نحن على علاقة وثيقة بالأمير الألماني جورج بويسن

مراسل حيفا نت | 08/06/2014

نايف خوري   

تصوير وائل عوض

حلّ، مؤخّرًا، الأمير الألماني جورج فريدريخ بويسن (أمير بروسيا في ألمانيا)، ضيفًا على مدرسة راهبات النّاصرة. وتفقّد الأمير المدرسة والتقى بإدارتها، وقرر استضافة عدد من الطّلاب الثّانويّين اليهود والعرب في ألمانيا، وذلك ضمن مشروع للتّقارب اليهوديّ – العربيّ، يشرف على تنظيمه منذ سنوات.

وكان من المبادرين لزيارة هذا الأمير إلى حيفا عائلة رجل الأعمال الحيفاويّ چاي كرمل، وشريكه رجل الأعمال العربيّ الحيفاويّ شربل سيرافيم. 

التقينا بالشريكين كرمل وسيرافيم لنستوضح هذه العلاقة المميّزة..

– لنتعرّف عليك أوّلًا، كرجل أعمال في حيفا..

أنا شربل سيرافيم، ولدت في حيفا وتعلّمت في مدرسة راهبات النّاصرة، ثمّ عملت في شركة الهواتف «بيزك» مدّة ثماني سنوات، وسافرت بعدها إلى أمريكا حيث عملت في مجال التّجارة الحرّة لأربع سنوات. وفي عام 2006 التحقت بشركة «ڤيرت» الألمانيّة، وعملت معها سبع سنوات. وهذه الشِّركة تصدّر إلى العالم المواد الكيماويّة وأدوات الصّيانة للمصانع وورشات تصليح السيّارات الألمانيّة. وهناك التقيت بصديقي چاي كرمل الّذي عمل مديرًا عامّـًا للشِّركة، وبقينا كذلك حتّى قدّمت استقالتي عام 2012. واتفقت مع صديقي على إقامة شِركة في البلاد تحت اسم «نورم تريد» لتسويق منتجات الشِّركة الألمانيّة.

– وما علاقة الشِّركة بالأمير جورج؟

أُدعُ صديقي چاي يسرد لك تاريخ العلاقة بالأمير وعائلته. 

– تفضّل چاي، لنسمع منك التّفاصيل..

تعود جذور هذه العلاقة إلى والدي الّذي كان صديقًا لجدّ الأمير في ألمانيا. ثمّ تبادلا الزيارات العائليّة، وكان الأمير لا يزال ولدًا، وتوثّقت عرى الصّداقة بيننا. وفي ألمانيا أنشأ الأمير صندوقًا لتنشيط العلاقات اليهوديّة – العربيّة. وذلك على أثر تنشيط العلاقات الألمانيّة – الإسرائيليّة أو اليهوديّة، حيث أقيمت عدّة مؤسّسات وصناديق خيريّة تقدّم الدّعم لليهود الّذين نجوا من معسكرات الإبادة النّازيّة.

– وما هي النّشاطات الّتي يقوم بها الصّندوق في هذا المجال؟

يقيم الصّندوق مرّة كلّ سنة ورشة عمل فنيّة في ألمانيا لعدد من أبناء الشّبيبة اليهود والعرب، حيث يتمّ اختيار عشرة شبّان يهود، وعشرة شبّان عرب تراوح أعمارهم ما بين 16 و17 عامًا، ويلتقون بعشرة شبّان من أمثالهم الألمان، ويمضون أسبوعًا من الفعّاليّات المشتركة في المجالات الغنائيّة والفنون الأخرى. ويتمّ ذلك في قلعة كبيرة، تعتبر من أكبر قلاع أوروپّا وهي تابعة لعائلة الأمير. وبما أنّ الأمير أصبح رئيس العائلة فإنّه يشرف شخصيّـًا على هؤلاء الشّباب العرب واليهود والألمان، مُعربًا عن أمله بأن يعيش أبناء الشّعبين بتوافق كما عاشوا في ألمانيا مع الشّباب الألمان. وكما أن الألمان واليهود توافقوا وتفاهموا على تنمية المصالح المشتركة، ووثّقوا العلاقة بين الشّعبين اليهوديّ والألمانيّ، كذلك قد يساهم هذا النّشاط في تعزيز العلاقات بين اليهود والعرب، خاصّةً بين أبناء الشّبيبة.

– ونسأل شربل، هل زار الأمير بلادنا؟

نعم، وعندما زارنا في حيفا قمنا بجولة معه في أنحاء المدينة وأبدى إعجابه الشّديد بجمال حيفا. وكم كانت دهشته عندما زرنا متنزّه «لوي» على جبل الكرمل، ورأى تمثال جد جدّه الملك فلهالم الثّاني. ولم يكن يتوقّع أن يرى مثل هذا التّمثال هناك. ومن المعروف أنّ الملك فلهالم زار البلاد عام 1898 واطّلع على أحوال الرعايا الألمان الّذين يعيشون في الحيّ الألمانيّ في حيفا. وحجّ الملك فلهالم مدينة القدس كذلك وأنشأ هناك مستشفى أچوستا ڤكتوريا، على جبل الزّيتون.

– وهل سيشارك الشّباب العرب واليهود هذا العامّ، أيضًا، في ورشة العمل الفنيّة في ألمانيا؟

نعم. ومن المقرّر أن يزور حيفا بعد نحو أسبوعين مندوب عن الأمير جورج وسيجتمع بإدارة المدرسة ويلتقي بالطّلّاب الّذين سيتمّ اختيارهم للسّفر إلى ألمانيا. وقد ينظر أيضًا في تقديم مساعدات عينيّة لمدرسة راهبات النّاصرة.

– نعود إلى شِركة «نورم»، أخبرنا چاي بماذا تختص؟

شِركتنا شِركة مستقلّة، ولكنّها امتداد للشِّركة الألمانيّة الّتي تنتج المواد الكيماويّة، والمعدّات المختصّة بالمصانع، ومحلّات تصليح السيّارات الألمانيّة، وأهمّها «مرسيدس» و«بي.أم.ڤي»؛ فتنتج الشِّركة الألمانيّة هذه المواد ونحن نستوردها إلى البلاد ثمّ نسوّقها في المدن والقرى المختلفة.

– أين تسوّقون هذه المواد بالضّبط؟

يتمّ التّسويق في حيفا وتل أبيب والقدس، وكذلك في المدن الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة. ويعمل لدينا 8 مسوّقين ورجال مبيعات، إضافةً إلى ثلاث وكالات للتّسويق. ونحن نتطلّع لتوسيع عملنا في مدن وقرى أخرى.

– ونسأل شربل.. هل تستوعبون العمال العرب؟

طبعًا، فأنا شريك مع چاي ويعمل لدينا الشّباب العرب واليهود معًا، ونحن نستقبل مَن تتوفّر لديه الرّغبة الحقيقيّة للعمل. ونحن الآن نسيطر على مجالات التّوزيع، وإذا اتّسعت أعمالنا فلا شكّ سنستوعب مزيدًا من الشّباب.. ولكن رويدًا رويدًا.

– هل ترى علاقة بين عملك بالتّجارة ونشاطك الاجتماعيّ والثّقافيّ، خاصّةً على صعيد ترتيب التّبادل الطّلّابي بين أبناء الشّبيبة؟

طبعًا هناك علاقة، فمن خلال تواجدنا في ألمانيا وعلاقتنا الحميمة بالأمير جورج، استطعنا دعوته إلينا ولبّى هذه الدّعوة مشكورًا، ونتج عن الزّيارة مشروع تبادل الزّيارات للشّباب اليهود والعرب. وها نحن ماضون في هذا المشروع الثّقافيّ، التّربويّ، الاجتماعيّ. 

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/89126316520140806105927"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *