لاعبة التّنس الأولى.. رشا خُرساني

مراسل حيفا نت | 16/05/2015

 

نايف خوري

(تصوير: وائل عوض)

رشا خُرساني طفلة تبلغ الثّانية عشرة من العمر، طالبة في الصّف السّابع في مدرسة "الكرمة"، حقّقت نجاحًا في لعبة التّنس الأرضيّ وكسبت المراتب الأولى في المباريات المحليّة والقطريّة.التقينا رشا ووالديها كاريمان وحسن خُرساني، وتحدّثنا عن رشا ومحبّتها للرّياضة، وولعها بالتّنس الأرضيّ، ودعم الأهل والمدرسة وإشراف المدرّب بديع كركبي.قال حسن: بدأت رشا منذ خمس سنوات، وكنّا نبحث عن مجال رياضيّ للتّدريب، وهي بنت وحيدة وأخت لثلاثة أولاد، فلم تُعجبها دورات الرّقص أو الفنون، ولكن صديقتها طلبت منها مرافقتها إلى ملعب التّنس لترى كيف تلعب، فأُعجبت وقرّرنا أن نُلحقها بإحدى الدّورات الّتي تلائم سنّها. وكنّا نعتقد أنّها سترغب هذه الرّياضة لفترة مؤقّتة، ولكن لاحظنا أنّ رغبتها تزداد مرّة بعد مرّة، فدعمناها.وهنا تدخّلت رشا لتقول إنّها أُعجبت بالفريق، وأنّها تحبّ اللّعب لتصبح محترفة في المستقبل. وتضيف كاريمان: إنّ مركَز التّدريب كبير وهو ملائم لأجيال الأولاد والبالغين، وإمكانيّة التّقدم متوفّرة، وهكذا أصبحت في غضون سبعة أشهر المشاركة ببطولة حيفا المفتوحة لتحرز المرتبة الثّالثة.وتقول رشا: لذلك أخذت أهتمّ أكثر بالتّدريب، وأهلي دعموني، وكذلك المدرسة، لأنّهم يأذنون لي أحيانًا بمغادرة المدرسة للمشاركة بالمباريات الكبيرة.وتقول كاريمان: إنّ رشا تتمتّع بشخصيّة قوية منذ طفولتها، وناجحة بدروسها، وهي تحبّ الرّياضة أيضًا، وعندما بدأت دورة التّنس جذبها الموضوع جدًا.أمّا حسن فيقول: إنّ فتيات أصغر سنّـًا منها يشاركنَ في هذه الدّورة، فهناك تدريبات للأطفال بسن 4- 5 سنوات. وهذه التّدريبات تنمّي التّركيز والذّاكرة والالتزام والنّظام، وكنت أخشى أن يؤثّر التّدريب عليها وعلى دروسها، فتبيّن أنّها بذلت جهدًا أكبر، وساعدها هذا على الحفظ والتّركيز وحقّقت علامات عالية في الدّروس، خاصّة أنّها بدأت تنظّم وقتها. وهي تتدرّب بمعدّل أربع ساعات يوميّـًا لخمسة أيّام في الأسبوع.وتضيف كاريمان: إنّ رشا تعود من المدرسة كلّ يوم فتتناول غداءها، ونأخذها فورًا إلى مركَز التّدريب في كفار سمير – مركَز التّنس في حيفا – وتعود إلى البيت لتحضير دروسها، وواجباتها المدرسيّة.-    وماذا يقول عنها المدرب؟قال حسن: إنّ المدرّبين يدعمونها، ويشجّعونها لبلوغ مراتب عالية. ففي الشّهر القادم ستُجرى ثلاث مباريات: "المارشل"، وهي مباريات في نطاق الدّوري الأمريكيّ، واللّوائيّة والقطريّة. وأحرزت المرتبة الأولى في المباريات اللّوائيّة لسنّ أربعة عشرة في حين أنّها بسن الثّانية عشرة.- رشا، ألا تمارسين حياتك العاديّة كفتاة باللّعب مع صديقاتك أو بالإلكترونيّات، كالآيفون والآيبد؟تقول رشا: بالعكس، أن ألعب التّنس أفضل من أن ألهو بالآيفون والآيبد، ولديّ صديقات ألعب معهنّ بالمدرسة أو في نهايات الأسبوع.-    وهل تشترك فتيات عربيّات غيرها في الفريق أو بتدريب التّنس؟يقول حسن: إنّ الجمهور العربيّ غير مدرك لأهميّة رياضة التّنس، فهذه رياضة عالميّة، ولم تكن واسعة الانتشار في سنوات الثّمانين أو التّسعين، ولكن اليوم اطّلع الجمهور بشكل أوسع على التّنس وعرف أبطاله العالميّين، والمحليّين. وهكذا يزداد الاهتمام في الآونة الأخيرة أكثر وأكثر.-    ما مدى دعم المدرسة لك يا رشا؟تقول رشا: إنّ المدرسة تدعمني تمامًا، ويصادف أن لديّ امتحانًا في يوم المباريات، فأطلب من المعلّمة لتؤجل لي الامتحان لموعد آخر. فالمباريات تقرّرت من قبل ولا يمكن تأجيلها، خاصّة إذا كانت لوائيّة أو قطريّة.وتقول كاريمان: إنّ المباريات تُجرى أحيانًا في تل أبيب أو "كريات شمونة" أو أيّ مكان آخر، فتضطرّ للتغيّب عن المدرسة، ولكن الإدارة تتفهّم مشكورةً هذا الوضع، فيشجّعونها ويدعمونها لأنّها تحقّق النّجاح، وهذا يُحسب للمدرسة، وهم فخورون بطالبتهم النّاجحة مثل رشا. علمًا أنّ طالبتين أو ثلاث من صفّها لعبن التنس معها، ولكن انسحبن في وقت لاحق وبقيت هي وحدها.    أنتِ أمّها.. ما هي وصيّتك لها؟تبتسم كاريمان، وتقول: من ناحيتي أحبّ أن تنجح في التّنس، ولكن يهمّني جدًا أن تستمرّ بنجاحها أيضًا في دروسها، وستتابع دروسها الثّانويّة في "الكرمة"، ونأمل أن يكون لها مستقبل باهر.-    وأنتَ أبوها.. ماذا تتوقّع لابنتك؟يجيب حسن: إنّنا لن نوفّر أي جهد لدعمها، وتشجيعها، ففي العام الماضي شاركت في معسكر تدريب في رومانيا، وهذا العام سيُقام معسكر التّدريب في ألمانيا، وهناك تتلقّى التّدريب اللّازم على مستوى الاحتراف. وتتدرّب على ملاعب متنوّعة للتّنس، فمنها التّرابيّة أو الطّينيّة، ومنها العشبيّة كملاعب كرة القدم، ومنها المرصوفة بالإسفلت، وهكذا تعتاد اللّعب على كافّة الملاعب.وتقول كاريمان: إنّنا نأخذها مرّة في الشّهر إلى "رمات شارون" ليوم كامل، منذ ساعات الصّباح وحتّى المساء.-    وماذا عن الكؤوس والميداليات يا رشا؟تقول رشا: لديّ كؤوس كثيرة وميداليات أكثر، وشهادات عديدة للمشاركة في المباريات، وحصلت على المرتبة الأولى لسن 12 سنة، والمرتبة الأولى لسن 14 وأنا لا أزال في سن 12.-    وكيف تلعبين وأنت بهذا الحجم الصّغير؟تضحك رشا، وتقول: الكل يسألون إذا أنا بسن 12 فعلًا؟ وكنت في مباراة في يوكنعام، وسألني المسؤول هناك إذا أنا متأكّدة بأنّي سألعب مع الكبار؟ فقلت له طبعًا.-    وكيف ينظر زملاؤك وأصدقاؤك للموضوع؟تضيف رشا: أصبحوا كلّهم يرغبون أن يلعبوا التّنس، حتّى إخوتي أرادوا أن يلعبوا التّنس، ولكن انسحبوا بعد فترة. أخي وأنا توأمان، هو يحبّ كرة القدم وأنا أحبّ التّنس، هناك، بكرة القدم يصرخون ويلعبون بعنف، وهنا نلعب بهدوء وبدون عنف، والمدرّب يهتمّ بنا ويعتني بنا كما يجب.يضيف حسن: كنّا نذهب يوميّـًا إلى الملعب، كلّنا، كبارًا وصغارًا، وكلّهم يحبّون الرّياضة، ويحبّون أختهم ويدعمونها ويشجّعونها.وتقول كاريمان: إنّ رشا متّفقة مع إخوتها كلّهم، وكأنّها أمّهم الأخرى، حيث تعتني بهم وترشدهم إلى كثير من الأمور. وفي كثير من الأحيان تتولّى زمام المبادرة لعدّة أمور، ونلاحظ أنّ تفكيرها أكبر من جيلها. وهي تعرف كلّ واحد ماذا يريد وماذا يحتاج، وتمتاز بأنّها تعرف كيفيّة اتّخاذ القرارات الّتي يمكن للبالغين أن يقرّروها.ويتدخّل حسن بالقول: إنّ أعضاء الفريق معها كلّهم يهود، وقد تعلّمت منهم الكثير، وهي تضحّي براحتها وألعابها كلّ يوم لمدّة أربع ساعات، وأحيانًا نخرج بها أيّام السّبت للمباريات خارج حيفا، منذ السّاعة الخامسة صباحًا وحتّى ساعات ما بعد الظّهر. وقلت لها ذات مرّة، إذا تعبت أو يئست أو لم تعد لديك رغبة للتّنس، فقالت إنّها تحبّ التّنس لدرجة الولع والتعلّق بهذه الرياضة. وأخبرك أنّها لا تتعامل مع الـ"فيسبوك"، أو وسائل التّواصل الاجتماعيّ، فليس لديها الوقت لذلك. وما يميّز نجاحها الدّقة في الوقت والمواعيد، ولا تحب التّأخير أو تغيير المواعيد، فالوقت مقدّس بالنّسبة لها. وهي تأتي إلى الملعب قبل عشر دقائق من الموعد لتبدأ التّدريب وتستعدّ للّعب. ونحن لا نتأخّر عن اتّخاذ مدرّب شخصيّ لها، كلّما اقتضت الحاجة لذلك، لأنّ التّدريب الشّخصيّ يقوّيها ويحسّن أداءَها. وهي تخرج في الصّباح للتّدريب من السّادسة صباحًا على شاطئ البحر ثمّ تتوجّه إلى المدرسة. كما تتلقّى التّدريب على التّركيز ورفع المعنويّات والاستعداد النّفسيّ للرّبح أو الخسارة على حدّ سواء.

ونحن بدورنا نتمنّى لرشا مزيدًا من التألّق، ولذويها التّوفيق، ولجميع من يدعمها التّشجيع.

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/51576775520151605095445"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *