منح جائزة أكرم زعيتر للزميل الصحفي وديع عواودة لمساهماته في حفظ الذاكرة الفلسطينية

مراسل حيفا نت | 03/06/2009

نظمت مؤسسة الأسوار للتنمية الثقافية والاجتماعية- عكا احتفالية كبيرة تم فيها تكريم الكاتب الصحفي وديع عواودة  بمنحه جائزة "أكرم زعيتر لحفظ الذاكرة الفلسطينية 2009" التي تشرف عليها وترعاها مؤسستا "الأسوار" في عكا و"أكرم زعيتر" في عمان وذلك في حشد واسع تم في فندق "أكوتيل"،  عكا.وكانت لجنة خاصة من المؤسستين قد اختارت هذا العام منح الجائزة للمحتفى به،عواودة، على مساهماته المتواصلة في إحياء وحماية الذاكرة الفلسطينية الجماعية والتنمية الثقافية في صحف عربية في البلاد آخرها "حديث الناس" وفي خارج البلاد.

وفي مداخلته تطرق الشاعر سميح القاسم الرئيس الفخري لصحيفة " كل العرب" إلى أهمية العمل الصحفي الحر الملتزم للشعب وقضاياه ويذود عنها بجرأة.ولفت إلى أن تعرف على وديع عواودة في هذا الإطار وتزاملا مدة طويلة وتابع" وفيه اكتشفت صحافيا وكاتبا وطنيا ديموقراطيا خلاقا وشجاعا حرا يستحق أن يقرأ أولا ثم يكرم على نتاجه لأننا نعاني من اتساع رقعة الأمية فأمة إقرأ لا تقرأ ونحن نريد لها أن تعود لذاتها وتقرأ الكتاب الحقيقيين ولم يبق لنا سوى أن نعتصم بحبل الله وحبل ثقافتنا وحضارتنا".

واعتبر القاسم أن العرب في حالة دفاع عن وجودهم وأن الخندق الثقافي الإسلامي هو خندقنا الأخير أمام تراجعات "حظائر سايكس بيكو" على كافة الصعد وتابع" لم يبق لنا سوى الاعتصام بحبل حضارتنا المجيدة المفعمة بالنور  وتكذب كل دعاة الكراهية والربفوبيا،فلسطينيفوبيا والإسلامفوبيا وكل من يتهمنونا بالإرهاب والتخلف. ونحن نستطيع بتاريخنا وبثقافتنا وحضارتنا أن نرد عليهم بملء الفم وبقامات منتصبة ونقول نحن ضحايا الإرهاب،شعب يناضل في سبيل أبسط حقوق الإنسان التي يتشدقون بها، ومن أجل حق تقرير المصير على جزء من أرض آبائه وأجداده ولإقامة دولة على جزء من وطنه".

الصحفي وديع عواودة

وتوقف القاسم عند دعوات تنادي الفلسطينيين بتقديم تنازلات وتساءل" أي تنازلات أكبر من أن تعترف حظائر سايكس بيكو بما حققه التوسع الصهيوني في بلادنا وتابع" القدس قدسنا ورغم تعرضها للاحتلال أكثر من مرة منذ زمن اليبوسيين لكن كل موبقات الاحتلال تحطمت على أسور بيت المقدس وعكا وستنتصر إرادة هذا الشعب وبهمة مناضليه ومبدعيه".

 

وفي محاضرته استعرض المؤرخ الباحث د. مصطفى كبها سيرة ومسيرة الراحل أكرم زعيتر وتوقف عند مساهماته الهامة في التربية والتعليم والصحافة في مدينته نابلس وفي عكا،حيفا ويافا والقدس.وشدد على دوره الكبير في التوثيق والتأريخ لجانب دوره السياسي النضالي في مساندة العمل الوطني واستذكر عودته من عكا إلى نابلس ليتفرغ للعمل السياسي فبادر لتنظيم أولى اللجان القومية في فلسطين وتابع" لا أتخيل كتابة تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية لولا أكرم زعيتر الذي اعتنى بتوثيق الأحداث والوثائق بمثابرة ومهنية فأرشف الثورة الفلسطينية 1936-39 ومحطات الصراع حتى النكبة".وشارك نجل زعيتر،المهندس سري زعيتر بالاحتفالية بكلمة عبر الهاتف من عمان  أكد فيها أنها تحمل معانٍ جليلة متنوعة تزخر بالوفاء لأكرم زعيتر، ابن عكا و ابن نابلس و ابن القدس وعمان و دمشق و بغداد و القاهره و بيروت ، المدن التي أحبها وعاش فيها وعمل من أجلها .ونوه إلى أن أكرم زعيتر  ابن الأمة و القضية  الذي حمل قضيتي فلسطين والوحدة العربية في قلبه و فكره و عمله ، و جاب من أجلهما الدنيا.

 

و تابع" إن اجتماعكم أيضاً يتميز بالحرفية  و الحرص على النوعية ،و يتجلى ذلك بتكريم الصحافي وديع عواودة و تسليمه جائزة أكرم زعيتر  وهو الصحفي المجد النشط ذو الخط الوطني . وفي رأيي فإن  تسليم الصحفي و ديع عواودة  جائزة أكرم زعيتر هو تكريم للصحفي الملتزم والنشط والتي كانت سمات بارزه في شخصية أكرم زعيتر أيضا. واستذكر أن أكرم زعيتر كان في الأساس صحفيا و كانت كتاباته و مقالاته إحدى أهم أسلحته لإذكاء روح المقاومة للمشروع الصهيوني و لسلطات الانتداب التي ترعى هذا المشروع  وتابع" وبالنسبة للأخ وديع عواودة فقد إلتقيته في عمان أثناء مشاركته في إعداد الوثيقة التاريخية وثيقة حيفا . وما زلت أذكر تقاريره كمندوب عن محطة مونت كارلو وموقع  الجزيرة أثناء حرب تموز 2006 ، تلك التقارير التي  تميزت بالدقة و الجرأة  كما أنني متابع لمقالاته المتنوعة و التحقيقات و المقابلات في العديد من الصحف المحلية و العربية والدولية.

 

أيضاً فإن السيد وديع يرأس تحرير صحيفة يرسلها لي الكترونيا  بشكل مستمر هي " حديث الناس " و التي أتابعها بشكل دائم لامسا ما تحمله من هموم المجتمع العربي في الأرض المحتلة و حراكه السياسي و الاجتماعي والثقافي . إن المتابع لهذه الصحيفة ليلمس بوضوح الخط الوطني الجامع الذي ينتهجه وديع عواودة . و هو في نشاطه المستمر إنما يؤكد على أهمية الصحافة الحرة في تشكيل الوعي الوطني للمواطنين و في صيانة هذا الوعي و تطويره.وتقدم سري زعيتر بالشكر الموصول للثنائي يعقوب وحنان حجازي مديري مؤسسة الأسوار على حملهما مشروع التنمية الثقافية الوطنية.وتوقفت الصحفية  العاملة في شبكة السي إن إن ابنة حيفا المقيمة في رام الله نضال رافع عند مساهمات عواودة في مجال بناء الهوية بالكتب والعمل الصحفي وبموقع "فلسطين48 " على الشبكة.

وتحدث في الاحتفالية رئيس لجنة المتابعة العليا محمد زيدان، حنان حجازي مديرة الأسوار،سهيل ميعاري عن مشروع القدس عاصمة الثقافة العربية، والمحامي محمد ميعاري. وتخللت الاحتفالية التي تولى عرافتها الشاعر حسين مهنا فقرة فنية قدما فيها الشاعران شحادة خوري وفضل دراوشة وصلة زجلية رائعة.  وفي كلمته شكر المحتفى به وديع عواودة القيمين على الجائزة وتوقف عند سيرة الكاتب الصحفي المناضل الراحل أكرم زعيتر وقال إنه ثار وتحدى وتصدى وساند الحركة الوطنية الفلسطينية والحركة القومية العربية في مقاومة الاستعمار والصهيونية بقلمه ولسانه وسواعده  بكل ما أوتي من قوة وإيمان.

ولفت أن العدو الخارجي لم يحجب ناظري زعيتر عن معاينة الجبهة الداخلية ورؤية مخاطر التخلف،الجهل والفساد والفوضى والسمسرة فانبرى بمحاربتها وتتابع متسائلا: هذا هي الحالة الطبيعية  وإلا فما فائدة قلم إذا لم يفتح فكرا  أو يضمد جرحا أو يطهر قلبا أو يكشف زيفا أو يبني صرحا يسعد الإنسان في ظلاله؟

 

وأكد أن هذا هو أكرم زعيتر ليس بكاتب ومناضل عادي وبالنسبة له  كان وما يزال أخا وأبا روحيا هاديا طالما حلم بالاقتداء به وبرؤياه وخلص للقول "لي الشرف أن أخطو خطوة واحدة على طريقه في البناء.وشدد المكرم على الحيوية الفائقة لمساهمة الإعلام الفلسطيني والعربي في تشكيل الوعي وحماية الذاكرة الجماعية وإنعاشها وتنمية الهوية الوطنية ثقافيا وسياسيا لجانب التغطية الجارية لمشاغل الحياة اليومية . وأوضح عواودة أن القلم ريشة بوسع حاملها أن يعيد ترميم ما تهتك في النكبة واستعادة ملامح وطن تعرض ويتعرض للسطو على تاريخه بعد جغرافيته ونكهته العربية في زمن يتعرض فيه النشء الصاعد للتجهيل والعدمية. وكان استحضار ملامح مقهى ثقافي اجتماعي في حيفا وبيارة برتقال في يافا  وأهزوجة سيدة ريفية فرحا بحصاد السنابل لا تقل   دسما  وثمنا عن أي "صيد "إعلامي صارخ.وشدد على حيوية ربط  الحاضر بالماضي واستخراج لبنات البناء من مقلع الأمس وكل ذلك كرمال عيون مستقبل ينجو من التشويه  وتابع" هي عودة لمناجم الماضي لا لنعلق فيه بقدر ما هي ضرورة لانتشال حجارة، بها نشيد ونبني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *