إسرائيل تُعيد تمثالًا أثريّـًا مسروقًا إلى ليبيا!

مراسل حيفا نت | 09/11/2015

د. كميل ساري

قرّرت إسرائيل إعادة تمثال أثريّ إلى ليبيا، يعود تاريخه إلى الفترة الرّومانيّة، كان قد سُرِق من مُتحف برقة (الواقع في الشّاطئ الشّرقيّ لليبيا) ووصل إلى إسرائيل!! جاء هذا القرار ضمن مكافحة ظاهرة سرقة الآثار والتّحف الأثريّة.

 

التّحفة الأثريّة واكتشافها

إنّ التّحفة المسروقة عبارة عن رأس تمثال مصنوع من الرّخام، نُحت على شكل رأس الآلهة "مانيرڤا" (آلهة الحكمة، التّجارة، الفنّ والحرب) وفقًا للأساطير من الفترة الرّومانيّة. تكلّل رأس الآلهة خوّذة مُزخرفة برأس غزلان.تمّ اكتشاف التّمثال خلال الحفريّات الأثريّة الّتي أجريت خلال السّتينيّات من القرن المنصرم في الحمّام العموميّ في "برقة" (ليبيا) يعود تاريخه إلى الفترة الرّومانيّة، وقد تمّ عرضه في المُتحف المحليّ في برقة. في بداية القرن الحالي (بداية الـ2000). تمّ اقتحام المُتحف وسرقة العشرات من التّحف الأثريّة القيّمة، من بينها هذا التّمثال.ومنذ تلك الفترة يحاول مندوبو وزارة التّربية اللّيبيّة العثور على التّحف المسروقة.

إعادة التّمثال إلى موطنه الأصليّ

خلال العام 2014، أقام "الأونسكو" في باريس مؤتمرًا دوليّـًا حول إعادة التّحف الأثريّة المسروقة إلى موطنها الأصليّ.خلال المؤتمر توجّه مندوبو البعثة من ليبيا، إلى مندوب سلطة الآثار (د. إيتان كلاين – وحدة مكافحة سرقة الآثار في سلطة الآثار) وأعلموه أنّه وفقًا لمعلوماتهم المؤكّدة، يتواجد التّمثال المسروق لدى تاجر تحف أثريّة من القدس، وطلبوا منه مساعدة الوحدة من سلطة الآثار لإعادة التّمثال.وتبيّن خلال التّحقيقات أنّ التّمثال وصل إلى تاجر التّحف الأثريّة المقدسيّ، فعلًا، عام 2009، الّذي قام ببيعه الى هاوٍ جمع التّحف من الولايات المتّحدة الأمريكيّة. وبمساعدة وزارة الخارجيّة تمّ استعادة التّمثال من أمريكا، وسيتم إعادته إلى ليبيا بواسطة سفيرها في الأمم المتّحدة.ووفقًا لما قاله د. إيتان كلاين (نائب مدير وحدة مكافحة سرقة الآثار): "سلطة الآثار وضعت أمامها هدفًا رئيسًا لمكافحة سرقة الآثار والتّجارة غير القانونيّة بها. من هذا المنطلق فستمدّ يد العون لكلّ دولة أو مؤسّسة دوليّة لهدف الحفاظ على التّراث في جميع أنحاء العالم. إنّ إسرائيل وسلطة الآثار تقف في صدارة الدّول ضمن المكافحة العالميّة للتجارة الغير القانونيّة للتّحف المسلوبة من مواقع تراث هامّة لجميع البشريّة."وأضاف كلاين: "إنّ غالبيّة الآثار في جميع أنحاء العالم يتهدّدها خطر السّرقة من قبل عصابات متعدّدة. لذا يجب التّعاون بين جميع الدّول لمحاربة تلك الظّاهرة الخطرة والّتي تهدّد حضارات الشّعوب وتاريخها".

(مرفقة صورة عن التّمثال الّذي سيتمّ إعادته إلى ليبيا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *