أقام مجمع اللغة العربية في حيفا احتفالا بمناسبة مرور عام على تأسيسه في قاعة مسرح الميدان وقد احتشد في مسرح الميدان في حيفا جمهور كبير ضمّ الكتاب والشعراء والمثقفين إضافة إلى أعضاء مجمع اللغة العربية والموظفين. وافتتح الاحتفال الإذاعي نادر أبو تامر الذي روى قصة حبّه لأميرة العشق الأبدية اللغة العربية، ثم كانت كلمة نائبة رئيس المجمع الدكتورة أليانور حداد التي حيّت بها الحضور وتحدّثت عن الدور الهام الذي قام ويقوم به مجمع اللغة العربية في البلاد.واتحف الحضور بعزفه المنفرد على العود العازف والملحن وسيم عودة من فرقة الموسيقى العربية بقيادة الموسيقار سهيل رضوان.ثم قام البروفيسور قيس فرو بإلقاء محاضرة قيّمة حول "مفاهيم الوطن والقومية والأمة في عصر النهضة العربية" وقد توقف البروفيسور قيس عند مفاهيم مصطلحات: الأمة، القومية، الوطن، اللغة والمراحل المختلفة التي مرّت بها هذه المصطلحات والمفاهيم المختلفة التي رافقتها. وقارن بين ما كان في شرقنا العربي وما حدث لهذه المصطلحات في أوروبا. وألقى الضوء على  أثر المفاهيم الأوروبية والتغلغل الأوروبي في الشرق وتسريعه في تطوّر المفاهيم العصرية لهذه المصطلحات. وكيف كان لازدواجية اللغة العربية من أثر معوّق في بلورة الوعي القومي الواحد في كل العالم العربي.وقد أثارت محاضرة البروفيسور قيس فرو الاهتمام فدارت نقاشات وحوارات بين المحاضر والعديد من الحضور.

وكانت كلمة رئيس مجمع اللغة العربية البروفيسور محمود غنايم مسك الختام، حيث استعاد بها تاريخ إقامة المجمع وعملية مأسسته وتحويله إلى مؤسسة علمية معترف بها لها ميزانياتها ومكانتها ووزنها . وعدّد الفعاليات المختلفة التي قام بها المجمع في العام الماضي وما كان لهذه الفعاليات من أثر على تحريك الوعي الجماهيري على مختلف مستوياته وتواجده بأهمية لغتنا العربية والعمل على إكسابها لمختلف فئات الناس. كما أشار إلى اهتمام المجمع بالبحث العلمي واللغوي ومتابعة ما يجري في مختلف مجامع اللغة العربية في العالم العربي ورصد التغيرات والتجديدات والاهتمام بالعمل الجاد على إصدار مجلة محكمة تنشر الدراسات والأبحاث. كما أكّد على عزم المجمع  على نشر الأبحاث المختلفة التي ينتهي منها طواقم البحث في المجمع في مجالات مختلفة، إضافة إلى قيام المجمع بتمويل أبحاث للعديد من الباحثين، ودعم طلاب الماجستير والدكتوراه في مختلف جامعات البلاد وخارجها. وتوقف عند المشاريع الضخمة التي قام بها المجمع وخصص بالذكر مشروع الأندلس حيث قام المجمع بتمويل المشروع ودعم إرسال بعثة طلابية من عديد من مدارسنا العربية في رحلة إلى إسبانيا للتعرف من قريب على مراكز الإشعاع الحضاري للقاء الثقافات الثلاث في الأندلس.

   يشار إلى أن مجمع اللّغة العربيّة تأسّس في حيفا بناءً على قانون صدر عن الكنيست في تاريخ 21 آذار 2007، ويقضي بإقامة مجمع للّغة العربيّة في البلاد، ليهتمّ بشؤون اللّغة العربيّة وإعلاء شأنها. وبناءً على القانون، فقد أصبح المجمع مؤسّسة مستقلّة استقلالاً تامًّا، تُدير شؤونها العلميّة والعمليّة بنفسها دون تدخل من أيّ جهة رسميّة أو غير رسميّة. وخلال السنة الأولى لإقامته، عمل المجمع على تحقيق أهداف ونشاطات عدة من خلال إقامة المؤسسات واللجان المختلفة لهذا الغرض.