هموم مسرحية-الدولة والثقافة العربية- أديب جهشان

مراسل حيفا نت | 20/07/2009
المؤتمر الثاني الذي نظمه "مفعال هبايس" للفنون والمجتمع. في شهر أيار الماضي في قاعات مسرح القدس، خصص ندوة للثقافة العربية في اسرائيل، وهذه هي المرة الأولى التي تكرس فيها جلسة خاصة لمؤتمر كبير وهام مثل هذا المؤتمر..
هذا الحدث يعتبر نقلة هامة في طرح قضايا الفنون والثقافة العربية للجمهور العبري ولعرض مشاكل الثقافة وقضايا المواطنين العرب أمام المجتمع الاسرائيلي ووسائل الاعلام والوزراء وقطاعات كبيرة من رجال الفكر والفن والادب.
كلفت بادارة هذه الجلسة التي تحدث فيها كل من الكاتب سلمان ناطور والسيد يوسي فروست رئيس مجلس الثقافة سابقا والبروفيسور الفنان تيسير الياس والسيد موفق خوري مدير دائرة الثقافة العربية.
قلت في افتتاح الجلسة: "في هذا المؤتمر سوف نحاو ل تسليط الضوء على جزء هام من القضايا الناشطة في المجتمع العربي يهدف تحويل هذا المؤتمر الى اساس متين في بلورة بعض القضايا التي سوف نتداول بها اليوم مع هذه المجموعة الهامة من المشاركين, بهدف ان تكون هناك آذان صاغية ومنفذة للاقتراحات لدى المسؤولين في الدولة وتبني ما يقترحه المشاركون. وكذلك الأخذ بعين الاعتبار وضع الثقافة والفنانين العرب العاملين في الانشطة الفنية المختلفة في بلادنا.
هناك كوادر كبيرة من الفنانين العرب يعملون في المقاهي والمطاعم وحوانيت ألعاب الاطفال وعمال بناء وفي النقل … الخ.
أن نسبة العرب في اسرائيل تزيد على 20%, فلماذا لا يكون الدعم المادي للأنشطة والفرق الفنية والمسرحية ما يعادل نسبة المواطنين العرب علما بأن جميع الفنانين قد تخرجوا من الأكاديميات والجامعات المحلية والعالمية للفنون الفنية والمسرحية، ولدينا كل الموقمات للنهوض بهذه الثقافة الى أعلى المستويات..
**تيسير الياس: غياب التخطيط واعتبار الكم
 
قال البروفيسور تيسير الياس في مداخلته: ان المشكلة الأساس هي في طريقة دعم المؤسسات الثقافية، فان ذلك يحدث بشكل عشوائي ودون تخطيط وأخذ الكم بعين الاعتبار وليس الكيف، ولتحسين الوضع يجب التركيز على الجودة، واذا لم نعد مشروعا بعيد المدى فان مردود الأموال الداعمة سيكون سلبيا ، فالمال ليس هو الهدف بل هو وسيلة للنهوض بالثقافة العربية.
المجتمع الاسرائيلي هو بمثابة مختبر لالتقاء الثقافات الاثنية والموسيقية بشكل خاص، ولذلك فعلى الدولة الحفاظ على خصوصية كل ثقافة من هذه الثقافات واعتبارها مختلفة لكن متساوية.
على الدولة أن تدعم الثقافة العربية بكل ما للكلمة من معنى وليس الاكتفاء بتوزيع أموال بشكل اعتباطي، لأن ذلك هو شرط التعددية الثقافية، والا تحولت الثقافة الى عامل سلبي في عملية تطور الحياة الثقافية بشكل عام في المجتمع الاسرائيلي.
**يوسي فروست: يجب تعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية
وقال السيد يوسي فروست مدير مؤسسة الفنون الجماهيرية ورئيس مجلس الثقافة سابقا:
لقد اقترحت تشكيل فوروم مدراء المؤسسات الثقافية العربية أسوة بفوروم المؤسسات العبرية وتنظيم مهرجان الثقافة العربية في يافا لاطلاع الاجمهور الاسرائيلي على هذه الثقافة.
يجب تعليم اللغة العربية في جميع المدارس الثانوية اليهودية وادخال فعاليات ثقافية عربية في السلة الثقافية المقدمة للطلاب في اسرائيل.
كذلك اقترح اجراء لقاءات بين مدراء مؤسسات ثقافية عربية ويهودية لتقديم انتاجات مشتركة في مجالت المسرح والموسيقى وترجمة المسرحيات العربية وأدب الأطفال وغيرها.
**موفق خوري: حرمان من الميزانيات اللائقة
قال السيد موفق خوري : ان المدارس غير اليهودية تخلو من البرامج والفعاليات الفنية مثل المسرح والموسيقى والرسم والنحت والرقص والسينما والمشكلة الأساس هي عدم توفير الميزانيات اللازمة ففي الأعوام 1992 الى 1996 (في عهد الوزيرة شولاميت الوني) ارتفعت الميزانية الى 4 مليون شيكل وتجمدت مدة 11 عاما. ان هذا الحرمان يعيق تطور الثقافة العربية مع أن هذه الثقافة تطورت كثيرا بعد اهمال الدولة من العام 1948 وحتى العام 1988 حيث أقيمت دائرة الثقافة العربية.
**سلمان ناطور: ثقافة في ظل خطر الفاشية
الكاتب سلمان ناطور قال انه لا يمكن الحديث عن الثقافة العربية الفلسطينية في البلاد دون التطرق الى الأخطار المحدقة بها من المحاولات التشريعية التي يقوم بها اليمين الفاشي لفرض الولاء للدولة اليهودية الصهيونية ومنعنا من احياء ذكرى النكبة، أي الاعتداء الفظ على ذاكرتنا التي تشكل المركب الأساس في ثقافتنا.
لقد نمت ثقافتنا وتطورت بعد العام 1948 بدون دعم من الدولة بل في ظل سياسة تدجين هذه الثقافة وتشويه هويتها، وما يقدم من دعم منذ اقامة دائرة الثقافة هو فتات يسيء الى هذه الثقافة أكثر مما يخدمها. ولو كانت الدولة صادقة في تعاملها مع ثقافتنا لعملت على الحفاظ على معالم هذه الثقافة أولا وقدمت الميزانيات وفقا لاحتياجاتنا الثقافية .
ثقافتنا العربية هنا ليست ثقافة أقليات ولا مهاجرين، انها ثقافة البلاد الأصلية وهي امتداد للثقافة العربية في هذا الفضاء الواسع من المحيط الى الخليج، وهذه الثقافة تستطيع أن تحتضن الثقافة اليهودية العبرية اذا أراد الاسرائيليون أن يكونوا جزء من هذا الشرق العربي مثلما نحن العرب هنا جزء من المجتمع الاسرائيلي ثقافيا واجتماعيا رغم معارضتنا للسياسات الاسرائيلية ومناهضتنا للصهيونية. لكي يتم حوار ثقافي يهودي عربي في البلاد يجب أن تكون الثقافة العربية على أجندة المجتمع الاسرائيلي بدء بتعلم اللغة العربية الزاميا وانتهاء بالغاء كافة سياسات التمييز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *