عمري حسنين يحاور رنين بشارات

مراسل حيفا نت | 15/12/2015

الجمهور ذكيّ وصادق!

* الحالة المسرحيّة فرضت وجودها * هناك دخلاء في عالم التّمثيل! * أطرح الأمور بكلّ جرأة * نعم.. ملتزمة * أعشق المسرح وأطمح لأكثر..! *

 

رنين بشارات – اسكندر، فنّانة/ممثّلة فلسطينيّة واحدة من أهم الممثّلين المحلّيين في فلسطين. امتازت بأداء الأدوار الكوميديّة، الّتي لاقت استحسان الجمهور، حيث مزجت خلالها أداءَها المميّز، خفّة دمها وتلقائيّتها.

ومع رنين كان لنا هذا الحوار:

– هل لك، بدايةً، أن تحدّثينا عن بداية مشوارك الفنّيّ؟

كانت بداية مشواري الفنّيّ ضمن تجارب مسرحيّة مدرسيّة عديدة، عندما كنت في مرحلة الإعداديّة والثّانويّة. بعدها كانت لي عدّة تجارب مع مسرح الأطفال، وتحديدًا مع الدّمى؛ وصولًا إلى بداية التّعلّم الأكاديميّ في جامعة حيفا "فنون مسرحيّة -تمثيل مسرحيّ.

 

حدّثينا عن بعض الشّخصيّات الّتي قمتِ بأدائها في المسرح الفلسطينيّ، وعن فوزك بجائزة أحسن ممثّلة عام 2005..

إنّ عملي مقتصر على المسرح الفلسطيني في البلاد، وهي حالة وجوديّة مسرحيّة تعتمد على المسارح القائمة، وعلى مبادرات فرديّة. أمّا جائزة أحسن ممثّلة لعام 2005 فكانت عن دور "الجميلة" في مسرحيّة "العاجزون" للكاتب والمخرج رياض مصاروة، ومن إنتاج مسرح "المرايا" – المغار؛ والّتي شاركت ضمن مهرجان عكّا "الآخر". وأعتبر هذه التّجربة غنيّة ومُثرية، وأعتزّ بها جدًا.

جدير بالذّكر أنّ الممثّلة رنين بشارات – اسكندر، حازت على جائزة التّميز لأدائها دور "الجميلة" والّتي تميّز الدّور بجرأة فائقة. "الجميلة" هي امرأة مقهورة دفعتها الظّروف القاهرة لترك وطنها فلسطين والفرار إلى برلين لتُستغلّ من أحد المقرّبين، وتُدفع للعمل بالزّنى.. تخرج من التّجربة امرأة قويّة تحرّك كل الخيوط الّتي يتعلّق بها أربع رجال دفعهم عجزهم جنسيّـًا لترك الوطن أيضًا.

ويشترك معها في التّمثيل كلّ من شادي فخر الدّين، إياد شيتي، ربيع خوري ونهد بشير. أمّا الموسيقى فقد وضعها الفنّان النّصراوي كارم مطر، والمسرحيّة من إنتاج مسرح المغار الّذي يديره الفنّان عدنان طرابشة.

 


كيف ترين مستوى المسرح الفلسطينيّ اليوم؟

لا أعتبر نفسي ناقدةً ومحلّلة ومطّلعة بشكل شامل لما يدور في مسارحنا الفلسطينيّة في الدّاخل.. أجد أنّ هنالك حالة مسرحيّة فرضت وجودها، ويسعدني أن هنالك جمهور ذكيّ وصادق، يمكنه التّمييز بدوره بين الأعمال الجيّدة والسيّئة، فينتقي الأفضل.

 

من أثّر على شخصيّتك الفنيّة من فنّانينا الفلسطينيّين (عرب الـ48)؟

أعتقد أنّ لكلّ ممثّل أو ممثّلة هنا، في فلسطين الـ48، لونه المميّز وإبداعه الخاصّ، وهذا المزيج يشكّل فسيفساء فنيّة جميلة جدًا. أنا سعيدة لأنّني جزء من هذه الفسيفساء. ولا بدّ لي أن أِشير إلى أنّ في مجال التّمثيل هذا نجد دخلاء أيضًا، لا علاقة لهم بالتّمثيل.

 

ما هو الفرق بين التّهريج والكوميديا.. وهل الممثّلة رنين مُلتزمة؟

التّهريج لون جميل، عملت به لسنوات طويلة.. وصراحةً، أحنّ أحيانًا لتلك الفترة. إنّ الكوميديا، وتحديدًا الـ"ستاند أب" كوميدي، هو عملي الأساس منذ 10 سنوات. أقوم بتأدية شخصيّة "أم منى"، المرأة البسيطة التي تنتقد العادات والتّقاليد والأمثال والسّيطرة الذّكوريّة على مجتمعنا العربي، تتعرّض لدور المرأة والعديد من المواضيع الحسّاسة والجريئة في مجتمعنا. أمّا بالنّسبة للالتزام الوطني والفكريّ، فأنا ملتزمة حتّى الجذور، فالتزامي بحياتي اليوميّة ينعكس أحيانًا على أعمالي الفنيّة بصورة كبيرة، وأحيانًا أخرى بصورة أقلّ.

 

ما هي أهم العراقيل والصّعوبات التي واجهتك خلال مشوارك الفنّي؟

لا أحبّ التّفكير بالعراقيل أو الصّعوبات، ماديّةً كانت أو مهنيّة. لقد تخطّيت العديد من الصّعوبات، وها أنا اليوم بصدد العمل على بناء مسرح نسائيّ خاص تحت اسم "أويا"، بمشاركة الزّميلة حنان حلو وبدعم من زوجينا طبعًا.

 

ما هي أكثر المواضيع التي تطرحينها على المسرح.. وهل لك أن تحدّثينا أكثر عن العروض؟

في عروض الـ"ستاند أب" أتطرق لكافّة المواضيع الّتي تهمّ المجتمع عامّةً والنّساء خاصّةً. يهمّني جدًا دعم النّساء وطرح مواضيع نخشى الحديث عنها أو التطرّق إليها. في العرض الجديد "عيب الواحد يحكي" من كتابة كامل حلو وحنان حلو، ومن تمثيلي أنا والزّميلة حنان، هنالك طرح كوميديّ لعدّة مواضيع كانت "طابو" في مجتمعنا، وهو صرخة لاذعة تحمل الكثير من الكوميديا السّوداء.

 

ما هي المعايير الّتي يجب أن تتوافر بممثّلة كي تنجح؟ وهل لنا أن نقف عند مراحل صناعة شخصيّات أخرى بعيدة عن شخصيّة الممثّل الحقيقي؟!

إنّ المعايير فرديّة عادةً، وتتعلق بقدرات وطموح الممثّل أو الممثّلة. أنا صاحبة رؤيا، ولا أكتفي بالقليل وأطمح إلى أكثر. لا توجد أسرار أو معادلة سحريّة لإنجاح أو تميّز الممثّل أو الممثّلة، هنالك عمل شاقّ، ومجهود شخصيّ ومثابرة وعمل دؤوب ومسؤول، وآفاق لا يستطيع الخيال تصوّرها.

 

هل سنرى الممثّلة رنين بشارات – اسكندر في عمل سينمائيّ أو تلفزيونيّ قريب.. وما هي مشاريعك الفنيّة المستقبليّة؟

أنا أعشق المسرح وأحبّ التّفاعل الفوريّ مع الجمهور.. لا بدّ أن تُتاح فرصة جيّدة في التّوقيت المناسب للمشاركة في عمل تلفزيونيّ أو سينمائيّ. أنا بصدد إنتاج مسرحيّة دمى مع الزّميلة حنان حلو، وعروض "عيب الواحد يحكي" مستمرّة وبوفرة.


كلمة أخيرة تودّين قولها للقرّاء..

أشكر القرّاء والجمهور المتابع من صميم القلب على الدعم بأشكاله المختلفة. فجميع الكلمات المعبّرة والصّادقة والانتقادات البنّاءة تحفّزني على التقدّم والتطوّر.. لبّوا النّداء وشاهدوا كلّ ما هو جديد من عروض، تهمّني الملاحظات والانتقادات البنّاءة، وأنا حريصة على تقبّل النّقد والملاحظات والتّساؤلات عبر صفحة التّواصل "فيسبوك" والردّ عليها بكلّ مودّة.

أشكر كلّ مَن يدعم مسيرتي الفنيّة "الكوميديّة" الجميلة، وأخصّ بالشّكر عائلتي الصّغيرة: زوجي المحبّ جورج اسكندر، وابني هاني (أغلى ما أملك)، وأهلي وأهل زوجي وجمهوري المحبّ والمخلص والجميل.

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/118279186820151512100306"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *