رجاء عمري
للمرّة الأولى في حيفا، يُقام يوم غدٍ السّبت في الـ 28 من آذار، ضمن نشاطات الحركة العالميّة لمناهضة الأپارتهايد الإسرائيليّ، مؤتمر الدّاخل الفِلَسطينيّ الثّاني لمناهضة الأپارتهايد الإسرائيلي، وذلك بمبادرة "فلسطينيّات – من أجل حراك وطنيّ ومدنيّ" – وذلك تحت عُنوان" فِلَسطين بين التطهير العرقيّ ونظام الأپارتهايد".يُذكر أنّه في إطار أسبوع مناهضة الأپارتهايد الإسرائيليّ، الّذي انطلق من كندا عام 2005، تُقام فعّاليّات في أكثر من 100 مدينة في أرجاء العالم؛ وفي داخل فِلَسطين تقام الفعاليّات في غزّة ورام الله وحيفا؛ وكذلك في عمّان تحت عُنوان "حاصر حصارَك".وسيوفّر المؤتمر فرصة لمناقشة سؤالين في غاية الأهميّة: (1) هل تعريف النّضال كنضال ضدّ الفصل العنصريّ) الأپارتهايد) ولأجل المساواة، يأتي على حساب تعريفه كنضال ضدّ الاستعمار ولأجل التحرّر الوطنيّ؟ (2) إذا كانت العمليّة السياسيّة الجارية منذ أوسلو لم تحقّق السّيادة والحريّة والعدالة والديمقراطيّة والمساواة، فما الّذي ينبغي على الشّعب الفِلَسطينيّ عمله اليوم، ليجترح من جديد مشروع تحرّره الوطني؟
* في وادي الصّليب – فنّ وغناء جماعيّ، استحضار الغيّاب وروح المكان
وحيث كان التّطهير العرقي لفِلَسطين واقتلاع الإنسان الفِلَسطينيّ من بيته وأرضه هو العلامة الأبرز لتوجّه إقامة نظام استعماريّ يعتمد الفصل العنصريّ في فِلَسطين، فسوف يفتتح المؤتمر فعّاليّاته منذ السّاعة 10:00 صباحًا بنشاط فنيّ شعبيّ في حيّ وادي الصّليب، ينطلق من أمام بيت عائلة كنفاني المهجّرة من وطنها.في هذا الإطار ستقوم الفنّانة رنا بشارة بإطلاق عمل فنيّ، عبارة عن جداريّة تفاعليّة يشارك فيها الحضور من جميع الأجيال، وخاصّة طلّاب المدارس. كما سيستضيف المؤتمر مجموعة من الأحداث الحيفاويّين حول تجربة رائعة كانوا قد شاركوا فيها عام 2013 في ذكرى النّكبة، حيث "جهّزوا" بيوتَ وادي الصّليب لعودة أصحابها "اللاّجئين"، فقاموا بتنظيف المنزل وطلاء جدرانه وتأثيثه، وتيمّنًا حضّروا حتّى فطور العائدين: علّقوا مناقيش الزّعتر على حبل غسيل في شرفة المنزل!! – سيحدّثوننا عن التّجربة ونستعيدها معًا.
* منصّات سياسيّة فكريّة ومعرَض صوَر
ضمن المنصّات السّياسيّة والفكريّة، ضمن القسم الثّاني من المؤتمر، والّتي تنطلق في مسرح "الميدان" السّاعة الثّانية والنّصف ظهرًا، سوف يُفتتح المؤتمر بكلمة الافتتاح الرئيسيّة من د. سلمان أبو ستّة (مؤسّسة "العودة" – لندن) عبر الـ"سكايپ"؛ ثم يتمّ تناوُل مسيرة التّسوية السياسيّة للنّزاع الفِلَسطينيّ – الإسرائيليّ منذ أوسلو، القائمة على فكرة" الدّولتين"، الّتي أنشأت مفهوم "الأقليّة العربيّة" في دولة الأغلبيّة اليهوديّة وصاغت خطاب حقوق خاصّ بأجزاء منفصلة من الشّعب الفِلَسطينيّ؛ كذلك سيتمّ تناول مميّزات النّظام السياسي القائم في كلّ فِلَسطين اليوم، وعلاقته بسياسات "التّقسيم – والتّوحيد الاقتصادي"، وهل يستجيب لتعريف "الأپارتهايد". ثمّ ستطرح تصوّرات لتوحيد النّضال في حركة الشّعب الواحد. وستخصّص منصّة تتناول دور الحراكات الشّبابيّة، والحركة الثّقافيّة الفنيّة في مقاومة الاستعمار ومناهضة الأپارتهايد.وفي إطار المؤتمر، يستضيف "الميدان" معرض صوَر فوتوغرافيّة، يوثّق التّهجير القسري في المناطق المصنّفة (ج) في الضفّة الغربية، بادرت إلى تنسيقه مؤسّسة "بديل" من بيت لحم؛ ويستمرّ المعرض مفتوحًا طيلة ثلاثة أيّام من 26 – 28 آذار. كما يتمّ في نفس الليلة، وبعد إغلاق المؤتمر، العرض الأوّل لمسرحيّة "1945"، والّتي تتناول الحياة في القرية الفِلَسطينيّة ما قبل النّكبة والتّطهير العرقيّ في فِلَسطين.
)الصّور بلطف عن موقع "بكرا")
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/47609005720153103103027"]