أهالي طلّاب الصّف الأول في مدرسة مار يوحنّا يعلنون الإضراب!

مراسل حيفا نت | 28/08/2015

 

* الأهل: المدرسة الابتدائيّة في شارع مار يوحنّا تعاني اكتظاظًا مهولًا وغير جاهزة لاستيعاب عدد إضافيّ من الطّلّاب * المدرسة:  لدينا اليوم غرف كافية ومناسبة للجميع؛ صفوف المدرسة مجهّزة بكافّة التّقنيّات والمعدّات اللّازمة. جميع غرف المدرسة مكيّفة، وموصولة بشبكة "الإنترنِت"، وتحوي حاسوبًا ومسلاطًا * الأهل: مماطلات ووعود * المدرسة: هنالك قرار إداريّ ببدء ومباشرة العمل *

 

مطانس فرح

عمّمت، مؤخّرًا، لجنتا أهالي طلّاب الصّف الأوّل (المترفّع إلى الثّاني)، في مدرسة مار يوحنا الابتدائيّة في حيفا، بيانًا على أهالي الطّلّاب، دعت فيه إلى إعلان الإضراب، وعدم افتتاح السّنة الدّراسيّة، بدءًا من يوم الثّلاثاء القادم، الأوّل من أيلول.

ويأتي هذا الإضراب من جرّاء فشل مساعي اللّجنتين بالتوصّل إلى حلّ مُنصف مع القيّمين على مدرسة مار يوحنّا الإنجيليّ الأسقفيّة، بعد أن باءَت مساعي اللّجنتين بالفشل نتيجة الموقف الرّافض والمتعنّت والمتجاهِل للمسؤولين عن المدرسة والرعيّة الأنجليكانيّة في حيفا – بحسب ادّعاء الأهل.

إنّ المطلب الرّئيس لأهالي الطّلّاب الممثّلين باللّجنتَيْن، ترميم صفّين داخل مبنى المدرسة المتواجد في شارع سانت لوكس؛ لكنّ القيّمين يعدون ويماطلون ويخلون بوعودهم، ما سيُلزم الطّلّاب المترفّعين إلى الصّف الثّاني الانتقال، مع بداية العام الدراسيّ القريب (الأوّل من أيلول)، إلى مبنى المدرسة الابتدائيّة المتواجد في شارع مار يوحنّا، والّذي يعاني اكتظاظًا مَهولًا؛ حيث لا مجال لاستيعاب عدد إضافيّ فيه من الطّلّاب (يتعلّم في مبنى المدرسة الابتدائيّة طلّاب صفوف الثّاني حتّى الثّامن).

فبعد نضال طويل خاضه الأهالي، على مدار سنة بأكملها، وفشل كافّة المحاولات للتّوصّل إلى حلّ سويّ ومقبول بين لجنتي أهالي طلّاب الصّفين الأوّل والقيّمين على مدرسة مار يوحنّا الإنجيليّ الأسقفيّة في حيفا، لم يبقَ أمام الأهل إلّا الإعلان عن الإضراب!

وممّا جاء في بيان الأهالي: نرفض رفضًا قاطعًا أن يتعلّم طلّاب صفَّي الثّاني في مبنى المدرسة الابتدائيّة، لأنّها مزدحمة جدًا ولا تتّسع لعددٍ إضافيّ من الطّلّاب؛ كما أنّ مراحيض المدرسة غير مناسبة وغير مجهّزة كما يجب، ولا يجوز استخدامها من قبل أطفال في الصّف الثّاني وطلّاب في الصّف الثّامن، معًا. إضافةً إلى أنّ ساحات المدرسة وكافّة الأحياز المتوافرة لا تتّسع لجميع طلّاب المدرسة.

وأكّد الأهل بأنّ المشكلة الأساس لا تقتصر بعدد الصّفوف المتوافرة في المدرسة – كما حاول البعض عرضها – بل بالاكتظاظ وعدم أهليّة المدرسة باستيعاب عدد كبير من الطّلّاب، مُشيرين إلى أنّ ترميم الصّفوف في مبنى سانت لوكس هو الحل الأنسب والأفضل للحدّ من مشكلة الاكتظاظ ومعاناة أبنائهم، لحين ترميم المبنى بأكمله.

هذا واستعرض البيان بعض الجهود الّتي بذلتها لجنتا الصّفّين، خلال العام الدّراسيّ المنصرم، للتّوصّل إلى حلّ للأزمة؛ حيث اقترح الأهالي دعمًا ماديّـًا، إضافةً إلى المساهمة في التّخطيط للمشروع وتجنيد الأموال؛ كما أنّ اللّجنتين بادرتا بمساعدة وإشراف مهندسين واختصاصيّين، بتحضير خرائط مفصّلة بديلة وميزانيّة مدروسة ومحدّدة لتنفيذ المشروع، لكن جميع المبادرات، في النّهاية، قوبلت برفض من أصحاب القرار القيّمين على مدرسة مار يوحنّا الإنجيليّ الأسقفيّة في حيفا.

ورغم توجّهات الأهالي المتكرّرة ومطالباتهم المُلحّة واجتماعاتهم مع إدارة المدرسة والبوادر الإيجابيّة الّتي صدرت عن بعض القيّمين على المدرسة، وعلى رأسهم المطران سهيل دواني، إلّا أنّ الأمور بقيت على ما هي عليه، مجرّد وعود ومماطلات(!). فلم تبادر الإدارة إلى ترميم المبنى أو إضافة صفوف في المبنى المتواجد في سانت لوكس، بل اختارت نقل طلّاب صفّي الثّاني إلى مدرسة مار يوحنا المكتظّة أساسًا.

ويخشى الأهالي من أن يدفع أبناؤهم ثمن تعنّت القيّمين على المدرسة، ومماطلتهم وتجاهلهم وإخلالهم بوعودهم. فحرصًا على أبنائهم، اجتمع الأهالي يوم الجمُعة الأخير، وقرّروا إعلان الإضراب من 1 إلى 4 أيلول (من الثّلاثاء إلى الجمُعة) كخُطوة احتجاجيّة أولى، تتبعها خُطوات واحتجاجات أخرى، سيعلنون عنها في حينه، في حال لم تلقَ طلباتهم آذانًا صاغية.

 

بيان إدارة مدرسة مار يوحنا الإنجيلي الأسقفية حيفا

وقد حاولت الحصول على تعقيب المطران سهيل داوني، لما جاء على لسان الأهالي، لكنّ الأمر تعذّر لتواجده خارج البلاد.

توجّهت إلى مدير مدرسة مار يوحنّا الإنجيليّ الأسقفيّة في حيفا، الأستاذ عزيز دعيم، للحصول على تعقيبه عمّا ورد في الخبر، فوصلني منه التّعقيب التّالي:

"لقد وصلنا خبر إعلان الإضراب من قبل بعض أهالي طلّاب صفٍّ واحد من صفّيّ الأوّل، المترفّعين إلى الصّف الثّاني، في مدرستنا (مدرسة مار يوحنا الإنجيليّ الأسقفيّة)، من خلال وسائل الإعلام؛ إنّ هذا الأمر والإعلان عن الإضراب يؤسفنا حقّـًا، ونأمل أن يراجع الأهالي المعنيّون قرارهم بكلّ حكمةٍ ورويّة؛

"نودّ الإشارة إلى بعض الأمور الهامّة في هذا الصّدد..؛

"إنّ قرار توسيع المدرسة قرار استراتيجيّ صادر عن مجلس إدارة المدرسة، برئاسة رئيس الأساقفة المطران سهيل دواني، متجاوبًا لطلب الأهالي المتزايد بتسجيل أولادهم في مدرسة مار يوحنا؛

"ولتحقيق الرّؤيا والرّؤية، تبرّع/قدّم مجمع مطرانيّة القدس والشّرق الأوسط مبنى سانت لوكس وساحاته لهدف توسيع المدرسة؛ رغم أنّه كان بالإمكان استخدام المبنى والمِنطقة المُحطية به لمشاريع تجاريّة متنوّعة تدرّ أموالًا طائلة لتدعم وتغطّي تكاليف بعض خدمات المطرانيّة الّتي توفّرها للمجتمع في مجالات عدّة، كالصّحّة والتّربية والتّعليم وغيرها، في إسرائيل وفِلَسطين ودول الشّرق الأوسط. إلّا أنّ المجمع ارتأى التّربية والتّعليم عن التّجارة؛

"قامت إدارة المدرسة، الممثّلة بمجلس الإدارة، بتطوير وبناء صفوف بساتين في مِنطقة سانت لوكس خلال السّنوات الأخيرة الماضية، كما قامت بتطوير وترميم وتجهيز الطّابق الأوّل من المبنى وفق أفضل المعايير وبأحدث التّقنيّات والتّجهيزات المُستخدمة اليوم لصفّيّ الأوّل؛

"هنالك قرار إداريّ ببدء ومباشرة العمل على تطوير الطّابق الثّاني من مبنى سانت لوكس لاستخدامه للصّفوف الابتدائيّة. نحن في مرحلة تجهيز خارطة شاملة لتطوير المبنى وساحاته، وفحص التّكلفة الكاملة وتقسيم المشروع إلى مراحل. كما أنّ هنالك قرارًا بتوجيه من المطرانيّة ومجلس الإدارة، للبدء بتطوير وتجهيز غرفتين، بأسرع وقت، بما يتماشى مع الخُطّة الشّاملة والتّخطيط السّليم؛

"لدينا اليوم غرف كافية ومناسبة للجميع، صفوف المدرسة مجهّزة بكافّة التّقنيّات والمعدّات اللّازمة. جميع غرف المدرسة مكيّفة، وموصولة بشبكة "الإنترنِت"، وتحوي حاسوبًا ومسلاطًا، وغيرها من الأمور الضّروريّة؛

"تضع إدارة المدرسة وهيئتها التّربويّة موضوع سلامة وأمان طلّابها على سلّم أولويّاتها وفوق كلّ الاعتبارات، فبالتّالي تقوم بتنفيذ كافّة الإجراءات وفقًا لتوصيات الوزارة ومهندس الأمان المُعيّن من قبل المدرسة؛

"مدرسة مار يوحنّا الإنجيليّ الأسقفيّة في حيفا، كالعديد من المدارس الأهليّة تعاني شُحّـًا في البُنى التّحتيّة، فهي – كما هو معروف للجميع – ليست فندقًا بدرجة خمسة نجوم، ورغم ذلك نقدّم لأولادنا الأفضل لأنّهم يستحّقون ذلك وأكثر. كلّ مَن يقدم على تسجيل ابنه أو ابنته في المدرسة يدرك جيّدًا ظروفنا الماديّة، ويعلم أيضًا أنّنا نستغلّ كلّ سنتمتر مربّع في المدرسة وكلّ بناياتها لمصلحة وخدمة طلّابنا، بما في ذلك مبنى الكنيسة، المكتبة المدرسيّة المحوسبة، المختبر العصريّ، ومركَز الحاسوب المتقدّم؛

"من جهة أخرى تنافُس الأهالي على تسجيل أبنائهم في المدرسة لا ينبع من إمكانيّاتها الماديّة، بل أساسًا من وجود موارد بشريّة رائعة وطاقم مؤهّل ومميّز، متّمثل بمعلّميها وموظّفيها ومستشاريها وإدارتها، والّذي يساهم في رفع مستوى ومعايير التّربية والتّعليم إلى أعلى المستويات؛ وهذا ما يدفع أهالي المثلّث وأقاصي الشِّمال (من 15 قرية ومدينة) بالتّنافس على مقعد لأولادهم في هذه المدرسة؛

"بالتّالي، فإنّ قرار مجموعة الأهالي من أحد الصّفّين، وبدون تنسيق مع لجنة الأهالي المدرسيّة، رغم وجود باب حوار مفتوح وإيجابيّ مع إدارة المدرسة ومكتب المطرانيّة، لا مبررّ ولا شرعيّة له! إضافة لذلك، أكّد رئيس الأساقفة للأهالي أنّ قرار التّطوير هو قرار استراتيجيّ اتّخذه مجلس الإدارة خلال جلستين (20.3.2015 و10.7.2015) ويتم العمل على تنفيذه، رغم كلّ الصّعوبات الماديّة وغيرها، الّتي تواجهها المدرسة أسوةً بباقي المدارس الأهليّة، والقرارات تؤكّد نيّة المدرسة المباشرة بالعمل، وإنهاء المرحلة الأولى في أسرع وقت ممكن؛ وفي المقابل البدء بمشروع تجنيد الأموال لتكملة بقيّة مراحل المشروع؛

"نأمل من الأهالي الكرام، وكافّة الأهالي في المدارس الأهليّة تركيز الجهود والتّكاتف والتّعاون مع إدارات المدارس الأهليّة، ومدّ يد العون والدّعم والتأييد لمواقفها ومطالبها الصّادقة والعادلة، للحصول على حقوقها من حيث الميزانيّات والسّاعات التّعليميّة، لضمان حقوق الطّلّاب والأهالي والمعلّمين، معًا".

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/77648116020152808124025"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *