولكرم: “جئت إلى مسقط رأسي ومدينة آبائي وأجدادي، وبعد ما رأيته اليوم عندكم وجدت أنّه لا يزال في حيفا إشارات تبعث على الأمل. قلوبكم شفّافة ودموعكم رقراقة يجمعكم الحبّ والحنان والاحترام. كانت صفحاتي بيضاء حول جماعتكم؛ إذ لم أكن أعلم شيئًا عنها، وبعد ساعات من لقائي بكم وجدتكم على قلب رجل واحد.
لكِ كلّ الفخر والاعتزاز يا حيفا؛ ففيك رجال حملوا اللّواء واستمرّوا، صحيح أنّه لواء دينيّ لكنّه ذو سارية وطنيّة. فقد امتنع أهل الكبابير عن بيع أرضهم بأغلى الأثمان. بكم نعتزّ، أنتم نصف القلب ونصف الرّئة. واجبكم أن تكثّفوا تواصلكم واتّصالاتكم ليعرف النّاس طيب خُلقكم وطيب تهذيبكم…”. وتلاه المحامي طارق أبو جويعد من محافظة الخليل الّذي أثنى على مبادئ الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة وسلوكها، ثمّ أعلن – على الملأ – رغبته في الانضمام إليها ومبايعة خليفتها أيّده الله – تعالى – بنصره العزيز. لِتُخْتَتَمَ فقْرات هذه الفقْرة من الجلسة وفعّاليّاتها بكلمة لحضرة الأمير، الأستاذ محمّد شريف صلاح الدّين ودعاء جماعيّ صامت، صورة جماعيّة، أداء صلاتيِ الظّهر والعصر جمعًا، وتناول طعام الغداء.
هذا وقد كانت الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في الكبابير – بفضل الله – قد أتمّت كامل ترتيباتها لإنجاح فعّاليّات هذه الجلسة المباركة، واستقبال وفود ضيوفها، حيث تكفّلت، تمامًا، بمبيتهم ومأكلهم ومشربهم ورحلاتهم وتوفير التّرجمة الفوريّة والتّحريريّة لهم، على مدار أيّام الجلسة الثّلاثة، قبلها وبعدها؛ وذلك من خلال دائرتين رئيستين اضطلعتا بهذه المهامّ الجسام، أولاهما فكريّة، برئاسة الأستاذ مُعاذ عمر عودة، سكرتير عامّ الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في الدّيار المقدّسة، وثانيتهما إداريّة، برئاسة الأخ بلال عبد الكريم عودة.
كما شهد هذا الحدث السّنويّ اللّافت المهيب تغطية إعلاميّة واسعة، محلّيّة وعالميّة، مقروءة ومسموعة ومرئيّة؛ والتُقط بعدسات فريق التّلفزيون الإسلاميّ الأحمديّ في الدّيار المقدّسة، وَبُثّت وقائع يوم الجمُعة منه بإرسالٍ حيٍّ على مدار ستّ ساعات متتاليات إلى شتّى مقالب الأرض، عبر شاشة الفضائيّة الإسلاميّة الأحمديّة العالميّة – الثّالثة (MTA 3).
كما ارتأت الهيئة الإداريّة للجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في الدّيار المقدّسة، وعلى رأسها حضرة أميرها، الأستاذ الشّيخ محمّد شريف صلاح الدّين عودة، أن تتقدّم – من خلال هذه التّغطية الصِّحافيّة المقروءة، أيضًا – إلى أبنائها وبناتها كافّة، بخالص آيات الشّكر والفخر والاعتزاز والتّقدير؛ على ما قدّموه من مساهمات وبذلوه من تضحيات جليلة مباركة – وعلى كلّ مستوًى – في سبيل إنجاح هذا الحدث السّنويّ الفريد على كلّ صعيد.









