أبو سنان

مراسل حيفا نت | 27/07/2015

تقع قرية أبو سنان في الجليل الغربيّ، حوالي عشرة كيلومترات إلى الشّمال من عكّا. تتواجد القرية الحاليّة على آثار استيطان من العصور الكنعانيّة، إلّا أنّ الحفريّات الأثريّة الّتي أُجريت في القرية قليلة جدًا، وليس لدينا الكثير ممّا نُشر عن نتائج تلك التّنقيبات.تحيط بقرية أبو سنان العديد من المواقع الأثريّة، والّتي يقع البعض منها ضمن المناطق التّابعة لسلطة أبو سنان المحليّة، والبعض الآخر مجاور للقرية.من بين تلك المواقع: * الكويكات (شمالي أبو سنان – يقع اليوم ضمن حدود الاستيطان التّعاونيّ "اُشرات" אושרת)؛ * "تل ميماس" (شمال غربيّ أبو سنان)، وهو يتواجد ضمن حدود الاستيطان الحاليّ "بيت هعيمق" (בית העמק)، الّذي بُني على أنقاض القرية العربيّة الكويكات، الّتي كانت موجودة في الموقع؛ * خربة ديدبة (المعروفة حاليّـًا باسم خربة ميداب)،  تتواجد على الحدود الشّرقيّة لقرية أبو سنان.في هذا العدد سنستعرض أهمّ نتائج الحفريّات لتلك المواقع الأثريّة.

أبو سنان – الاسم والمصادر التّاريخيّة

كما يبدو فإنّ اسم القرية يعود إلى قلعة كانت متواجدة في الموقع بناها الصّليبيّون تُدعى "بوسنين"، كانت تابعة لقلعة المونفورت (الواقعة على مقربة من وادي القرن). ورد اسم قرية أبو سنان (والمواقع المجاورة لها) في العديد من المصادر التّاريخيّة من الفترة الصّليبيّة، حيث كانت جزءًا من لواء عكّا.فنجد في المصادر الصّليبيّة أسماء المواقع التّالية: الكويكات (Coket)، ميماس (Mimas)، كفر ياسيف (Caferyasi)، وأبو سنان (Busenen).وعلى سبيل المثال لا الحصر، يرد ذكر الكويكات في نصّ من عام 1129م. حين أعطى شخص يدعى أرمانوس أراضي الموقع إلى الحركة الإسبتاريّة. لاحقًا، وفي عام 1238م. ذُكر الموقع ضمن الجدل ما بين الإسبتارية وأسقف عكّا حول دفع ضريبة المحصول (العُشر). في مثل هذه الوثيقة يرد أيضًا ذكر قرية أبو سنان.تُشير المصادر الصّليبيّة إلى أنّ مِنطقة عكّا، شملت خمسة مواقع استيطانيّة هي الكويكات والمواقع الّتي ذكرناها أعلاه، حيث كانت أراضيها تابعة إلى نبلاء أو جهات مختلفة. فمثلًا الكويكات تابعة إلى الإسبتارية بينما كانت أراضي أبو سنان تابعة إلى الرّهبان التّبتونيّين الّذين اشتروا أراضي كفر ياسيف، أيضًا. البعض من الأراضي كان أيضًا بملكيّة النّبلاء أمثال جوسلين أسييار، الّذي اشترى بعض الأراضي عام 1200م..إنّ المصادر الّتي تذكر قرية أبو سنان، خلال الفترة العثمانيّة، قليلة جدًا. ونستدلّ منها أنّها كانت أكبر قرية في المنطقة آنذاك، من حيث عدد السّكّان. كما، تُشير الوثائق العثمانيّة إلى أنّ أشجار الزّيتون تواجدت بهذه المنطقة فقط في أبو سنان، جولس والكويكات. بينما المعصرة الوحيدة كانت في جولس.الرّحالة فيكتور جيرن، الّذي زار البلاد خلال القرن التّاسع عشر، يعتبر من أهمّ الأشخاص الّذين وصفوا قرية أبو سنان، ووثّقها في المصادر؛ كما أنّه أشار إلى مصدر الاسم: "في السّاعة الواحدة وخمسون دقيقة وصلتُ إلى قرية أبو سنان، المتواجدة ليس بعيدًا عن قبر الوليّ زكريّا. عدد سكّانها قُرابة 400 نسمة. تتواجد فيها كنيسة بُنيت مجدّدًا. منزل شيخ القرية يتواجد في أعلى التّلّة، وهو مبنى جديد بُني بجودة عالية. من الواضح أنّ قرية أبو سنان مبنيّة على آثار قرية قديمة، ذلك نسبةً إلى الآثار البارزة، مثل: آبار المياه المنحوتة في الصّخر وكميّة حجارة البناء الموجودة بالموقع والمستعملة في المباني الحديثة. خلال العصور الوسطى كان اسم القرية Busenen، ولكنّي لا أعلم ما كان اسمها في عصور قديمة".

 

الصّور المُرفقة:

– جدار من العصر النّحاسيّ.

– أحد منازل الكويكات الّذي تحوّل إلى مُتحف.

– خارطة بالمواقع الأثريّة.

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/95406389520152707025532"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *