تحطيم شواهد عشرات القبور في مقبرتين مسيحيتين في منطقة رام الله

مراسل حيفا نت | 24/05/2009

رام الله- معا- تعرضت مقبرتان مسيحيتان في منطقة رام الله وسط الضفة الغربية لاعتداء من قبل مجهولين اقدموا على تحطيم شواهد القبور والصلبان الموضوعة عليها.وأفاد جورج عبدو وكيل كنيسة الروم الارثوذكس في جفنا شمال رام الله، لـ "معا"، أن الاعتداء ارتكب في ساعات الليل، وتم اكتشافه هذا الصباح عندما قدم الناس للصلاة في الكنيستين.

وأكد ان حوالي 60 قبراً تعرضت للتدمير وحطمت الصلبان الموضوعة اعلاها، وعلى الفور اتصل مسؤولو الكنيستين بالاجهزة الامنية الفلسطينية، التي هرعت إلى المكان، وشرعت بالتحقيق للكشف عن الجناة.ووقف على رأس القوة الشرطية التي وصلت إلى جفنا منير التلباني مدير شرطة رام الله ومحمد ابو بكر مدير شرطة بير زيت، كما وصل إلى المكان النائب منيب عواد للاطلاع على تفاصيل الاعتداء.وأدانت الكنيستان الاعتداء الآثم على حرمة الموتى، مؤكدتين أن من قاموا بارتكابه سعوا إلى إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني الموحد بمسلميه ومسيحييه.وطالبت الكنيستان أجهزة الامن ببذل كل الجهود للكشف عن الجناة في أسرع وقت، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل لقاء ما اقترفت ايديهم من عمل أساء لمشاعر المسلمين قبل أن يسئ لمشاعر اخوانهم المسيحيين.

بدروه أكد العميد عدنان الضميري المتحدث الرسمي باسم قوات الامن نائب المفوض العام للتوجيه السياسي، شروع المؤسسة الأمنية بالتحقيق بجهد كبير من اجل الكشف عن الفاعلين، مبدياً حرص الاجهزة الامنية على كشف هذه الجريمة أسوة بباقي الجرائم التي تكشفها في اوقات قياسية وينال مقترفوها الجزاء العادل.واستنكر الضميري في حديث لوكالة "معا" بشدة هذا الاعتداء اللاانساني واللااخلاقي، قائلا: إنه لا يمكن وصفه بانه جزء من تقاليد شعبنا، وهو غريب على هذا الشعب المعروف بتسامحه الديني الذي يمثل اساس علاقاته وحياته في هذه البلاد المقدسة.واوضح أن الاجهزة الامنية جميعها تنسق فيما بينها لكشف ملابسات الاعتداء على المقبرتين، متمنياً على المواطنين أن يتعاونوا مع هذه الاجهزة لكشف خيوط الجريمة باسرع ما يمكن.وأعرب العميد الضميري عن ثقته بابناء الشعب الفلسطيني المسيحيين، وأنهم لن يتعاملوا باي ردات فعل تؤثر على العلاقات الانسانية الوطنية الدينية الاخلاقية في هذه البلاد.

تجدر الاشارة إلى أن قرية جفنا تقع بالقرب من بلدة بير زيت في شمال رام الله، ويقطنها حوالي 1600 نسمة، من بينهم حوالي 900 مسيحي والبقية مسلمون، وتضم القرية كنيستين للروم الارثوذكس واللاتين، حيث شيدت كنيسة الروم قبل حوالي 200 عام، ولهما مقبرتان تضمان رفات المسيحيين من أبناء القرية ورجال الدين في الكنيستين.ويقول أحد أبناء طائفة الروم الارثوذكس لـ "معا": "نعيش هنا بامن وسلام وجميعنا يحمل الهم الوطني، لم يقع اعتداء علينا في الماضي، واهالي القرية المسلمون جاؤوا الينا فور سماعهم لنبأ الاعتداء على المقبرتين واعربوا عن تضامنهم معنا واستنكارهم للجريمة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *