بيان تحالف عرب حيفا حول نتائج الأنتخابات

مراسل حيفا نت | 19/11/2008

 

"بهامات مرفوعة ودون صفقات أصوات نحصل على مقعد في البلدية

وأكثر من 3000 صوت للرئاسة"

نشكر ونحيي أكثر من ثلاثة آلاف ناخب عربي منحونا الثقة في العضوية والرئاسة، ونزلوا إلى صناديق الاقتراع وعملوا بجد ودون كلل في هذه المعركة الشرسة التي خضناها في مواجهة كل الظروف السياسية والمؤامرات والصفقات المتراكمة من كل حد وصوب. إن ثباتنا في مثل هذه الظروف وفي مثل هذه المعركة، وعدم تراجعنا وحفاظنا على وزننا التمثيلي في السياسة الحيفاوية، لا يمكن أن نعتبره إلا انتصارًا. ومن جهةٍ أخرى، لا بد أن نعترف بأن هذا الانتصار ناقص، وانتصار غير كامل، هو انتصار لا يرتقي للتوقعات ولمطالب المرحلة، ولا يرتقي بآمالنا الوطنية والبلدية وطموحاتنا، لأننا نؤمن بأنَّ هناك ضرورة لحركة وطنية فاعلة وقوية بين عرب حيفا في ظل ما تسعى البلدية إلى فرضه على دعاة التعايش الكاذب.

توقعنا أكثر، إلا أن الأحداث التي سارت تحت الطاولة فاجأتنا أكثر بكثير من الأحداث التي جرت فوق الطاولة، وصل الأمر إلى حد الغدر. فقد واجه تحالفنا العربي حزبًا "يهوديًا عربيًا"، لا همَّ أمامه في كل المعركة غير ضربنا من خلال الصفقات لأننا قلنا إنَّ أحلام العرب في حيفا لن تنتظر "تواضعه"، وقد وصل به حد الحقد إلى وضع يده بيد الحزب اليميني "كاديما"، فقط من أجل إشباع الغريزة الشخصية والحزبية الضيقة.

واجه تحالفنا حزب "كاديما" اليميني الذي وضع على رأس سلم أولوياته سياسة قطع الرؤوس الشامخة في مواجهة العرب، فإن قرار خوضنا الرئاسة، ووحدتنا، وتعاملنا مع الطرف الآخر بنديّة، وطرح موضوع الشراكة كموضوع جدّي وتنفيذ حقيقي، والتحدث من منطلق أننا قوة مؤثرة، أحد مقومات تنظيم أقليتنا، لم ترق لـ"كاديما". فهم يريدوننا عربًا خانعين، خاضعين، خائفين، مهزومين، مهزوزين وضعيفين. وكلنا نعلم أن بأيديهم في البلدية نفوذا وتأثيرًا كبيرين يُخضعان أعدادًا كبيرة ممن تقف لقمة عيشهم على هذا النفوذ.

baian_ta7aluf_2_01

واجه تحالفنا قوى طائفية عنصرية سخّرت الدين ورجال الدين وأموال الطائفة في سبيل المصالح المشتركة مع ياهف وبلديته، وسيأتي الوقت لفضحها وكشفها، وكشف التلاعب الطائفي الذي نرفضه رفضًا قاطعًا في حيفا.

وبالرغم من كل هذا، فقد دافع عن هذا التحالف أكثر من 3000 عربي عبر أصواتهم التي انتصرت، أخلاقيًا قبل كل شيء ثم وطنيًا ثم سياسيًا. والنتائج أكدت، والـ46% التي حصل عليها ياهف هي أكبر دليل أن أصوات العرب هي التي تحسم، فإن هذه الـ6% التي منعت الجولة الثانية، هي الأصوات العربية التي ذهبت لياهف، الجبهة وعرب "كاديما" هم من أعطوا ياهف الضوء الأخضر ليعتلي عرشه من جديد دون تحقيق مطالب العرب.

تحالف عرب حيفا كان بإمكانه منذ اليوم الأول أن يعقد صفقة كالتي عقدتها الجبهة مع ياهف، ويدعمه في الرئاسة مقابل أصوات العضوية، إلا أننا رفضنا عقد أية صفقات، لا تقف على رأسها مطالب الناس ومشاكلهم ومستقبل أبناءنا، لان تحالفنا هو لمنتصبي القامة وليس لتجار الأصوات.

 baian_ta7aluf_1_512_01

الجبهة لم تزد تمثيلها، فقد بقيت بمقعدين في البلدية كما كانت، والزيادة في عدد الأصوات أتت من الأوساط اليهودية، ومن تحالفها مع كاديما، ولم يكن تحصيل الجبهة ليحزننا لو أنه تحصيل طبيعي نتيجة عمل ديمقراطي داخل الإجماع العربي، بل إن ما يحزننا أن الجبهة مرة أخرى طعنت الجماهير العربية، وشاركت في مسلسل قمعها وتذويت نفسية الدونية، وشاركت في عملية أسرلتها ورفضت تنظيمها على أساس القوة.

نحيي آلاف المصوتين العرب على رأسهم الشباب في حيفا، الذين أكّدوا أن عرب حيفا حقًا ليسوا في جيب أحد، كما قلناها منذ البداية، لن نسحب ترشيحنا للرئاسة دون اتفاق موقّع وملزم فيه حقوق مضمونة للعرب، فرغم الضربات الموجعة الموجّهة إلينا من قبل السلطة وأتباعها، بقي موقفنا صلب لا يتزحزح واستمررنا في الترشيح لنساهم في تغيير المفاهيم في المجتمع وتحويل الدونية إلى قوة والتبعية إلى استقلالية في الموقف، قلبنا المعادلة القائمة، فالعربي لن يكون تابع ولن يكون كالقطيع بعد هذا اليوم.  

لم نحرز في هذه المعركة نصرًا من الأحلام، إلا أننا لم نخسر الحرب، ولا حتى المعركة. المعركة والحرب من أجلكم، ومن أجل مطالبكم مطالبنا، ومن أجل أطفالكم أطفالنا، ومن أجل تعليم طلابكم وطلابنا، ومن أجل تأطير شبابكم شبابنا، وبيوت مسنين ترفه أجدادكم أجدادنا، هذه هي معركتنا، وهذا هو هدفنا، ولهذا حاربونا وحاولوا القضاء علينا، ضد هذا الهدف، حاولوا أن يسحقونا، وحاولوا أن يبقونا دون نسبة الحسم، إلا أننا استطعنا وقدرنا أن نتجاوز المقعد بنسبة كبيرة، وأن نبقي رؤوسكم مرفوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *