قصار الصّور

مراسل حيفا نت | 28/04/2015

بقلم: رشدي الماضي

(حين سألوا حيفا: ماذا قالَ لكِ؟!

أجابتْ: قال لي: أنتِ معنى الكوْنِ كلّه)

(النَّفَري)

 

(1)

مدينتي!!

نَقّي عينيكِ من الملح

وقودي خطاي

جوازًا

تلتجئينَ بهِ مِن أزلٍ إلى أَبَد.

 

(2)

حيفا

تخلع تُفَّاحها قُرب فَمي

وتواصلُ المسير

لتصل

قبل امّحاءِ الزَّمن بتوقيت الفردوس

ألف الإله.

 

(3)

حائرةً

تشدّها أهدابُ بوصلة

من هناك إلى هنا

عليَّ

تسألُ حيفا

لتمضي

حاملةً جِهةَ الرّجوع.

 

(4)

يقفُ الماضي

ماءً جديدًا

بيْني وبين حيفا

يصطادُ

برؤى يَدِها تَرْتَجِفُ

حكاياتُ الخروج

هو لا يُريد لليلة

تمارسُ لحظاتِ الحِداد

أن تغوي وجعي

حتّى يَنام.

 

(5)

وأسألني:

حَتَّام يسرقني إلى المجهول

ضبابٌ بألوان الوحدة؟!

تصِلُ

وتُشير إليَّ مفاتيحُ الوقت

من وراء زجاج الأسئلة

الّذي غسلتْهُ حيفا

بابًا

لا ينفتح إلاّ للدُّخول.

 

(6)

معذرةً

رسالةَ المعرّي!!

أكرهُ

أن أعبر ثقبًا للسّماء

وأنا

لم أكن حيفا بما يكفي

باقٍ أنا

لأبْتكرَ سَفَرًا لهُ أصابع

تلمُّ المسامير وهي تصْدأ

كي لا تشتهيها سفينةٌ عائدة.

 

(7)

يجيئون.. يجيئون..

كما تحتاج الحياة

لتظلَّ حيفا كأسًا

تسيل خمرتُها

قصيدةً

لا نفقَ تحتها

يُهدينا ألْف وجْهٍ مسافرٍ في الغياب..

 

(8)

أهربُ

إلى أبعد ما ينأى الجمال

وأَعود

منهُ ناقصًا

لأتذكّر أن أكون حيفا

كرملاً

أصْعَدُهُ ولا دَرَج.

 

(9)

أعودُ..

تُطِلُّ من وجهي ألوانُ الحنين

أحذرُ

الوقوعَ في ملامحي القديمة

لا – رؤيا الغراب –

في حيفا

ولا – خريف الخوارج –

كي أتحلّل في اللّامكان!!

 

(10)

تتنَّهُ حيفا

تحتَ السَّواقي

المعلّقةِ على مشجب الوقت

غيمةً

تبيع الحزنَ

وتمضي بها حَدَّ الأمل

يبتكر الصُّعودَ

طريقًا

مُقتنعًا بجَدْوى البقاء..

ليقترف وصولك

كُلَّ مجيءِ وحي

لا لشيءٍ.. سوى

ليبقى يتوكّأ على عصا الآلهة..

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *