خطاب سيادة المطران غريغوريوس حجار- خميس الجسد في 8 حزيران 1939 في كاتدرائية سيدة النجاة بزحلة

مراسل حيفا نت | 08/06/2009

لقد رأيت وآمنت فتكلمت

رأيت، ويا روعة ما رأيت! كلَّ ما يملأ العين جمالُهُ، والصدر هيبته وجلالُهُ. رأيت زحلة بأبهى مجالي التعييد في يومها المشهود. رأيت زحلة المحبوبة قامت بنسائها ورجالها، بشيوخها وأطفالها، بفتيانها وفتياتَها، بشيبها وشبَّانها، قامت كلها لتواكب يسوع الفادي في سرّ الافخارستيا بعواطمف الحب والتعبّد والخضوع، وبشواعر التحمّس والخشوع، تحمله على الأكتاف والرؤوس، وتنثر عليه مع عواطفها الزهور، وتحرق لديه مع صلواتها البخور، وتسكب مع دموع قلوبها وشؤون عيونها الطيوب والعطور، وترفع حوله الأناشيد والترانيم، بكل شعور رقيق وصوت رخيم. واكبته وهو يطوف في نواحيها كما يطوف الملك بأرجاء مملكته، وكما يتفقد القائد جوانب حصنه وقلعته. فآمنت أن زحلة هي عاصمة الدين والكثلكة في لبنان، وأن قلوب بنيها عامرة بشواعر التقوى والإيمان. آمنت أنهم أبوا أن يحيدوا عن هاتيك التقاليد تقاليد الآباء والجدود. لكِ الله يا زحلة ما أبهاكِ اليوم وإن كنت الجميلة في كل زمان، وإن كنتِ أبداً موضع فخرنا بين البلدان.

لقد جُلتُ مع بنيك في هذا الطواف وشعرت بما لم أشعر به قبلاً في أي موقف كان لي. شعرت بما لا أستطيع له تمثيلاً ولا تصويراً بلغة إنسان. لقد خلتُني مع بني اسرائيل وهم يسيرون وراء مظلة العهد، وأعداؤهم يتولاهم الرعب والذعر، فيدبرون أمامهم منهزمين خاسئين. وها أنتم أيها الأعزاء وراء مظلة إله العهد الجديد، فأيُّ عدوّ من أعداء خلاصكم يستطيع أن يجابهكم أو يصمد أمام جموعكم. وكأني بكم تردّدون مع الكنيسة: "الله معنا فاعلموا أيها الأُمم وانهزموا لأن الله معنا." وتسمعون أصواتكم بهذا الهتاف إلى أقاصي الأرض معتزّين بإلهكم. آوين من عنايته ورحمته إلى حمى أمين وكنف مبسوط وركن متين.

وقد ذكرت أيضاً تلك الجموع التي كانت في فلسطين تحيط بذلك الفادي الكريم، والمخلص الرحيم، فتزحمه كي تجتلي طلعته، وتغترف رحمته، أو تمس ثوبه، أو تتقدّس بظلّه، أو تتغذّى بكلمته. اذكر ذلكم المعلم الإلهي هنالك طائفاً بموكب الحياة، يبسط يديه بالنعم والبركات، ويفتح فاه ليُسمع منه أسمى التعاليم بأعذب الكلام. اسمعه يقول لكل أعمى مسكين "إتْفتحْ" وقد أبصر! أسمعه ينادي كل أبرص: "قد شئت فاطهر!" يرفع صوته نحو كل مُقعَد مخلع: "قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك!" يرى الحزان المساكين فيفيض عليهم من تعزياته الفعّالة ما يُبدلهم من بعد أسى وقنوط، هناءً ورجاءً، ويرعب الشياطين ليقلِّم أظافرها ويفلَّ جيوشها ويكسر القيود التي كانت تُغَلُّ بها الإنسانية المسكينة. اسمعه الآن كما سمعته لما كان هناك يلتفت إلى تلك الأم الحزينة المفجوعة بفَقد وحيدها فيقول:

"لا تبكي" ثم يصيح بذلك الميت: "أيها الشاب لك أقول قم". وأراه يدخل إلى تلك الحجرة فيأخذ بيد الصبيّة المائتة يناديها: "يا طابيتا قومي" فيعيد لها الحياة. ثم أراه يتوجَّه إلى مثل بيت عنيا ويصيح بعد أن دمَع: "يا لعازر قم" فينفض اللفائف ويرفع الحجر عن اللحد ويخرج مملوءاً حياة. كل ذلك عمله يسوع اليوم في ميدان الحياة الروحية لأنه هو هو أمس، وهو هو اليوم، وهو هو غداً. وقلبه هو هو لا يزال خافقاً بالرحمة والحنو. وقوّته هي هي لا تزال موجّهة لكبت أعداء خلاصنا وتعضيدنا في جهادنا. وكيف لا وأنتم لا تقلّون عن تلكم الجموع ثقةً وإيماناً برحمته وقدرته كما يشهد بذلكم تدافعكم للسجود تحت الشعاع المقدس، وحمل أطفالكم للتبرّك به وتقديمهم لجلالة الإله المحمول فيه؟ بل انني رفعت وأرفع ناظري وأنا بين هذه المظاهر إلى السماوات العلى حيثما يتراءى لي الحمل ذلك الفادي العظيم على عرش مجده يحيط به صفوف ثم صفوف من سكان تلك المدينة السماوية وكلهم يسجدون ويخرّون لديه مكررين التسابيح والترانيم وقائلين: "البركة والمجد والكرامة والعزّة للجالس على العرش وللحمل إلى دهر الدهور."

وهل أنتم اليوم إلا جزء من هذه الكنيسة المقدسة التي قال عنها بولس الرسول: "لا وضر عليها ولا عيب فيها" وليست هي إلا صورة حيّة للأُسرة الإلهية وللكنيسة المنتصرة في السماء. وها إن يسوع اليوم يمجِّد منتصراً بينكم ينال من الكرامة والتبجيل ما تتضاءل عنه كرامة ومجد الملوك. بل أين عظمتهم من هذه؟ انهم يملكون على الأجسام أما هو فهو مَلِكُ القلوب والعقول. النفوس تخضع له قبل الأجساد، والتسابيح ترتفع نحوه بلهجة الصدق بلغة الفؤاد. هذا انتصار إلهنا في سر الافخارستيا انتصار كامل ومجيد بقدر ما ان السر عويص ومظهره ضئيل زريّ. ان الافخارستيا هو آخر كلمة يفوه بها الحب كما انه أسمى ما تنزع إليه الإنسانية.

نعم ان سرّ انتصار يسوع المسيح في الافخارستيا هو انه نطق بلغة الحب، وجلا أبلغ معاني الحب. والبشر هم قلوب قبل كل شيء، ولغة الحب هي التي يفهمونها ويؤثرونها على سواها، ويكون وقعها عندهم أعمق وأثبت. ولا أخشى أن أكرر هذه اللفظة لفظة الحب من فوق هذا المنبر أمامكم. وهو أقدس ما في الوجود ولا يضيره ان قد وسّخته الإنسانية بشفافها القذرة، ولطّخته بأوحال أدناسها وجرَّته من سامي عليائه إلى أسفل شهواتها البهيمية. ان الحب لهو أشرف وأطهر من ذلك كثيراً! انه نور ونار لأنه حياة الله. قال إله المحبة المتجسد: "أنا نور العالم" وقال الكتاب: "ان الله نار آكلة" وقال أيضاً: "ان الله هو محبة" وكذا الإنسان هو محبة بل أُجاوز ذلك إلى القول بأن الكائنات حتى الجامدة منها هي محبة، فالمحبة شريعة الكون وسر الوجود. وهل ما يسميه علماء الطبيعة بناموس الجاذبية إلا المحبة بلغتنا نحن؟ فيها تترابط أجزاؤها وكواكبها وكلها ترجع بهذا الترابط إلى الكوكب الأكبر، كما يقول العلماء، وإلى الإله الخالق. أما الإنسان الذي هو على صورة الله فمحبته تمثِّل محبة الله تمثيلاً أتمّ، والمحبة واحدة بجوهرها في الله وفينا، تدفع بالمحب إلى جهة حبيبه ولا ترضى بما دون الوصال غاية. وقد قيل أن المحبة الكبيرة إنما هي للقلوب الكبيرة. وهذه المحبة تتلذّذ ببذل النفس والنفيس في سبيل هذه الأمنية. فقد رأينا ملوكاً هانت عليهم التضحية بتيجانهم وعروشهم وأُبهة المُلك وعظمته في جنب من يحبون، كما أننا رأينا سواهم من الملوك يقومون بمثل هذه التضحيات وأعظم في سبيل الله تعالى، عند ما غمرتهم محبته، فازدروا الأرضيَّات البائدات، وسَمَوا بنزعاتهم إلى ذلك المحبوب الالهي والخير الغير المتناهي.

فمحبة الله إذاً تدفعه نحو خليقته الناطقة التي هي نحن، لأنه رأى فيها صورته ومثاله، وأحبها، كما قال الكتاب، بمحبة أزلية. وقد خلقنا نحن أيضاً للاتحاد به، لذلك يرينا الكتاب المقدس البارئ جلَّ وعلا يتحدث في الفردوس بكلام رمزي مع آدم قبل السقطة. ولما جاءت الخطيئة وفصلَت ما بينهمَا وحجبت الخالق عن خليقته، بقيت الإنسانية تتمرّس بوحشة هائلة، وتعاني أَلَمَ الجوع والظمأ إلى إلهها، وملأت الفضاء أنيناً وصياحاً نحو السماء أن تمطر الصدِّيق، ولم يضعف فيها هذا الجوعَ وذلكم العطشَ مرورُ الأيام وتوالي الحقب. فلم تكن الوثنية على قبحها إلا مظهراً من مظاهر تلك الرغبة الملحَّة أي اتصال الإنسانية بخالقها. فلما تجسد ذلك الإله المنتظر، اتحد بالطبيعة اتحاداً فردياً أعني أصبح لنا أخاً نأنس به. أفتظنون ذلك كافياً لنا ولله؟ ان الحب في الله لم يقل كلمته الأخيرة بعد. تألم ومات على الصليب فدى الإنسان الذي يحبه: "هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد." أفترى الحب الإلهي قال كلمته الأخيرة في ذلك؟ لا أيها الاخوة! ان الحب يريد اتصالاً أتمّ، يريد الاتحاد بكل ما يستطيع المحب. فتصوروا الآن حباً غير متناهٍ تخدمه قوة غير متناهية، حباً يريد الاتحاد بمن يحب أي بنا، وقوةً تستطيع أن تمهد له إلى ذلك كل سبيل، وتذلل كل صعب. فهل من عجب إذاً أن تكتسح تلكم القوة كل شرائع الطبيعة بما تتقاصر عند مداركنا الضعيفة؟ لذلك عمد الحب الإلهي إلى تجسد آخر يزيد به تنازلاً، "مفرغاً ذاته" كما يقول الرسول لا ليأخذ صورة عبدٍ له وجلاله وجماله وكلماته وحركاته الفتانة بل ليكون جامداً لا حراك ولا مظهر له من مظاهر الحياة. ففي ذلك العشاء السري، بينما كان بنو البشر يكيدون له المكايد اللئيمة الخبيثة، وينصبون له الحبائل لكي يميتوه، كان هو يفكر في أن يهبهم الحياة ويهبهم إياها أفضل، كما قال الكتاب. وكما قيل "أريد حياته ويريد قتلي". لذلك عمد إلى كسرة من الخبز، وإلى قليل من الخمر، وبذلك الصوت وتلك القوة التي قال فيها للكائنات: "كوني فكانت"، أمر أن الخبز يصبح جسده والخمر دمه! وشاء أن يبقى على هذه الصورة ليذكّرنا بمحبته المستمرة إذ قال: "إصنعوا هذا لذكري". كلمات تؤلف الشطر الثاني من هذا السر، وان كان في الشطر الأول قد نطق كما ينطق الإله القدير، ففي الشطر الثاني يسمعنا كلام محبّ ودود لا يريد إلا أن يبقي بيننا ذكراً يليق به، ذكراً يكون الأقوى على تمثيله، ذكراً أقرب ما يكون إليه. وهل من ذكر سواه يستحق أن يمثله لدينا؟ لذلك لا يسألْ مماحكٌ مكَّار كيف يتم هذا السر؟ وكيف يكون ذلك؟ ولا يقل أحدكما قال اليهود والتلاميذ: "ان هذه الكلمات ثقيلة مَن ذا يستطيع احتمالها؟" ومتى كان العقل البشري يدَّعي الاحاطة بأسرار الله؟ متى كانت الصَّدَفة الصغيرة تدَّعي أن تسع مياه البحر الخضم؟ أوَ ليست الأسرار هي الطابع الإلهي للدين الحقّ؟ قد قال الكتاب لا يستطيع أن يعرف الله إلا الله كما لا يستطيع أن يفهم روح الإنسان إلا الإنسان. وليس السرّ ظلاماً كما يقول بعضهم، بل انه نورٌ، ونور يخطف الأبصار، انه الشمس في رابعة النهار لا نستطيع بها تحديقاً وإنما ضياؤها يحيط بنا ويغمرنا فنحني رأسنا أمامها ونقول: أنا أومن.

ولقد فهمت الإنسانية لغة القلوب. لغة الحب الإلهي. فهمته فهامت به، فهمته ولمست جودة الله ورحمة الله. فهمته فذاقت عذوبة الله، واطمأنت إليه وأنست به، ومنذ نحو ألفي سنة، تحوط الكنيسة كلها هذا السرَّ بمجالي احترامها وشعائر عبادتها، وتستمد منه قوّتها، والحب فيه بلغ غايته القصوى. واذا أصبح الإله المحب مأكلاً ومشرباً حقيقيين، اتصل بنا وتغلغل في دواخلنا. وكما ان الطعام يتحول إلى الجسم فيوزَّع على الأعضاء كلها: عيناً مع العين، ودماغاً مع الدماغ، وهكذا مع كل عضو. فإلهُ الإفخارستيا يصبح طعاماً لنا، طعاماً يسدُّ وحده جوعنا، ويشبع رغباتنا، ويطفئ ظمأَنا، طعاماً يتحد بنا. و بما انه إلهيٌّ فهو يحولنا إليه، و يجعلنا وإياه واحداً، وتصبح حواسنا حواسه، وقلبنا قلبه، وعواطفنا عواطفه، وخواطرنا خواطره. والنفس تتحد به بناسوته ولاهوته، ومعه الأقانيم الثلاثة أتمَّ اتحاد يمكن تصوّره بعد الاتحاد الأقنومي. وهكذا نحن نتحول إلى سماء. هكذا نتأله بكل معنى الكلمة، وهكذا نستطيع أن نقول أن الإله إذ ذاك يفكر ويتكلم بنا، ونحن نتكلم به. وهكذا يكون ذلك الاتحاد مقدمة للاتحاد السماوي الذي قال عنه بولس الرسول نتحول إليه ونصبح وإياه واحداً. وماذا تزيد السماء على ذلك أيها الأعزاء؟ إلا أننا هناك نعاينه وجهاً لوجه وههنا من وراء حجب السر بنواظر الإيمان. فلنقوِّ إيماننا ونُنْمِ عواطفنا اقتداءً بالمسيحيين الحقيقيين الذين ملأَهم هذا السر نعماً وبركات، وآتاهم القوة والشجاعة والنور، وأنمى فيهم كل الفضائل والقداسة، ورفعهم إلى ما فوق المستوى الإنساني. وهكذا أصبح يسوع في سرّ الافخارستيا يملأُ كنائسنا حياة وجلالة. وهو في بيوت القربان يواصل الصلاة إلى الله تعالى، إلى الآب السماوي استغفاراً عن البشر وتكفيراً معاً، وينادي الإنسانية قائلاً: "ان يعطش أحد فليأتِ إليَّ ويشرب." ومَن كان جائعاً فقد أعددت له موائدي وأخبازي. ان النفس التي خلقت لأن تتغذى بالله لا تشبع ولا ترتوي من سواه. فلا المال، ولا الكرامة، ولا الملذات، ولا خير من الخيرات الأرضية يكفيها ليطفئ ما فيها من نار الجوع، أو لينقع تلك الغلّة المذيبة.

 

هيُّوا إذاً إلى يسوع ولا تسألوا كيف يكون ذلك السر؟ ولا كيف يتم؟ حسبنا أن نقول أن إلهنا يحب بمحبة غير متناهية، وان قدرته غير متناهية، فليخرس العقل! ان اللغة لغة القلوب، وان عبادتكم لهذا الإله في هذا السر تمجده بنوع أخص، لأنكم بذلك تعطونه أجلى برهان على إيمانكم، إذ ترون فيه الإله من وراء الأعراض الزَرِيَّة فتتواضعون بالعبادة والسجود له. ولا أحبَّ إلى الله من تواضع النفوس أمامه لأن التواضع حق، والله هو الحق. اننا لا نحس بوحشة الفراغ في كنائسنا المأهولة بهذا الإله العظيم. اننا لا نحس بالظلمة في كنائسنا ومنها يشعُّ هذا النور الهادي. اننا لا نحس بوحشة السكوت في كنائسنا وفيها هذا المعلم الصالح وحوله صفوف الملائكة تسبّحه ليل نهار. لننضمَّ إلى صفوفهم بالعبادة والسجود مكررين مع الكنيسة المقدسة: "اعجب العجائب كلها أن يرى الإله بجسد، وأعجب منه أن يعاين على الصليب معلقاً، وأما مجموع العجائب فهو وجودك في هذا السر" مجموع عجائب الرحمة والقدرة والمحبة. ولنمجّده بالخصوص لتغذّينا به فنشترك بقوته وسعادته وحياته الإلهية.

فيا أيها الإله العظيم، هذا شعبك الذي عظَّمك الآن ومجَّدك، فتنازل واعطف عليه وأَذِقْهُ حلاوة رضاك. هو سبّحك وبارك اسمك فاغمره بالنعم والبركات.

هو قدّسك فقدِّسْهُ وقدِّس منازله وبيوته، واجعله شعباً لك محصناً. ليَنْمُ صغيره بالفضيلة نموّ الهلال، وليلبس شبابه من الطهارة والتقى حلل الجمال، ولتبدُ شيوخه بالحكمة كواكب كمال. ان هذا الشعب شاء أن يكون لك جنداً يدافع على مبادئك ويجاهد أعداءك تحت رايتك المظفّرة فاحْبُهُ القوة واعضده بأيدك العلوي. ان هذا الشعب قد كرّس مدينته المحبوبة لك فابسط فوقها ستر حمايتك واجعلها حمى لا يُقرَب فترتدَّ عنها جيوش الأضاليل والفساد وكل ما من شانه أن يشوِّه جمال تقواها ودينها، وليسُدْ فيها السلام. وضماناً لذلك تنازل أيها الإله الكريم وابقَ بينهم، انك وعدت أن تكون مع ذويك إلى الأبد. وعندما ألحَّ التلميذان قائلين: "استمرّ معنا فقد مال النهار" قبلت دعوتهمَا واسترسلت معهمَا. فابقَ مع هذا الشعب بعطفك وحلمك ورأفتك، وأَفِض عليهم تعزياتك، وقُدْهم بأنوارك، واحمِ زحلة من كل ضرر ومن كل آفة ومصيبة، فهي مدينتك وهي ميراثك.

فيا أيها الإله، اجعل هذا الشعب رعيتك المختارة، واشمل بنعمتك راعيها المحبوب الذي يمثِّلك بينها، وها اني، باسمك وباسمه، ارفع يميني الضعيفة وأُباركهم باسم الآب، والابن، والروح القدس

ملاحظة:خطاب المطران نقلا عن نشرة الأحد من إعداد الزميل ناصر شقور-حيفا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *