تنظيم جولة تصويريّة توثيقيّة في “وادي صليب” المهدّد بالهدم

مراسل حيفا نت | 08/11/2015

 

قال المخطط عروة سويطات "إن لم نتحرّك الآن سنخسر وادي الصليب نهائيا للسوق الحرّ وتشويه الهوية العربية"

نظّم مركز حملة يوم السّبت الفائت جولة تصويريّة توثيقيّة في حيّ "وادي صليب" المهدّد بالهدم والواقع في مدينة حيفا. حيث ابتدأت الجولة في مقرّ مسرح "خشبة" بمشاركة عشرات المصورين والمصوّرات من المهنيين والهواة.

رحب المصور الفنان محمد بدارنة بالحضور وشرح أهميّة الجولة في سياق هدم آخر ما تبقّى من معالم العمارة الفلسطينيّة الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية، لا سيما بلدية حيفا. وأكّد على أهميّة التّوثيق. كما عرض طرقا فنيّة متعدّدة حول العالم، لتوثيق حارات ومناطق مهمّشة ومقموعة، واستعرض كيفيّة عكسها على الحالة الفلسطينية ومدى أهميّتها. ثمّ تحدّثت النّاشطة والصّحفيّة منى عمري حول تجربتها في توثيق عمارة "آل كنفاني" في حي "وادي صليب" بعد فترة من البحث والتّقصّيّ، وتواصلها مع العائلة في لبنان، ومع العائلة اليهوديّة التي استولت على البيت بعد النكبة، وكيف قامت بنشر صور في عدد من وسائل الإعلام.

من ثمّ قام المشاركون بجولة على الأقدام في الحي نحو الجزء الشّرقيّ منه، حيث قامت بلديّة حيفا بتحويله إلى منتزه على حساب عشرات المنازل والبنايات. وهناك التقوا بمخطّط المدن والمستشار التّنظيميّ عروة سويطات، الذي عرض أمام المشاركين مخطّطات وعمل بلديّة حيفا لهذه المنطقة، التي تقتضي إفراغها وهدم البيوت والعمارات، كي تتمّ بالتّالي عمليّة الخصخصة والبيع لشركات استثمار إسرائيليّة، بهدف تحويلها لمنطقة مكاتب وسكن، وذلك بعد فشل التّخطيط الأوليّ الذي هدف إلى تحويل الحي إلى "قرية فنانين". كما تحدّث سويطات عن الاستثمارات الضّخمة التي تضعها البلديّة في سبيل تغيير البنى التّحتيّة، وتسويق المشروع وكل ذلك بهدف استقطاب رؤوس الأموال الإسرائيليّة لشراء الأراضي والعمارات.

ثم توزّع المشاركون في الجولة على عدّة مجموعات للعمل بإرشاد المصوّر محمد بدارنة، فقاموا بتصوير وتوثيق عشرات المباني. ومن المتوقع أن ينتج عن هذه الجولة معرض للصّور يتمّ عرضه عبر شبكة الإنترنت، ومن خلال معرض متنقل.

الصور المرفقة من  تصوير : مروان غندور ، أماني ابو رومي حجازي ، مي حرباوي ، فاطمة برو.

 سويطات "نعلن ببالغ الحزن والأسى عن موت وادي الصليب الذي كنا نريده"

في حديث مع مخطط المدن عروة سويطات قال "عندما ننظر إلى تنفيذ البلدية لمخطط "قرية الفنانين"، إضافة إلى بيع الدولة كافة المباني التاريخية المهجرّة في وادي الصليب لـ ١٤ مستثمر من تل أبيب وناهيك عن تحويل المباني إلى مكاتب محاماة ومخطط بناء ٥٠ وحدة سكنية للأغنياء، أخشى أننا قد خسرنا وادي الصليب خسارة فادحة للسوق الحرّ"

وأضاف سويطات: "خسرنا وادي الصليب عندما حولته بلدية حيفا إلى مشروع "سالي فالي"، خسرناه لرأس المال وللفنانين ولبلدية حيفا وأهدافها الربحية، خسرناه عندما تتجاهل البلدية يوميا في مخططاتها مكانة الحي التاريخية والثقافية وهويته العربية الفلسطينية، وميراثه ودوره في سد احتياجات المجتمع العربي الحيفاوي في فرص السكن وتطوير المركز الثقافي التاريخي".

وقال سويطات "تندرج مشاريع بلدية حيفا في وادي الصليب ضمن سياسة تخطيطية شاملة في البلدة التحتا، تهدف إلى تحويل المركز العربي التاريخي إلى مشاريع سياحية، وتحويل آثار دمار النكبة إلى مجوهرات اقتصادية، فنحن العرب في حيفا وأصحاب البيوت الأصليين نشاهد المسلسل الذي ابتدأ في التهجير والهدم والإهمال والتهميش، والآن يستكمل بتحويل ما تبقّى إلى سلعة في السوق الحرّ تدرّ الربح لبلدية حيفا"

ومضى سويطات قائلا "إضافة للتخطيط البلدي، فقد عانى وادي الصليب من تهميش اجتماعي واقتصادي على مدار العقود، وتغيير هوية ومعاني المكان العربية الفلسطينية، وإقصاء العرب من دوائر اتخاذ القرار، وإمكانية التاثير على تصميم مستقبل المركز التاريخي في حيفا"

وأضاف سويطات "إن لم نتحرك الآن، يمكننا أن نعلن ببالغ الحزن والأسى عن موت وادي الصليب الذي كنا نريده، مركزا تاريخيا عريقا، وعن تغيير معالمه بالكامل وانتهاء إمكانية تطويره ليخدم المجتمع العربي، وللأسف كلنا جميعا كمجتمع نقف متفرجين على هذا المشهد"

واختتم سويطات حديثه "علينا أن نتحرك الآن، لأن هذه مسؤولية تاريخية للأجيال القادمة ولشعبنا، فوادي الصليب بإمكانه أن يكون فرصة لنهوض المجتمع العربي ثقافيا واجتماعيا، بإمكانه أن يكون مركزا للميراث والحضارة والهوية وفرصة لحلّ أزمة السكن للمجتمع والأزواج الشابة العربية، يجب التحرك لأن هذه اللحظات هي فرصتنا الأخيرة"  

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/54671433620150811105506"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *