د. سيزر حكيم يشارك في مؤتمر دوليّ في برلين

مراسل حيفا نت | 16/07/2015

لمراسل خاصّ

شارك، مؤخّرًا، الحيفاويّ د. سيزر حكيم (اختصاصيّ نفسانيّ عياديّ) في مؤتمر دوليّ عُقد في برلين (ألمانيا)، بعُنوان "Beyond Babel – On Sameness and Otherness"؛ تابع للاتّحاد الأوروبيّ للعلاج النّفسانيّ التّحليليّ (European Federation for Psychoanalytic Psychotherapy)؛ ضمن محاضرة أكّد فيها حكيم أنّ "الطّفل بحاجة إلى إنسان آخر في حياته، كالأهل والمعلّمين، كي يعلنوا له أنّ له وجدان داخليّ خاصّ به، ليكتشف وجه الاختلاف والتّشابه مع الآخرين من حوله، كي يشعر بأنّه فاعل وليس مفعولًا به في بيئته!".أسئلة عديدة طُرحت خلال المؤتمر: ما الّذي يحافظ على التّواصل، وما الّذي يهدّد ذلك؟ ماذا عن التّشابه الّذي يقف بين الشّبيه والآخر المختلف؟!.. كيف لنا التّعامل مع صعوبات التّواصل في مجتمع فقد ركيزته المشتركة، والخلط بين الألسنة واللّغات المختلفة؟!  كيف لنا التّعامل في عالم غنيّ بلغات وحضارات وأديان منوّعة.حتّى في العلم النّفسانيّ ذاته، هنالك نظريّات وتوجّهات وأخلاقيّات مختلفة، من الصّعب علينا إيجاد لغة مشتركة بينها. كلّ هذا قد يؤدّي حتمًا إلى التّشتّت والقلق من فقدان القيم والتميّز الشّخصيّ، لدى الالتقاء مع الآخر المختلف!

"هذه الإشكاليّة هي جزء رئيس من عملنا اليوميّ كمعالجين ومحلّلين نفسانيّين" – يقول د. سيزر حكيم. حيث يُشدّد في محاضرته على المعنى الفلسفيّ للعلاج النّفسانيّ، بغضّ النّظر عن نوع العلاج أو التوجّه أو النّظريّة أو الأخلاقيّة الّتي يأتي منها المعالَج.ويقول د. حكيم: "إذا طُلب منّي أن أقوم بتعريف الهدف من العلاج النّفسانيّ، بغض النّظر عن الثّقافة أو التّوجّه العلاجيّ، كنت سأعتمد كلمات بسيطة وقويّة، بأنّ "هدف العلاج النّفسانيّ هو الإعلان للآخر على أنّه موجود وله كيان خاص، وأن يساعد المعالج المُنتفع بإيجاد وجه الشّبه والاختلاف بين شخصيّته والآخر، وأن يعيش بتجانس مع المختلف عنه."ويضيف د. حكيم في محاضرته: "عندما يعيش الطّفل في بيئة معيّنة، مدرسة أو بيت أو واقع، يشعر أنّ ليس له سلطةً على ما يحدث في حياته وعلى اختياراته، يشعر وكأنّه مفعول به وأنّ الأحداث والصّدمات تتراكم عليه أو تهاجمه، وأنّه في كلّ لحظة لا يستطيع التوقّع والتّخطيط لمجريات الحياة من حوله. لذا قد يبدأ في مسار اضطّرابات نفسانيّة".واستطرد في محاضرته بالقول: "إنّ الطّفل بحاجة إلى إنسان آخر في حياته، كالأهل والمعلّمين، ليعلنوا له أنّ له وجدان داخليّ خاصّ به، ليكتشف وجه الاختلاف والتّشابه مع الآخرين من حوله، كي يشعر بأنّه فاعل وليس مفعولًا به في بيئته!".عُقد المؤتمر في مدينة برلين، المدينة الّتي تقع في وسط أوروبّا، وهي مدينة تاريخيّة عظيمة غنيّة بثقافة وحضارة.بعد الحرب العالميّة الثّانية، وفي أثناء الحرب الباردة تمّ بناء جدار فاصل بين شرق برلين وغربها حتّى عام 1989. وقد جعل هذا الجدار من برلين المكان الّذي يصطدم فيه الشّرق مع الغرب، دون المقدرة على التّواصل فيما بينهما.ومنذ أن وُحّدت ألمانيا عام 1999، عادت برلين لتتميّز كعاصمة للشّباب والإثارة، الثّقافة، العلوم والصّناعة.وبوجود هذه الذّاكرة التّاريخيّة الحافلة، برلين هي المكان الأمثل لمناقشة "فكرة بابل" كمترادفة للانقسام والتّشتّت المتناقَض مع التّجانس الثّقافيّ واللّغويّ.وقد قام أيضًا د. حكيم بعرض أمثلة لحالات عياديّة (كلينيكيّة) من خبرته وتجربته الشّخصيّة، وقد لاقت هذه الحالات العياديّة المُستعرضَة تفاعلًا من قبل المشتركين، خاصّةً عند عرض سيرورة علاجه لطفل يهوديّ في فترة الانتخابات وفي أثناء الحرب على غزّة.واختتم د. سيزر حكيم محاضرته بالتّأكيد على أنّ "التّميُّز يُولد بعد خوض تجربة التّجانس مع الآخر، وعند قبول الاختلافات يُخلق المجال والمساحة النّفسانيّة للتّميُّز؛ في هذه المساحة النّفسانيّة يُمكن تحطيم الجُدران الّتي تُبنى بين الرّجال والنّساء، وبين الشّعوب المختلفة والأديان، فتبدأ سيرورة النّضوج نحو قبول الآخر/المختلف."

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/161152482820151607024250"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *