هيئة متولّي وقف الاستقلال والجرينة تقوم بحملة لترميم المقبرة الإسلاميّة

مراسل حيفا نت | 07/09/2015

 

نايف خوري

بادرت هيئة متولّي وقف الاستقلال والجرينة إلى مشروع تنظيف وصيانة المقبرة الإسلاميّة في كفار سمير. ودعت اللّجنة إلى يوم عمل تطوّعي يوم السّبت، التّاسع عشر من أيلول، لأنّه يسبق عيد الأضحى المبارك، والّذي سيحلّ في 23.9 هذا العام.

تحدّثنا عن هذه الحملة التّطوعيّة مع المحامي خالد دغش (عضو لجنة متولّي وقف جامعَي الاستقلال والجرينة).

 

– ما هي حالة المقبرة الإسلاميّة في كفار سمير؟

إنّنا نشهد حالة مُزرية في هذه المقبرة من ناحية الصّيانة والنّظافة والتّرميم. وتنقصها الخدمات الضّروريّة واللّازمة للمحافظة على كرامة الموتى. خاصّة أنّ التذمّر شديد من وضع المقبرة، حيث نرى الأعشاب العالية والأشواك تغمر القبور وجوانب الطّرقات، وهي مُهملة للغاية، ولا يمكن مقارنتها بسائر المقابر في كفار سمير. وإذ نحن بانتظار عيد الأضحى المبارك بعد نحو أسبوعين فقد رأينا من المناسب أن تكون المقبرة بأفضل حال لاستقبال الزوّار الّذين يفتقدون قبور موتاهم في هذا العيد. ونحن كمتولّين للمسجدَين وجدنا من المناسب القيام بحملة تنظيف وزراعة الأزهار والورود، ونستقبل فيها عيد الأضحى كما يليق.

 

– الأهالي يزورون قبور موتاهم في كلّ عيد..

صحيح، فالزّيارات تتمّ قبل يوم أو في وقفة العيد، ولذا رأينا أنّ الوضع هذا العام فاق الحدّ، ولم يعد يُطاق.

 

– ما هو وضع سائر المقابر لأبناء الدّيانات الأخرى؟

إنّ المقابر المجاورة للمقبرة الإسلاميّة، وخاصّةً المقبرة اليهوديّة، نظيفةً، مُصانة، فيها طرقات بين القبور، زُرعت فيها الأزهار والورود، والمياه جارية فيها، ومساحات خضراء والمباني مرتّبة ومنظّمة. وذلك لأنّ المسؤولين عن تلك المقابر يحصلون على الميزانيّات الخاصّة لصيانة مقابرهم وتجميلها. على العكس تمامًا من المقبرة الإسلاميّة.

 

– من هي الجهة الرّسميّة الّتي يجب أن يكون الاهتمام بالمقبرة تحت سيطرتها؟

هذا من مسؤوليّة لجنة أمناء الوقف الإسلاميّ، فالحكومة تعيّن لجنة الأمناء هذه كممثّلة لحارس أملاك الغائبين، وهذه اللّجنة من المفروض أن تتابع قضيّة المقابر. لأنّ معظم أملاك الوقف الإسلاميّ مصادرة منذ 1952 وكأنّ المسلمين غائبين عن أرضهم. والمسلمون في المدن المختلطة لا يملكون أيّ إطار للعناية بالأوقاف، فكلّها تحت سلطة الحارس. وهذا دليل صارخ للإجحاف بحقّ المسلمين في حيفا منذ النّكبة.

 

– الحكومة هي الّتي تعيّن لجنة الأمناء، فلماذا لا تعطيها الميزانيّات والإمكانيّات للقيام بمثل هذه الأعمال؟

الحكومة تعيّن هذه اللّجنة ولا تعطيها المجال ولا المال للقيام بواجبها، وهي بالتّالي عديمة الصّلاحيّة، وحتّى المال الّذي تعطيه الحكومة هو فتات ولا يعوّل عليه. ولذا جاء دورنا كلجنة متولّين من أجل أن نبادر للقيام بمشروع كهذا.

 

– ما هي الخطوات الّتي ستقومون بها؟

أوّلًا إنّنا نخرج إلى الرّأي العام للإعلان عن هذه المبادرة، ونطلب من كلّ شخص يمكنه المساعدة أو أن يمدّ يد العون أن يتّصل بنا ليشاركنا في هذه الحملة التطوعيّة في التّاسع عشر من هذا الشّهر.

 

– مَن هي لجنة المتولّين الّتي تتحدّث عنها؟

هي لجنة من وجوه المدينة، وأخذت على عاتقها فتح الملفّات المُغلقة والملفّات الصّعبة من أجل إيجاد حلول. فالمقبرة ليست أكثر ما نعاني منه، ولكن وضعها يتطلّب العناية الفوريّة، ولم تكن لدينا الجاهزيّة للقيام بالمشروع. ونحن نعلم أنّ هناك جهات مستفيدة، وقد تلاعبت بالموضوع من قبل، وجاء الوقت لنفتح هذا الملف أمام كلّ شخص من حيفا، وندعو الجميع أن يأتوا للإطّلاع على ما نقوم به. علمًا أنّ هذه اللّجنة هي جهة غير رسميّة بل لجنة شعبيّة، وليست لنا صلاحيّات على المقبرة بشكل مباشر.

 

– من هم الأعضاء في هذه اللّجنة؟

كنّا خمسة أعضاء. وكان معنا المرحوم عيد سويطات، وأصبحنا خمس أشخاص وهم الشّيخ رشاد أبو الهيجا، الحاج فؤاد أبو قمير، المحامي سامي شريف، رجل الاعمال سهيل بشكار وأنا. ويعمل معنا محامون آخرون كمستشارين مثل المحامي فريد حسين، ومخطّط المدن عروة سويطات.

 

– ما ردود الفعل من الجمهور على هذه المبادرة؟

تلقّينا الكثير من ردود الفعل الإيجابيّة والمشجّعة للقيام بالمشروع، ومن الطّبيعي أن تكون هناك تساؤلات كثيرة، ونحن نحاول أن نعطي الإجابات عليها، ولكن هناك تجاوبًا كبيرًا من الأهالي في حيفا، رجالًا ونساءً. وعدد كبير من الشباب الّذين استعدّوا للمشاركة في العمل، فمنهم من يريد أن يأتي للعمل بيديه، أو الّذين سيقدّمون مواد العمل كالدّهان أو مواد رشّ وإبادة الأعشاب أو موادّ التّنظيف والتبرّع بالورود وزرعها في المقبرة. وتحتاج المقبرة إلى ميزانيّة لترميم الجدار والمباني والطّرقات ونحتاج لأدوات عمل لتنظيم الطّرقات، وهناك من يرغب بالتبرّع، ونحن فتحنا باب التبرّع. كما يسرّنا استقبال أصحاب المهن، للعمل معنا، أو على الأقلّ لتقديم المشورة لنا في كلّ مجال ومجال.

 

– ما هي الميزانيّة المقدّرة للمشروع؟

الحقيقة قد يفوق المبلغ 100 ألف شيكل، كمرحلة أولى لتصليح الأضرار الموجودة، ولا يشمل ذلك الصّيانة الدّائمة. ولكن بهمّة الرّجال سنتمكّن من تنفيذ المشروع، وكلّ مَن يتبرّع حتّى بخمسين أو مِائة شيكل فهو مشكور.

 

– وهل ستتوجّهون للجهات الرّسميّة للحصول على ميزانيّة أو فتح قضايا أخرى؟

نحن قد نفتح قضايا أخرى بالفعل، وسنتوجّه إلى بلديّة حيفا أوّلًا، ثمّ إلى بعض المكاتب، ولن يسلم أحد من هذا الموضوع، لأنّ الحاجة ماسّة لمعالجة القضايا العالقة، وبحاجة لكي يتجنّد كلّ الأشخاص والأطراف. ولا نتحدّث بلغّة التذمّر والشّكوى فقط، بل لدينا الكثير ممّا يمكن عمله. ولن نقول إنّ الحكومة لا تعطينا ونقف مكتوفي الأيدي، بل سننهض كلّنا ونقف وقفة رجل واحد ونشمّر عن سواعدنا، ونخدم أنفسنا ومقبرتنا بصورة مباشرة.

 

– هل هناك اعتداءات على المقبرة أو أرضها؟

نعم؛ فقد لاحظنا من ناحية الـ"سبورتان"، وهي من الجهة الغربيّة الجنوبيّة، أنّ أنابيب المجاري والمياه العادمة تصبّ في مِنطقة المقبرة، وقد انتشرت على مساحة واسعة. ولذا نحن نطالب إدارة هذه المؤسّسة بإيقاف الأضرار أوّلًا وثمّ العمل على تنظيف القاذورات وتجفيف المياه العادمة، وقد نتوجّه إلى القضاء بهذا الموضوع كما سنتوجّه إلى وزارة البيئة وغيرها من المكاتب الحكوميّة.      

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/160386775720150709104004"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *