حسين اغبارية
مدير جمعية التطوير الاجتماعي-حيفا
المرأة ، الأم
صادف قبل أيام عيد المرأة العالمي الذي أعلنته الأمم المتحدة لإحياء مسيرات وتظاهرات لملايين النساء والرجال في أنحاء أوروبا جرت في العام 1911 مطالبة بالمساواة بين الجنسين في كل المجالات، في العمل والسياسة والمجتمع وغيرها. ومن يومها وأعيننا على هذه القضية، نريد أن نرى المساواة بين الجنسين، وقد تحققت في كل المجتمعات. ننتهز هذه الفرصة لنربط بين هذه المناسبة وبين مناسبة أخرى هي عيد الأم الذي يُصادف هذا الشهر أيضا. المرأة الأم هي نصف المجتمع الذي ينبغي أن يأخذ كامل دوره في العمليات الاجتماعية كافة.صحيح أن المناسبتين جاءتا لتذكر مملكة الرجولة والمجتمعات الذكورية بالمرأة في أدوارها المختلفة، وبوجوب إحقاق حقوقها وإنصافها، ومع هذا فإننا نرى في المناسبتين فرصة للمعايدة. فكل الورود لأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وجداتنا. كل التقدير وكل الاحترام لما يصنعنه لنا في هذه الحياة التي تحضّرت على أيديهن وأصواتهن وحضورهن معنا. ما من حياة أحد تكتمل بدون المرأة في أحد أدوارها. هذا ناهيك عن البُعد الأخلاقي الذي يوجب على كل رجل، صغيرا كان أم كبيرا، أن يأخذ المسؤولية مع المرأة في إنصافها، وتوفير أفضل الشروط لحياة حرة وكريمة لها. نظرة متأنية إلى حياتنا كمجتمع ستكشف لنا أي دور رئيس وهام وجدي تلعبه المرأة، وأي إنجازات تحقق في كل مجال ومجال. نأمل أن يأتي يوم تحظى فيه المرأة بحقوقها كاملة في كل شيء لكن الأهم أن نعمل من أجل هذا اليوم. وعلينا جميعا صغارا وكبارا أن تشكل هذه الاحتفالات بالمرأة والأم رمزا للعطاء والربيع والمتجدد والتضحية التي لا تنضب عند أمهاتنا، ونختتم بما قاله أحد الحكماء: قلب الأم كعود المسك، كلما احترقَ فاح شذاه
في صفّ شعبنا دائما
يتماشى تشكيل القائمة المشتركة مع تطلع شعبي عام إلى توحيد القيادات وتشكيل المرجعية الجامعة والإرادة الجماعية كجزء من التموضع الأفضل مقابل الدولة وسياسات الإقصاء والتمييز. بل كل استطلاع للراي أجريناه نحن في الجمعية بين أهلنا في حيفا أشار إلى وجود هذا التطلّع وبقوة. من هنا أهمية أن نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار لدى تحديد موقفنا من الجولة الانتخابية ومن القائمة المشتركة تحديدا.لا ننظر إلى القائمة المشتركة نهاية السياسة عندنا ولا اختزالا لها بل هي حلقة من حلقات نشاطنا وعملنا السياسيين. وهناك حلقات أخرى تتجسّد في الحكم المحلي وفي مرجعيات جامعة كلجنة المتابعة وفي أطر ومنظمات محلية ومؤسسات المجتمع المدني. كلها مجتمعة تشكل المشهد السياسي وكلها مجتمعة تشكل القوة السياسية للعرب الفلسطينيين في إسرائيل. ومن هنا أهمية ألا نحمّل القائمة أكثر مما تحمله من دور وهو في رأينا هام وتاريخي على صعيد تجربة مجتمعنا. من شأن تشكيلها وعملها ونجاحها انتخابيا وبعد الانتخابات أن يكون فاتحة لمرحلة جديدة من الانتظام السياسي والممارسة السياسية. بل ينبغي لهذا البناء إذا ما ترسّخ أن ينعكس على شكل تعاملنا كمجتمع مع مواضيع أخرى داخلية وفي رأسها العنف والتفكك أو البناء والتطوير وتعاون القوى في البلدة الواحدة والسلطة المحلية الواحدة.ولا ننسى طبعا في أي دولة نعيش، وما هي التحديات ومَن هم الخصوم. في جو عنصري موبوء وسياسات إقصاء واضطهاد لا بدّ من سقف تنظيمي للأقلية العربية، والأفضل أن يجسّد إرادة جامعة في أقصى حد ممكن. إن القائمة المشتركة تجسّد قدرة مجتمعنا على تشخيص نقاط الاتفاق والمُشترَك وتغليبها على نقاط الاختلاف. وهذا، في سبيل التموضع بشكل أفضل أمام موجات العنصرية التي لا بدّ قائمة.أما بالنسبة للعبة الانتخابية فتُبرز أهمية أن يخرج المواطنون العرب للتصويت لأن مجرّد الجلوس في البيت مقاطعةً أو تكاسلا، من شأنه أن يصبّ في خانة الخصوص العنصريين، وهم كُثر في هذه البلاد لأسفنا الشديد. ليس لنا متسع من دمقراطية أو طمأنينة، فنقاطع عملية الاقتراع، لأن شيئا هنا أو هناك لا يُعجبنا. ولا يُمكننا التنظير لمقاطعة في أجواءٍ اختار غالبية مجتمعنا أن يُشارك ويؤشّر الحقل بقوة إلى عدم إسقاط إمكانية المشاركة في حكومة من الحسبان.إن مجتمعنا، وهذا ما نلمسه وتؤكّده استطلاعات الرأي، يريد أن تتحسن شروط حياته ومستوى معيشته. كل واحد يريد أن يتحسن موقعه الذي وصل إليه بجد واجتهاد. كل واحدة تريد لأسرتها ولنفسها العيش الحرّ الكريم. كل شاب يريد فرصة بناء بيت وكل سلطة محلية تريد إنجاز خرائط مفصّلة للتطوير والإعمار، كل خريجة وكل خريج جامعة يريد فرصة عمل ذهبية ـ هذه احتياجات يومية تأتي القائمة لتُجيب عليها وتحاول تحقيقها. وهي القائمة التي تشكل سدّاً منيعا أمام العنصرية ومن موقع قوة. وهي القوة السياسية التي ستشدّ لجهة شعبنا ونيل حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل الذي نطمح إليه جميعا.لأجل كل هذا لا بدّ لنا من الوقوف في صفّ شعبنا إلى جانب قائمته كجزء من واجب وكممارسة لوعي سياسي وفعل مؤثّر. من موقع إدراك وعقلانية لا من موقع تعصب أو رومانسية.
العنف يرفع رأسه
من مرة لمرة يرفع العنف رأسه أكثر مما ينبغي. كان آخر المرات احداث هذا الاسبوع التي تعرض بها أحد الطلاب إلى إطلاق نار. وهي ليست المرة الأولى التي يطل العنف علينا من أحيائنا وشوارعنا مهما كانت أسبابه ودوافع منفذيه، فالنتيجة واحدة والضحية قد تكون بريئة! لا نريد تعداد الجرائم وحوادث العنف التي طرأت في الآونة الاخيرة لكننا لا نزال نذكرها ونذكر ضحاياها. وعلينا أن نظلّ بيد على النبض حيال الظاهرة التي إذا انفلتت فقد تتحول إلى كارثة في مجتمع يستحق أفضل حياة وأفضل مستقبل لأبنائه.ولأننا لا نؤمن بالنوايا وحدها فإن علينا أن نكرر دعوتنا للعمل، كل واحد من موقعه وفي مؤسسته، فالأب والام في البيت والمعلم في الصف ورجل الدين في المسجد والكنيسة. كل مناّ يتحمّل مسؤولية التصدي للعنف وأسبابه ومُحدثيه، ولو كانت هذه المسؤولية محدودة. لكن الشرطة هي أول من يتحمّل المسؤولية عن لجم الظاهرة والحدّ منها. وهي لا تقوم بالكفاية من العمل في هذا الباب. وعلينا نحن أن نربي ضد العنف ومظاهره. قد تكون المدارس مكلّفة بذلك من حيث ضلوعها بتنشئة الأجيال لكن لكل مؤسسات المجتمع أدوارها في هذا.لا بدّ من تشبيك وتعاون وتنسيق حتى تثمر الجهود في الحد من الظاهرة. واقتراحنا ألا تنحصر زاوية نظرنا في كيفية الحد من العنف، بل أن تتسع لترى أهمية البناء والتطوير والعمل على الإنسان، والقيم الحضارية كجزء من عملية البناء الحضاري لمجتمعنا، باعتبار ذلك وقاية من العنف وأشكاله، أو الحد من أسبابه. فمواجهة العنف تتطلب ليس معالجته بل التربية الاجتماعية على قيم إنسانية هي نقيض للعنف ودلالاته.في مرات سابقة شهد فيها مجتمعنا حالات عنف، لمسنا تحمّسه للردّ بفعل ونشاط ما. وقد شهدنا فعلا أكبر تظاهرة عربية في حيفا في السنوات الأخيرة ضد العنف. ونعرف أن في مجتمعنا طاقات هائلة يُمكن أن تنزل إلى الساحة في نشاطات درءا للعنف. وما علينا سوى تنظيمها. وأملنا في الجيل الشاب أكبر من خوفنا من العنف.
حيفا في وجدان الشاعر راشد حسين
جنتي حيفا
أتيت الطّب في نيويورك
أطلب منه مستشفى
فقالوا:
أنت مجنون
أمامك جنة الدنيا
ولست ترى سوى حيفا.
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/55662190020151503103444"]