نايف خوري
تصوير وائل عوض
اختار مركز "اللّقاء" للدّراسات الدّينيّة والتّراثيّة في الأرض المقدّسة، أن يكرّم سيادة المطران المتقاعد العلامة بطرس المعلّم، الّذي كان رئيس أساقفة عكّا وحيفا والنّاصرة وسائر الجليل للرّوم الملكيّين الكاثوليك، لمناسبة بلوغ سيادته السّابعة والثّمانين.وأقيم حفل التّكريم في قاعة كاتدرائيّة الملكيّين الكاثوليك في حيفا، بحضور رجال دين ومؤسّسات دينيّة وعَلمانيّة من حيفا والجليل.استهلّ حفل التّكريم غبطة البطريرك ميشيل صبّاح (البطريرك الأورشليميّ السّابق للّاتين)، بصفته رئيسًا لمجلس أمناء مركز "اللّقاء". وممّا قاله في هذه المناسبة: "هنا في الأبرشيّة صلّيت وعلّمتَ وكانت كلماتك تكملة لصلاتك وكانت يد الله معك. ومن الجليل قادتك صلاتك وعناية الله من بلدك إلى خارج وطنك في لبنان أوّلًا ثمّ في البرازيل. كرّست نفسكَ لله وللإنسان، وأرسلت إلى وطنك ثانية إلى الصّعاب والصّراع الكبير، الّذي أصبح الإطار الطّبيعيّ لحياة كلّ مَن في هذه الأرض المقدّسة. جئت لشعبين يقتتلان ولشعب يظلم شعبًا، وأصبحت صعاب الأرض هي أيضًا جزءًا في صلاتك، وواجهت – كما يقول القدّيس بولس – صعابًا من الخارج وصعابًا من الدّاخل، وبقيت تؤمن بمن أرسلك وتؤمن بكلّ إخوتك وأبنائك، فتصلّي للجميع وتشملهم بمحبّتك، وكان الله سندًا لك في محبّة الجميع. أتيت إلى الشّرق المُعذّب والمُشوّه وجهه على يد أبنائه ويد إنسان يظلم فيه ويحوّله إلى مثوى الأموات. أمّا في رؤيتك فالشّرق فيه المسيح قام من بين الأموات وقهر الموت بالموت، وأخذت قوّة من قوّته لتبقى تصلّي وتحوّل صلاتك إلى كلمة.""مركز "اللّقاء" في هذا المساء يكرّمك، ويدعو معه كلّ صديق ومحبّ لتكريمك، فنكرّم فيك رجل الله والكاهن. وهبتَ نفسك لله ولجميع أبناء الله، ولكلّ هذا الشّرق الأوسط الّذي مركزه وقلبه هي مدينة القدس مدينة الآلام والقيامة، وكلّ بلدان الشّرق الأوسط حولها ما زالت جلجلة يموت عليها الإنسان. الكلّ يموت ويصرخ ويطلب الفداء ويقول اللّهم إلى متى؟.. وأنت بقيت دائمًا شريكًا في الصّلاة، شريكًا في طلب الفداء، ومصليًا وقائلًا كلمة رجاء وأمل للجميع. فمركز "اللّقاء" يقول لك إنّك مستحقّ هذا التّكريم، ويعبّر لك عن تقديره لما أنت ولما صنعت، ويقول لك شكرًا، تابع صلاتك وإيمانك فهذا ما يحتاج إليه اليوم المؤمنون الّذين صلّيت معهم ولهم."ثمّ تحدّث سيادة المطران جورج بقعوني (راعي الأبرشيّة العكّاويّة)، وقال: "أنا أعرف الأب بطرس المعلّم، وأنا لم أستعد بعد للكهنوت، منذ أن كان رئيسًا للجمعيّة البولسيّة في لبنان، ثمّ عرفته أسقفًا في البرازيل، ثمّ كأخ كبير لي في المجمع المقدّس. وإذا اختصرت أقول بضع كلمات إنّي أرى فيك مثال الوداعة والتّواضع. لم أسمع يومًا صوته يعلو في أي اجتماع، وأرى الألم على وجهه ويصمت، أطاع في جمعيّة الآباء اليسوعيّين، وعندما اختير أسقفًا على البرازيل، وعندما تمّ نقله إلى الجليل، ففي كلّ الأحوال نجد المطران بطرس يقول يا رب لتكن مشيئتك."وتحدّث في هذا الحفل فضيلة الشّيخ موفّق طريف (الرّئيس الروحي للطّائفة الدرزيّة في البلاد)، وقال: "إنّنا نجتمع اليوم، جميع أبناء شرائح هذا المجتمع كإخوان مؤمنين بالله الواحد الأحد لنلتقي في هذا الاحتفال المُهيب بمناسبة تكريم المطران بطرس المعلّم، رجل الدين وأحد وجهاء هذا المجتمع السّامي البارزين. وإنّه لمن دواعي سروري أن أشارك في تكريم سيادة المطران الّذي نحترم ونقدّر ونشكر على كلّ ما جاد به وأعطى. لقد عرفناك شخصًا كريمًا وحكيمًا، مثابرًا، صبورًا، رزينًا، وعلى خُلق عظيم. تحكّم العقل والمنطق وتؤمن بالتّعايش المشترك بين جميع أطياف مجتمعنا. ونحييك على إنجازاتك الدينيّة والاجتماعيّة وعلى مشوارك الطّويل المقرون بالمشقّات من خلال اتّباع رسالتك اللّاهوتيّة في خدمة المجتمع دينًا ودنيويًا على حدّ سواء."وأضاف: "ولا يسعني إلّا أن أشيد بالعلاقة المميّزة والخاصّة التي تربطنا أبناء معروف بسيادة المطران ومن سبقوه ومن جاؤوا بعده على هذه الرعيّة، وعلى التواصل المستمرّ بيننا في جميع الأحفال والمناسبات والأعياد. وباسمي واسم أبناء الطّائفة المعروفيّة أرفع أسمى آيات التّقدير والعرفان لسيادته، متمنّيًا له هذا المشوار العظيم والتّوفيق والاستمرار في العطاء، مقرونًا بالصّحة والعافية والعمر المديد."وقال: "إخواني، تنفطر منّا القلوب حسرة ولوعةً عندما أرى ما يجري ويدور على أرض البلدان المجاورة، من عنف وقسوة وتدنيس للمقدّسات، ومن قتل وكراهية وتنكيل بالأقليّات وبمن يختلف عن أولئك الظّالمين بمعتقده وتفكيره، على خلفيّات دينيّة واجتماعيّة، مخالفين أمر الله الّذي نهى عن قتل النّفس البشريّة. إنّه أمر مُقلق ومدمّر في القضاء على علاقات ومفاهمات دينيّة واجتماعيّة تعود إلى المئات، لا بل إلى الآلاف من السّنين الخوالي. علينا أن نستنكر هذه الأفعال ونشجبها بشدّة، وأن ندعو الجهات المتقاتلة للتّحاور وإيجاد الصّيغة التوافقيّة للحدّ من العنف المستشري هناك، وحقن الدّماء وإنقاذ بلادهم من الدّمار."ثمّ تحدّث الشيخ رشاد أبو الهيجا (إمام جامع الجرينة في حيفا)، وقال: "لقد اطّلعت على سيرة سيادة المطران المعلّم من خلال مواقفه المشرّفة والعظيمة، والّتي هي ميزة تميّز بها في مجتمعه، حيث دعا إلى التّعاون والتّآخي بين الطّوائف المختلفة، وخاصّة بين المسلمين والمسيحيّين، والدّروز وغيرهم، ذلك يحوّل المجتمع العربيّ بكلّ أطيافه إلى مجتمع متعاضد ومتناصر، ودعوته هذه لا يمكن أن تنسى. ونحن نؤكّد ضرورة السّير على مثل هذه الدّعوات. ونحن في هذا الموقف، إذ نشكر سيادة المطران على تلك المواقف وعلى هذا التّقارب، وكأنّني أنظر إلى قوله تعالى }وتجدن أقربهم مودّة الّذين آمنوا الّذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبان وإنّهم لا يستنكرون{؛ وهذا الخلق الّذي عُرف به سيادة المطران، التّواضع، الألفة والحبّ من الناس جميعًا، ولذلك نحن نؤكّد أنّ أمثال سيادة المطران – وهم كثر والحمد لله – إنّما يجب علينا تكريمهم واحترامهم والسّير معهم على هذه الخطى، لأنّنا في ذلك نبني مجدًا لأجيالنا ومستقبلًا لهم بإذن الله عزّ وجلّ."ومضى يقول: "الواقع لا نحسد عليه، إن مواقف الرّجال لا تتبدّل، ومن سار على طريق المحبّة والرّحمة لا يمكن أن يحمل يومًا من الأيّام شعار العنف والقتل، ومن سار على دعوة التّآلف بين الشّعوب والقبائل لا يمكن أن يدعو إلى التّنافر في ما بينها، ونحن في هذا الموطن، وأمام كلّ التحدّيات الّتي تقف أمام رجال الدّين إنّما نقول يجب أن نبقى ثابتين على هذه المواقف لا نتزحزح عنها، لأنّنا إذا تهاونّا لا بدّ بأنه سينتشر في ما بعد الباطل الّذي يحاول أن يرفع رأسه وأن يستأصل هذه اللّحمى الّتي بين الشّعوب في هذا الشّرق الحبيب. وما نراه في الدّول العربيّة في سورية ولبنان والعراق وغيرها إنّما هو دليل قاطع على أنّ الباطل يريد أن يرفع رأسه، ونحن إذ نحمل هذا الشّعار ونؤكّد عليه أنّ أهل الإيمان إخوة، مهما اختلفت دياناتهم وانتماءاتهم."وحضر هذا الاحتفال رئيس القائمة المشتركة في الكنيست، المحامي أيمن عَودة، الّذي قال: "سمعت باسم المطران الجليل فقط في العام 1997، فحدثت ضجّة في البلاد، وهناك في أعلى المؤسّسة من خشي وصول مطران وطنيّ كما تردّد في الأخبار، ولكن بفضل رجال الدّين، وبفضل الشّعب المؤمن بهذه القيادة جاءَنا مطران العرب بطرس المعلّم، وقاد الكنيسة والرعيّة بنظافة يد يشهد لها الجميع، وهذه قضيتنا جميعًا يا سيادة المطران، هذه قضيّة شعبنا أن نصون هذه الأوقاف وهذه الممتلكات، وبالأساس الإنسان. فالإنسان هو القيمة العُليا، وكم نحن في هذا الشّرق بحاجة إلى هذا الفكر، كم نحن بحاجة إلى هذا الموقف الجامع الموحّد والمقرّب بين الناس."وأضاف: "إنّ قلبي يعتصر ألمًا على رجال الدّين في هذا الشّرق، فالأجواء الدّاعشيّة المجرمة المسيئة للإسلام والمسيئة للمسلمين ولشعبنا برمّته، نحن بحاجة لرجال دين مُسلمين ومسيحيّين ودروز أن يوحّدوا في بيننا وأن يجمعوا في ما بيننا على ما هو خير."وتحدّث جريس مطر (رئيس مجلس عيلبون): "أقول باسمي واسم أهل عيلبون جميعًا إنّنا فخورون بك يا سيّدنا، ونشعر بالفرح والغبطة والسّعادة والفخر، ونشكر الله لأنّه أرسل لنا شخصيّة كحضرتك، الّذي انطلق من عيلبون وأوصل اسمها إلى العالم أجمع. نتمنّى لك العمر المديد والصحّة، وأن تبقى معطاءً وصاحب المواقف المعروفة بالحسّ الوطنيّ."وبعث الرّئيس العام للرهبنة المخلصيّة البولسيّة في لبنان، الأب جورج خوّام، برسالة تهنئة لسيادة المطران المعلّم، جاء فيها: "في وقت مبكّر، وفي أوّل سنوات خدمته الكهنوتيّة هوي الأب بطرس المرسل البولسيّ الشّؤون الكنسيّة، العلاقات بين الكنائس والطّقوس التي تحتفل بها كلّ كنيسة على طريقتها، والتّرتيبات الإداريّة الّتي تسود في كلّ منها، ثمّ نظرتها إلى الوحدة المرتجاة ونظمتها وتاريخها. فلمع اسمه علمًا في عالم الحوار، وطارت به شهرته حتّى أرفع المجالس، وانتشر صيته حتّى أدرك الدّوائر الرسميّة العالميّة، فاستدعته مراكز اتّخاذ القرار في الكنيسة، فلبّى الطلب وتفانى بالاستجابة إلى كلّ سؤال، اقتداءً بمثاله وتشبّهًا بمعلّمه. وإنّ الجمعيّة البولسيّة تفتخر اليوم في رؤية أحد أعلامها يُكرَّم، وتغتبط بإعطاء أحد أركانها حقّ قدره، وإنّنا نكبر بادرة "اللّقاء" ونثمّن التفاتة رئيسه وأعضائه ونشدّ مهنّئين على يد الأقطاب الحاضرين، ونتوجّه بالتّهنئة إلى صاحب السّيادة المكرّم والمُبجّل، وندعو له بالسّنين الطّويلة والصّحة المديدة."وقال مدير مركَز "اللّقاء"، الدّكتور جريس خوري بهذه المناسبة: "في هذه الأمسيّة المميّزة الّتي نكرّم فيها جميعنا صاحب السّيادة المطران بطرس المعلّم والعلامة. إنّنا نقدّر باعتزاز وافتخار رسالتك الكهنوتيّة المقدّسة، ونثمّن عاليًا ما أُلقي على كاهلك، من مسؤوليّات تربويّة أو إداريّة وروحيّة كرئيس للجمعيّة البولسيّة ومطران سابق على أبرشيّة البرازيل وهنا في أرض أهلك وشعبك ووطنك. التّقيتم يا صاحب السّيادة مع أهداف مركَز "اللّقاء" الّذي يسعى منذ تأسيسه في عام 1982، إلى تعزيز روح المحبّة، والاحترام والانتماء بين أبناء شعبنا العربيّ، وإلى توطيد أسس العيش الواحد، والوحدة الوطنيّة بين أبناء الشّعب الواحد من خلال اللّقاء والحوار، وفهم الآخر عقيدةً وفكرًا وسلوكًا. كما رأينا فيكم مشجّعًا وداعمًا لتطوير فكر لاهوتيّ محليّ فلسطينيّ الّذي لا يتطوّر بمعزل عن التيّار العام للفكر المسيحيّ بل هو امتداد له في فترة تاريخيّة معينة، تعيش فيها جماعة مسيحيّة محددة، كي يكون لها عونًا لعيش إيمانها وفق متطلّبات الحاضر. وجميعنا يعلم أنّك وبالرغم من كلّ ضعف بشري تمسّكت بكلّ جوارحك بتعاليم المعلّم الأوّل السيّد المسيح. وكبطرس الرّسول تركت كلّ شيء وتبعته وبقيت أمينًا ومحبّـًا لرسالته."وتوالى المتحدّثون بهذه المناسبة، سيادة المطران بولس ماركوتسو (النّائب البطريركيّ للّاتين في النّاصرة)، الّذي حمل تهنئة من غبطة البطريرك فؤاد طوال، وسائر أساقفة وكهنة الكنيسة اللّاتينيّة الّذين أحبّوا هذا المطران. كما تحدّث سيادة المطران إلياس شقّور، والمحامي علي رافع (صديق المحتفى به)، والأب عطا الله مخّولي (كاهن رعيّة الرّوم الأرثوذكس في كفر ياسيف)، والقس فؤاد داغر (راعي الكنيسة الأنجليكانيّة في شفاعمرو). واستعرض الدّكتور جوني منصور مؤلّفات سيادة المطران المعلّم، وأمّا الأستاذ يوسف المعلّم (شقيق المطران)، فقد شكر باسم العائلة كلّ الّذين حضروا لهذه المناسبة وعملوا على تنفيذها، والّذين قدّموا تحيّتهم وعبّروا عن محبّتهم للمطران المعلّم.وتبادل غبطة البطريرك صبّاح والمطران المعلّم الهدايا من وإلى مركَز "اللّقاء".واختتم الاحتفال بكلمة للمطران المعلم وأشار فيها إلى أنّه كان مُمانعًا لإقامة هذا الحفل، وقال: "هناك حكمة تقول إن لم يكن ما تريد فأرد ما يكون، وذلك لأنّ الشّكر هو لله وحده، وهنا نحن نعتدي عليه، وأشكر كلّ من أشاد بي للأعمال والبناء وغير ذلك من خطابات وبلاغة وكتب. فأنا تعلّمت وربّيت وعلّمت كثيرين، فبماذا أفتخر؟ يا هذا أي شيء لك لم تنله، فإن كنت نلته فلماذا تفتخر كأنّك لم تنله. وهل أفتخر بما يسمّى إنجازات وأعمال عظيمة، كلّا، لأنّ القدّيس بولس يقول لو كنت أنطق بألسنة النّاس والملائكة ولم تكن فيّ المحبّة فأنا صنج يطنّ ونحاس يرنّ، وهكذا العالم اليوم."ومضى يقول: "لكن غيّرت رأيي ووافقت لأنّي أعتبر أنّ التّكريم ليس لي كشخص مكرّم، وجدت أنّ الرّوح البولسيّ هذا، الحوار مع الإسلام ومع المسيحيّين وغيرهم، ينمو ببيئة حاضنة له، واكتشفت ذلك تدريجيًا، إذ رأيت كثيرين يعملون من أجل التّقارب والمحبّة والتّفاهم والتّآخي، فشجعني هذا، ووجدت ذلك متوفّرًا في مركَز "اللّقاء"، هذا الصّرح الوطنيّ والإنسانيّ، يمكن أستطيع أن أكون مساهمًا بأقلّ ما لديّ، وبأكثر ما بوسعي، في هذا المركَز. وعندما كتبت لا لأي شيء بل للإنسان، لأن "ابن الإنسان"، أي يسوع، بالنّسبة لي هو الّذي حقّق الإنسانيّة. وكلّ كتاباتي وتصرّفاتي هي عن ابن الإنسان، وهذا يسوع ابن بلادنا، وهو يخصّنا كلّنا، وهو ليس لي أو لك فقط، بل لنا جميعًا." والمطران المعلّم المولود في 10.5.1928 في عيلبون لعائلة قدّمت 4 رجال للكهنوت وراهبة، درس الابتدائيّة في مدرسة السّالزيان في النّاصرة ثمّ حريصًا في لبنان حتّى المرحلة الجامعيّة، ثمّ جامعة ليون في فرنسا واليسوعيّة في بيروت. سيم كاهنًا عام 1955 في حريصا ودخل سلك التّعليم لمواضيع الأدب العربيّ، الفلسفة، علم الاجتماع، اللّاهوت، الأدب الفرنسيّ واليونانيّ واللّاتينيّ. واشترك مع الأب حنّا الفاخوري في وضع الكتاب الشّهير "تاريخ الأدب العربيّ". وتولّى إدارة مجلّة "الرّسالة" وإدارة الكليّة الإكليريكيّة الصّغرى والكُبرى في لبنان، ورئيسًا عامّـًا لرهبنة المخلصيّة البولسيّة حتّى رقي إلى رتبة الأسقفيّة وتمّ تعيينه عام 1990 رئيس أساقفة البرازيل في ساو باولو، حتّى عام 1998 حين أصبح مطرانًا على أبرشيّة الجليل.بدأ سيادته بإصدار "رزنامة المعلّم" منذ 1991 وحتّى يومنا هذا. وصدرت له عدّة مؤلّفات روحيّة أوّلها "الاقتداء بالمسيح"، ودينيّة ودنيويّة تواكب شؤون السّاعة، حيث كان يرصد التطوّرات السّياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة في بلادنا ويكتب فيها المقالات والدّراسات الّتي جمعها في مؤلّفاته.وشارك سيادة المطران المعلّم في عشرات المؤتمرات المسكونيّة المتعلّقة بشؤون الكنيسة وبتكليف من البابوات في روما، وكذلك في مؤتمرات الحوارات بين الأديان والتّقارب بين الشّعوب، ولا يزال نشيطًا في مؤتمرات مركَز "اللّقاء" الّتي يعقدها في بيت لحم إلى يومنا هذا.
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/137649937920152304043512"]