أيام عديدة بعد انتهاء فعاليّات لجنة المتابعة احتجاجا على مخطّط برافر الرامي لمصادرة 800 ألف دونم من أهالي النقب ضمن مشروع ترانسفيري عنصري خطير، وصفه العديد من قيادات شعبنا على أنّه نكبة جديدة لأبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل، وبعد أيام من انتهاء المظاهرة المركزيّة في بئر السبع التي لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 1500 شخص، بالاضافة الى النشاطات المناطقيّة في أمّ الفحم، سخنين، الشاغور وعدد من البلدات التي شارك بها المئات، وبعد أيام من انتهاء اضراب 15.7 الذي شهد فشلا ذريعا في البلدات العربيّة في الشمال، يظهر من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن تحرّكات شبابيّة واسعة تدعو للنشاطات الاحتجاجيّة في 1/8. وتحت شعار: "شدّوا الهمّة يا شباب جاي جاي أوّل آب".
ومن خلال صفحات فيسبوكيّة ذات الصلة والتي تروّج للنشاطات الاحتجاجيّة في 1/8، ومنها التي دعت لاضراب ومظاهرة مركزيّة في منطقة المثلّث في الأول من آب، انتشرت بصورة واسعة وشاملة صور لإعلانات تروّج لهذه النشاطات، علما أنّ الأحزاب والحركات السياسيّة، ولجنة المتابعة لا علم لها، فمن المسؤول وما هدف هذه الحملة؟!.
مراسلنا توجّه الى عدد من الشباب في الفايسبوك، وحاول الاستفسار اذا ما كانوا يعلمون عن الجهة التي تدعو للنشاطات في 1/8، ليتبيّن أنّ الأغلبيّة العظمى منهم لا يعرفون الجهة التي تدعو لهذا الحراك، فيما استطاع مراسلنا التواصل مع أحد الأطراف المسؤولة وهو الناشط السياسي مجد كيّال.
في البداية قال كيّال في حديثه لمراسلنا: "لا نريد خسارة اللحظة، والعواطف والحماس الموجود لدى الجماهير العربيّة عامة، واوسط الشباب خاصة حول رفض مخطّط برافر، ومن هنا حاولنا العمل بوقت سريع، ومن خلال العمل على الحد الاقصى من التنسيق مع الاحزاب، الشباب، وحركات شبابية في قرى وبلدات مختلفة منها عكا، يافا، والشباب في النقب، من اجل الاستمرار في النشاطات الاحتجاجيّة، لم نستطع الحديث مع الكل قبل الاعلان عن أول آب، ونحن نتفهم الاشكاليات هذه، ولكن هناك تنسيق مع الكل والهدف العمل مع الكل، فنحن نعمل من خلال وضع مساحة للتحركات الشبابية ضد برافر".
ليس بهدف المناكفة، ولا المنافسة، بل من أجل متابعة الاحتجاج
وأكّد كيّال أنّ الحراك الشبابي ليس بهدف المنافسة او المناكفة، بل هو إتمام عمل، اتمام ما كان في 15/7، وهذا الحراك اليوم هو مبادرات تعمل على بناء حركة احتجاج على اكثر من صعيد، مضيفا: "1/8 هو يوم اضافي تتركز فيه الامور بشكل قطري، هدفنا مواصلة العمل بشكل محلي، وتنظيم النشاطات المحلية في قرانا العربية بالأساس، يجب العمل على التظاهر داخل البلاد، نحن نريد استراتيجية للعمل المحلي، ليختتم بعمل قطري يتوّج كافة النشاطات المحليّة كي يرفع السقف ويعطي دفعة قوية، ونحن نتأمل ان يزيد النشاط يوم عن يوم".
وأشار الى أنّ الحراك بدأ في 15/7 وكان اليوم الاول، و 1/8 هو اليوم الثاني القطري الاستمراري للاحتجاجات، بمعنى أنّ أول آب هو استمرار للنشاطات الاحتجاجيّة، وأن تبقى بشكل تصاعدي ومستمر، معتبرا أنّ 1/8 هو أهم من 15/7 من منطلق أنّه يعكس مدى استمراريّة النشاطات الاحتجاجيّة ضد مخطّط برافر.
وأكمل حديثه قائلا: "يجب وضع جهود جبارة، ووضع الكثير من الحساسيات جانبا، ومن المهم لشباب الاحزاب التأكيد ان لا مكان للحساسية الحزبية، او التفكير لمصلحة حزبية، بل هناك حاجة لعمل وحدوي، هنالك قضية واحدة وعليهت اجماع واسع، هذه فرصة لخلق جبهة نضال واحدة هدفه اسقاط مخطط برافر، هذه النشاطات ستختتم في الأول من آب بنشاط مركزي، وهناك تنسيق على استضافته في باقة".
وعند سؤال مراسلنا عن الـ "نحن" – من هم، أجاب: "نحن الشباب في البلاد، هناك مجموعة شباب في عكا، حيفا، يافا، وغيرها من البلدات التي فيها مجموعات شبابيّة ناشطة، وهذه حالة اجتماعية تتخذ القرارات ليس بشكل هرمي، ولا يوجد مسؤول واضح، لا نريد الأمور التقليدية بوجود قيادة تتخذ قرارات، بل الكل يبادر، نحن الناس ضد برافر".
زيدان: لا نعلم بهذه النشاطات والمتابعة هي المسؤولة!
مراسلنا توجّه لرئيس لجنة المتابعة محمد زيدان، لأخذ رأيه وموقفه من هذا الحراك، فتبيّن أوّلا أنّه لم يسمع عنه، وقبل ذلك لخّص تقديره بنشاطات 15/7 على أنّها ناجحة نسبة للظروف التي كانت سائدة، ومنها شهر رمضان. وبرّر عدم نجاح الاضراب بأنّ الإعلام لم يكن كافيا ولم يصل الناس – على حدّ تعبيره، وأنّ الجماهير بسبب رمضان لم تشارك رغم أنها نجحت بإيصال رسالتها!!!.
و أكّد ان المتابعة ستستمر في نشاطاتها المستقبليّة والإضراب العام ليس الخطوة الأخيرة، وستكون نشاطات مستقبليّة. وعن الدعوات الشبابيّة في الفايسبوك، ردّ قائلا: "لا نعلم عن هذه النشاطات،لا يوجد قرار، وحتى الآن لم نقرر بوجود اي نشاطات، ستكون جلسة تقييم لكن لا توجد خطوات حتى الآن ولم تحدّد، ولا نعرف من هم الذين يدعون لهذه النشاطات، وعلى أي نشاط يتم إقراره أن يكون من خلال المتابعة".