حيفا وعودة المجنون-الشاعر رشدي الماضي

مراسل حيفا نت | 01/06/2009

 

سلام من صَبا غربة مشتاق، ايتها الايقونة اللؤلؤة المرصعة حتى زيق شاطئها بقوس قزح الصباح، قناديل بهية.. استعدت عيني من "هناكِ"، لأرى، فجرا فجرا، من "هناي" عروسك على رصيف الرحيل، لما تزل خطى متجذرة ومناديل تواقة منتظرة.. وأرى كرملك ينتصب فنارا، يسهر ليلة ليلة، يسهر دليلا لعريس ابرق مع زاجل الاياب، انه في سفينة عوليس العائد الى دار بناها، ولو لم يبق منها الا البقية..

حيفا!! وأنتِ هي العروس العروس في لغتي، انا هو "مجنونك" العائد، وابنك الهائم يا "ليلى" في خيام قصائدي، انا الذي حاكوه، في "عام الحزن" خروجا وقصقصوه شتاتا، وفصلوا "بقاياه" حاضرة غائبة، ترتدي "التخفي" خمارا وطاقية!!

لكني يا حيفاي، رميت لهم ظلي، "عجلا" الها، صقلته من "اصفر" مدياس، ليعبثوا به – حتى اظل جذرك الطفل المنغرس فيك بقاء نديا..

واذا انسلت وتسللت من "كمين" شفاههم، اللغة الخؤون، لتحط في حواكير صياحات ديوكك؟! سأجترح من دواة نوارس عائدات، حبرا يكسو معاني جسدك البض، شاطئا بديلا وكرملا وضّاح المحيّا..

حيفاي!! "ولادة" ذياك الزمن الجميل، تركت للوركا وصية:

فها انا اصل مغنيك الذي عاد، مع قيثارة الغد، فاسمعيني صوتا عليا: توأماك، الدير والخضر، بلغا انهما يهزان جذع "النخيل" ليجيئها "المخاض" تالمرة، "ولادة" لم تنتبذك مكانا بعيدا، مكانا قصيا.. كي انزلك من مرايا الصباح، "نبيا" قد "تمثل" لكِ بشرا سويا!!

شهي طعم رملك البليل يا عروسي، وسأظل اختاه على رأسي، واكوره في كفي حبات مطر تساقط فوق "اليباب" سلاما وبردا طريا.. واشيده "برجا" قهر "المقص" وعاد ينادي: ما الوصول، يا "عوليس"، وصولا عصيا!!

فاذا رأيته قادما، ذراعين مفتوحين!! مدّي عاج كاسرك واتركي ثوب الفرح، ينضو عن "البياض"، خليجا انشق ولها، وطرحة "سحلت" عنك وجها بهيا..

رجوعي يا حيفا، رجوع بقاء لن يدانيه النضوب. وسيبقى على خاصرة سفحك كرمة، لا تعرف من الكبر، لا تعرف منه كبرا عتيا..

لأظل انا وانت وصالا، لا تعرف اصابعي من الدروب فيه، سوى الخروج مني اليك، والرجوع منك الي…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *