جولس ويركا

مراسل حيفا نت | 29/09/2015

 

 

تعتبر منطقتا يركا وجولس من المناطق الغنيّة بالمواقع الأثريّة، إلّا أنّ الأبحاث، وخاصّة التّنقيبات الأثريّة، في تلك المنطقتين قليلة جدًا.

 

جولس

ليس واضحًا ما هو مصدر اسم جولس؛ إلّا أنّ بعض الباحثين خمّنوا أنّ المصدر يعود إلى الفترة الصّليبيّة، حيث تذكر المصادر التّاريخيّة موقعًا يُسمّى "La Guille"، إلّا أنّ هذا الاحتمال ليس مؤكّدًا. وقد اقترح قسم آخر من الباحثيّن أنّ المقصود هو الموقع "خُربة جاعيلا" الموجودة إلى الشّمال من جعتون، وليس قرية جولس.

نجد أنّ مصدرًا آخر ذكر الموقع جولس، في كتاب نُسخ عام 1388، وهو موجود في هذه الأيّام في مكتبة جامعة أوكسفورد، حيث ذُكرت "جولس الموجودة في الطّريق إلى مدينة عكّا". 

أمّا سجلّ الضّرائب العثمانيّ من القرن التّاسع عشر فيذكر القرية تحت اسم "Juls"، تواجد فيها 97 شخصًا دافعًا للضّرائب. ونستدلّ من سجلّ الضّرائب، على أنّ جولس كانت القرية الوحيدة (في هذه المِنطقة)، الّتي دفعت الضّرائب مقابل صناعة زيت الزّيتون وزرع شجر الفواكه.

 

الأبحاث والحفريّات الأثريّة

كما أسلفت الذّكر، فإنّ الأبحاث الأثريّة في هذه المنطقة قليلة جدًا. ذكر الرّحالة ﭬكتور چيرن جولس عام 1880، حيث وصف آبار مياهها وحجارة بنائها القديم المنتشر في أنحاء القرية.

المسح الأثريّ البريطانيّ عام 1881، لم يأتينا بمعلومات جديدة، بل استند على وصف الرّحالة چيرن.

أمّا المسح الأثريّ الّذي أجرته سلطة الآثار في السّبعينيّات من القرن الماضي، ونشرت نتائجه عام 2001، فقد أشار إلى وجود بعض المواقع الأثريّة في قرية جولس.

خلال المسح داخل القرية لم يتمّ العثور على بقايا ملموسة من الاستيطان القديم، سوى القليل من أدوات الفخّار، يعود تاريخها إلى الفترتين: الصّليبيّة والعثمانيّة. إلى الشّرق من منازل القرية الحالية، وعلى بعد نحو 200 متر منها، تمّ العثور على بقايا استيطان، يعود تاريخه إلى العصر الحديديّ (1200 ق.م)، حيث تمّ جمع أدوات الفخّار التّابعة لتلك الحقبة الزّمنيّة في منطقة تبلغ مساحتها قُرابة سبعة دونمات.

أمّا في المِنطقة الزّراعيّة حول القرية، فتمّ توثيق سبعة آبار مياه أثريّة، واحدة منها دائريّة الشّكل، لا تزال فوهّة البئر موجودة في مكانها. إلى جانب البئر حوض صغير منحوت في الصّخر. وقد برزت في المنطقة ذاتها المحاجر الّتي استخرجت وصُنّعت منها كما يبدو الحجارة للبناء خلال العصور القديمة.

 

يركا

ذُكرت يركا في المصادر التّاريخيّة فقط مرّة واحدة خلال القرن الحادي عشر ميلاديّ. فيما بعد، ذُكرت القرية خلال القرن التّاسع عشر من قبل الرّحالة ﭬكتور چيرن ويوهانس زيللر. وصفها الرّحالة على أنّها قرية زراعيّة درزيّة، يسكنها قُرابة 790 نسمة. منازل القرية مبنيّة من الحجارة القديمة باكتظاظ، حيث يقع المنزل قرب الآخر، ويتوسّطها بيت الضّيافة.

عام 1967 قدّم مفتّش الآثار تقريرًا ذكر فيه العثور على قبر منحوت في الصّخر، فيه ستة أكواخ لا زالت تتواجد فيها الهياكل العظميّة. كما يبدو فإنّ المغارة تعود إلى الفترة الرّومانيّة، وفقًا لشكلها. لاحقًا، بين الأعوام 2012 و2104، أجرت سلطة الآثار مسحًا أثريّـًا في المنطقة، شمل جولس أيضًا.

أشارت نتائج البحث/المسح الأثريّ عن وجود بداية استيطان خلال الفترة البيزنطيّة، وذلك استنادًا لأدوات الفخّار فقط، إذ لم تجرِ التّنقيبات داخل القرية الحاليّة. إلى الجنوب من منازل القرية الحاليّة، وعلى مقربة من "وادي الكواشين"، تمّ العثور على ستّة كهوف على المنحدر ما بين يركا والوادي. جميع هذه الكهوف منحوتة في الصّخر الجيريّ الطّريّ، ومن المرجّح أنّها كانت تُستعمل لاستخراج الكلس الّذي استعمل في البناء، بدلًا من الإسمنت المعاصر في أيّامنا.

أمّا في مدخل يركا، إلى الشّرق من أبو سنان، نجد الموقع الأثريّ "خربة الحزيمة". يقع على تلّة صغيرة، وقد ذكرها الرّحالة ﭬكتور چيرن ، الّذي وصف بالموقع حجارة البناء الأثريّة وبعضًا من حجارة الفسيفساء. وقد روى له بعض المحليّين، عن كنيسة ودير كانا في الموقع سابقًا، إلّا أنّ حجارتهم قد تمّ بيعها واستخدمت حجارة للبناء.

خلال المسح الأثريّ الّذي أجرته سلطة الآثار عام 1976، لم يكن اسم "خربة الحزيمة" معروفًا لسكّان القرية، بل كان معلومًا لديهم أنّ اسم الموقع "كنيسة الرهوات"، ما يشير إلى احتمال وجود كنيسة قديمة، تلك الّتي ذكرها ﭬكتور چيرن. أمّا المسح الأثريّ فقد كشف عن بقايا أفران لصناعة الكلس، وبعض الأعمدة والحجارة المصنوعة من الرّخام.

 

الصور المرفقة:

صورة لإحدى واجهات المباني في جولس.

بئر الماء والحوض إلى قربه.

مدخل أحد الكهوف على مقربة من يركا. 

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/98451202220152909040628"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *