شاهين نصّار
عقد أول أمس الأربعاء في قاعة بيت الكرمة اجتماع لإطلاق البرنامج التأسيسي لمنتدى الأهالي، الذي سيقدم خدمات استشارية وتدريبية لأولياء الأمور في حيفا. ومن المتوقع أن يقدم للأهالي، وضمن ورشات عمل وسلسلة من المحاضرات، فعاليات إثراء تعليمية وتوجيهية وإرشادية للأهالي، تهدف إلى تعزيز وتقوية حضور ودور الوالدين، والتأثير الإيجابي على حياة أبنائهم، وتحسين التواصل ما بين الأهل والأبناء، بهدف بناء خلية أسَرية داعمة ومساندة في نجاحهم.
اكتظت القاعة بالحضور من أولياء الأمور، الذين أكد كثير منهم أنه كان يجب البدء بمشروع كهذا قبل سنين. ورغم أن المشروع انطلق قبل سبع سنوات في المجتمع اليهودي الحيفاوي وقد بات يضم 4-5 منتديات يهودية، إلا أن افتتاح المنتدى العربي الأول افتتح هذا الأسبوع، وهو الأول من نوعه في البلاد.
عبّود: المنتدى يقدم ورشات ومحاضرات مهنية
وتقول ليليان عبود – مركزة منتدى الأهالي: "إن المنتدى تأسس بهدف تقديم الإرشاد والتوعية والتوجيه للأهل بكل ما يتعلق بالتربية الأسرية والوالدية، إنه مشروع غير مسبوق في المجتمع العربي". وشكرت بلدية حيفا على المبادرة لإقامة هذا المشروع.
وتضيف ليليان ردا على سؤال، إن إرشاد الأهالي يتم عن طريق ورشات عمل مجانية، كل منها عبارة عن 6 لقاءات، يقدمها كادر مهني. بمشاركة د. عامر جرايسي – مدير السلطة لمكافحة الكحول والمخدرات، الأخصائي النفسي د. سيزار حكيم، ورنا حلو – عاملة اجتماعية وموجهة أهالي.
وتمضي عبود قائلة إن "الوالدية هي مهنة بحد ذاتها وهي مركبة. فالأهل يواجهون معضلات وتساؤلات ولا يعرفون الإجابة عنها، كيف أتحلى بالصبر والتروّي؟ هل أتصرف بشكل صحيح تجاه أبنائي؟ وغير ذلك من التساؤلات، والهدف الأساس من المنتدى هو أن يعطي الأجوبة لها".
حلو:جمهور الهدف هو كل أب أو أم يشعران بالحاجة لنصيحة أو إرشاد
وترى العاملة الاجتماعية رنا حلو وجوب توسيع البرنامج ليطال بلدات أخرى في الوسط العربي، لكنها تكتفي حاليا بالبدء من حيفا. مؤكدة أن جمهور الهدف للمشروع هو كل أب أو أم يشعرون بالحاجة لنصيحة أو إرشاد أو مساعدة بخصوص تربية أبنائهم.
وتقول إن "الأمومة هي أجمل مهنة بالحياة، لا نتلقى التدريب عليها، وكل يوم نواجه تساؤلات بخصوصها، والمكان للرد عليها هو هذا المنتدى. فهو مكان دافئ، حميم، كالعائلة وفيه شرعية لكل الآراء، والتعبير عن كافة الأحاسيس والتساؤلات معهما كانت بسيطة". وترى أن أولياء الأمور تقبلوا لهذا المشروع بسرور.
وشمل البرنامج كلمات ترحيبية لكل من سيجال تسيوني – عضو المجلس البلدي ورئيسة منتدى الأهالي، الدكتور ماجد خمرة – مدير وحدة النهوض بالتعليم العربي في بلدية حيفا، والمحامي يونا ياهف رئيس بلدية حيفا الذي أكد في كلمته، أن المشروع انطلق عن طريق بلدية حيفا قبل سبع سنين، في البداية في الوسط اليهودي، مشيرا إلى إعجابه بالاقبال الكبير على افتتاح المشروع في المجتمع العربي في حيفا.
ياهف: الأزمان تغيّرت
وأضاف ياهف "نحن نعيش اليوم في مشكلة، لأن الأزمان تغيّرت، وتغيّر مبنى العائلة، نجلب الأولاد للحياة ولا نفكر بتهيأة أنفسنا لتربيتهم بالشكل الصحيح".
ومضى يقول إن أربعة مصطلحات لم تعد قائمة اليوم في قاموس العائلة الحديثة وأولها "الجدة"، ففي الماضي كانت الجدة تهتم بالأبناء والأحفاد، وهي دائما متوفرة لمساعدة الأهالي على تربية أطفالهم، بينما اليوم العديد من الجدات منشغلات بفعاليات شتى. المصطلح الثاني الذي نوه إليه هو "بعد العمل"، مؤكدا أن الأهالي اليوم لا يولون أهمية كافية للأبناء بسبب انشغالهم الدائم في العمل حتى وهم في المنزل، ووجه كلمة للرجال من الحضور قائلا "من لا يشارك زوجته بعبء تربية الأولاد يحوّل العائلة إلى عائلة أحادية الوالدين"! أما المصطلحين الآخرين فهما "الجيرة" و "الحارة" حيث يرى أنه لم يعد لهما مكان في قاموس أبناء الجيل الجديد.
ولكنه شدد على أهمية تربية الأولاد "فنحن هنا لأجلهم"، مضيفا "نريد جيلا بحالة صحة نفسية خاليا من المشاكل وهذا يتعلق بكم أولياء الأمور فقط".
قرطام: لو كنت مدير مدرسة لكنت وزّعت علامة المئات على الجميع
الحدث المركزي كان محاضرة للمدرب في التنمية البشرية أشرف قرطام، إبن مدينة حيفا وأحد الأهالي الذي قدم محاضرة شيقة بعنوان "عن البحث في معنى للحياة".
وأكد قرطام "كلنا نبحث عن السعادة في الخارج، ولكن لا نبحث عنها في داخلنا، ويجب أن نبدأ من هنا من بيوتنا. عندما نعاني يجب أن نؤمن بمقولة شاعرنا الكبير على هذه الأرض ما يستحق الحياة، البداية يجب أن تكون من الداخل".
وقدم قرطام مثالا عن بحث أجري في جامعة ييل الأمريكية مؤكدا أن "3% من الذين سألوهم عن أهدافهم حققوها"، معزيا سبب ذلك إلى كونهم كانوا قد وضعوا أهدافهم، وكذلك كتبوها على ورق بسن مبكرة. "مهم جدا أن تسأل أولادك من الصغر عن الأهداف. ليكتبوها على الأوراق، فهي بداية النجاح. على العائلة أيضا ان تحدد أهدافها". وأضاف أنه في العديد من الحالات لا ترتبط السعادة بتحقيق الأهداف "السعادة تأتي من الرسالة" على حد قوله. مشددا على أنه على العائلة اكتشاف رسالتها العائلية ورسالة أفرادها.
ويردف قائلا "يجب أن تعرف كيف تعطي وتعرف كيف تطلب، لا تخاف أن تطلب وتخطط لنفسك ولسعادتك الشخصية قبل إسعاد الآخرين".
واختتم كلمته بالقول "لا علاقة بين علامات أولادكم وبين شخصيتهم، العلامات مهمة دون شك، فالشهادة تفتح لهم الأبواب إلى الحياة. ولكن لو كنت مدير مدرسة لكنت وزّعت علامة المئات على الجميع"!
بشكار: نحث الأهل على المشاركة في المنتدى
من جانبها ترى كروان بشكار أهمية للدورات وتؤكد "ستكون دورات مفيدة لنعرف كيف نربي أبناءنا بشكل أفضل، ونعطيهم الأفضل ليكونوا إيجابيين بالحياة وينجحوا".
ويرى زوجها أمير بشكرا أهمية لمشاركة الأهل في هذه الفعاليات، وخاصة المشاركة في المنتدى.
بينما قالت إحدى الوالدات التي رفضت الكشف عن هويتها "نتمنى أن يزيد عدد الأهالي، ولكن أتساءل لماذا لم تقام هذه المبادرة في الوسط العربي قبل الآن، رغم أنها فعالة منذ سبع سنين في الوسط اليهودي".
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/84455062120150611090605"]