المحامي عودة: سأفتح مكتبا برلمانيا في حيفا لخدمة الأهالي
· نحن نحمل على أكتافنا هموما كبيرة
· وضعت برنامجا لعشر سنوات لإغلاق الفجوات المدنية بين العرب وبين اليهود
· سنعلن عن مسيرة من الناصرة إلى القدس طيلة سبعة أيام بمشاركة آلاف العرب واليهود
· نحن العرب داخل إسرائيل بين المطرقة والسدان
· إن بين 8-9 أشخاص من عشرة يؤيدون القائمة المشتركة
· بنينا في القائمة المشتركة برنامجا سياسيًا واجتماعيًا من 60 نقطة واتفقنا عليه
· من شيم حيفا أنه بعد وصول الإنسان إليها يومًا واحدًا يصبح مواطنًا فيها بنسبة مائة بالمائة.
· يجب أن نقترع لكي نمنع اليمين من تشكيل الحكومة القادمة.
· درء المفاسد أولى من جمع المنافع.
· يجب التصويت للصوت الصافي وليس للصوت العكر
حاوره الإعلاميّ نايف خوري
الحملة الانتخابيّة على أشدّها في الأسبوع الأخير قبيل الانتخابات، والمحاولات جادّة لإحضار أكبر عدد من المقترعين إلى الصناديق يوم الثّلاثاء القادم. التقينا بالمحامي أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة بلقاء خاص واستمعنا إلى برامجه ومشاريعه الحاضرة والمستقبليّة.
– ما هي القضايا التي ستعالجونها من خلال عملكم في الكنيست؟
– واقعنا مركّب، ويتطلّب منا أجوبة مركّبة، نحن لسنا مجرّد أقلية قوميّة، لسنا مثل الفرنسيين في كندا، إقليم كوبيك، أو مثل جنوب تيرول في إيطاليا، لدينا خصوصيّتنا، نحن أيضًا أقليّة قوميّة، ونحن أيضًا أهل هذا الوطن، ونحن جزء من شعب فلسطينيّ، والدولة التي نحن فيها تحتل هذا الجزء من الشّعب الفلسطينيّ، نحن نحمل على أكتافنا همومًا كبيرة، وهذا يتطّلب أجوبة في أكثر من مضمار. أريد أن أركّز على قضيّة عينيّة وهي العرب داخل إسرائيل. لدينا خطّة واضحة لأنّنا مجموعة قوميّة تستحقّ حقوقًا قوميّة، وليس إنسانًا كريمًا من يتنازل عن حقوق شعبه القوميّة، إلى جانب ذلك يوجد الهمّ اليومي للناس، وقضايا حياته المعيشية، إنّها القضايا المدنيّة، أنا جمعت هذه القضايا، وإذ بها ثمانون قضيّة، السلطات المحليّة، مناطق النفوذ التشغيل، تشغيل النساء، سحب السلاح من أيدي المواطنين، وقف العنف، المواصلات العامة في القرى العربية، قضايا القرى غير المعترف بها في النقب، أحصيتها وهي ثمانون قضية مدنية حياتية. ووضعت برنامجا عشريا، لعشر سنوات لإغلاق الفجوات المدنية بين العرب وبين اليهود، جزء من القضايا ستستغرق معالجته ثلاث سنوات وجزء سبع سنوات، وجزء عشر سنوات. ولكن هذه القضيّة مهمّة بالأساس للجماهير العربيّة، ولكن ليس فقط بل للجمهور اليهودي، العربي الذي يعمل يدفع الضرائب، وهذا جيد لكل المواطنين، والعربي الذي لا يعمل ويحصل على مخصّصات تأمين وطني هذا سيء للعرب وسيء لليهود. وهدف الخطة التي آتي بها جيدة لكل المواطنين في هذا البلد. برأيي لا يكفي أعضاء الكنيست لأجل الموافقة عليها، وهذا يتطلب نضالًا، وبعد سنة من اليوم سنعلن أننا نريد أن نقوم بمسيرة، نسميها مسيرة مارتن لوثر كينغ، من الناصرة وحتى القدس، طيلة سبعة أيام، سنكون عشرات آلاف العرب واليهود أيضًا، سنرفع شعارات مقبولة على الجميع، ونطالب بالمساواة ولا أقل من المساواة، خطة عشريّة لإغلاق الفجوات المدنية، الديمقراطية والعدل الاجتماعي للجميع، شعارات مقبولة لدى الجميع، سنشارك في هذه المسيرة، وبرأيي ستنال أهميّة إعلاميّة فائقة، وستؤيدها قطاعات واسعة من الجمهور اليهودي، الخطة عينية وبرأيي ذكية، من أجل انتزاع الحقوق المدنية، وماذا مع الحقوق القوميّة؟ قلت رأيي، ليس إنسانًا كريمًا من يتنازل عن هذه الحقوق. وماذا أقصد بالحقوق القوميّة، قضية النكبة، قضية المهجرين، قضية الأراضي المصادرة، قضية الحكم العسكري، مجزرة كفر قاسم، كل هذه الحقوق التّاريخيّة. دولة إسرائيل يجب أن تعترف بالغبن التاريخي والعمل على إصلاح الغبن التاريخي. ولكني أعرف ماذا يمكن أن يتحقّق بعد سنة أو سنتين، وماذا يمكن أن يتحقق بعد ذلك. لا أريد أن أخلط كلّ القضايا مع بعضها البعض، لكي أسمح للمؤسسة أن لا تنفذ القضايا الأولية، بل أطالبها بتنفيذ القضايا الأوليّة فورًا، ونحن سنواصل المطالبة بسائر القضايا.قلت إنّ قضيّتنا مركّبة، قضية الشّعب الفلسطيني، لا يمكنني أن أكون في الكنيست ولا أتحدّث عن هذا الشّعب، الذي حلم قبل مائة عام بإقامة دولة على كامل التراب الوطني، وبعد النكبة فالنكسة وكامب ديفيد وافق على 22% من الوطن التاريخي، فكيف لا أقف إلى جانب هذا الشّعب، أنا أعرف أنهم يتهكّمون على أعضاء الكنيست العرب، أنظروا إلى هذه المقولة، بينما نحن لم نقل أبدًا أعضاء الكنيست اليهود، لأنّنا مجموعة متجانسة كليًا. وهذه نظرة تتضمّن العنصريّة، وتتطلّب موقفًا أحاديًا من الجميع، ورغم ذلك يتّهموننا أننا نهتم بقضية الشّعب الفلسطيني، على حساب قضايا الجماهير العربيّة.
أنا أريد أن أقول إنّ الذي لا يهتم بالمناطق المحتلّة، وبقضية الشّعب الفلسطينيّ ليلًا ونهارًا، ويضع المليارات هناك هي إسرائيل. هم يفعلون كلّ الجرائم في المناطق المحتلة ويتّهموننا أننا نحن مشغولون بقضية الشّعب الفلسطينيّ. لكننا نقول إنّنا سننشغل أيضا بقضية الشعب الفلسطيني، بالأساس من أجل الشعب الفلسطيني ولكن ليس فقط، بل من أجلنا نحن هنا. قبل عدّة أشهر كان العدوان على غزة، أنظر إلى العلاقات بين العرب واليهود، كان العرب يلاحَقون في الشّوارع، ومنهم من طُرد من عمله، وهناك من لوحق لأنّه وضع "لايك" في الفيسبوك. كلّ الوقت الذي نشهد فيه صراعًا بين الشّعب العربيّ والفلسطينيّ وبين إسرائيل سنبقى نحن العرب داخل إسرائيل بين المطرقة والسدان. نحن أصحاب مصلحة مضاعفة لينتهي هذا الصراع. إذا سألت عربيًا ما هي أفضل مرحلة مررت بها، سيقول لك سنوات التّسعين، وإذا سألت رؤساء السّلطات المحلية العربية متى حصلتم على أموال من الحكومات بصورة جيّدة سيقولون لك في سنوات التّسعين بداية السّلام. في عهد السّلام، السّلام هو مصلحة مباشرة للفلسطينيّين أيضًا داخل إسرائيل، فهذه القضايا كلّها مترابطة ونحن سنهتم بها جميعًا.
– هل تعتقد بأنّكم استنفدتم الجهود لإحضار أكبر عدد من النّاخبين إلى صندوق الانتخابات؟
– هذه الانتخابات يوجد بها شيء يبدو غريبًا. نحن اعتدنا أن نتنافس فيما بيننا، وهذه الانتخابات تتميّز بعدم وجود هذا التّنافس الداخلي، ويوجد شبه إجماع حول هذه القائمة. ولكن عندما ألتقي الناس أقول إنّ بينهم 8-9 أشخاص من عشرة يؤيّدون القائمة المشتركة. والهدف المطلوب رفع نسبة التّصويت. أنا أتحدّث الآن إلى صحيفة "حيفا"، وحيفا تتميّز عن القرى العربية بأنها مجتمع مدني فردانيّ، ولا يعرف كلّ الناس بعضهم بعضًا، بخلاف القرى. وهذا يعني أننا لا نستطيع الوصول مباشرةً إلى كلّ إنسان، لهذا أريد من خلال صحيفة "حيفا"، الصّحيفة الوطنيّة، المؤثّرة في مدينة حيفا، أن أهيب بكلّ من يقرأني الآن وأتحدّث مع أهلي وجيراني ومعارفي من أجل زيادة نسبة التّصويت. وأن يكون الأوّل ورئيس القائمة ابن مدينة حيفا، فهذه مسؤوليّة كبيرة، وأشعر أنّ هذه المدينة يجب أن تكرمنا، يجب أن تكرّم هذه القائمة، وأنا واثق من مواقف أهالي حيفا، ومن انتماء الأهالي، واثق أنّنا سنحصل على نتيجة غير مسبوقة.
– كنت قد صرّحت قبل سنتين بأنّك ستفتح مكتبًا برلمانيًا في مدينة حيفا..
– أنا عند التزامي ووعدي، بحيث سأقيم مكتبًا برلمانيًا في حيفا، أستقبل به النّاس، وأعالج قضايا النّاس. وكوني ابن هذه المدينة، سأكون قريبًا من قضاياهم المحليّة. وكما كنت عضوًا في بلديّة حيفا، وأعرف الهموم اليوميّة، أعرف ماذا يؤرق المواطن الحيفاويّ. برأيي إنّ الدمج بين هذا البُعد المحليّ والبُعد البرلمانيّ من شأنه أن يفيد أهالي حيفا على المستوى الفرديّ والجماعيّ.
– ما هي أهم القضايا المحليّة لسكّان حيفا التي ستعالجها؟
– عندما كنت عضوًا في بلديّة حيفا كنت أرجع إلى الناس وأقول لهم: أرغب بمساعدتكم، ولكن القانون لا يسمح لي، لأنّ القانون جائر. ولكن الآن سأكون في مكان التشريع الأساسيّ في إسرائيل، وبما أنّي مختصّ بقضايا ("الأرنونا") ضريبة السّكن، والتّخطيط والبناء، حيث كنت عضوًا لخمس سنوات في لجنة التّخطيط والبناء البلديّة، وكتبت كرّاستين ووزعتهما على أهالي حيفا حول قضايا مختلفة من "أرنونا" ومياه ولوائح طرق وتخطيط وبناء، فأنا ملمّ علميًا بهذه القضايا وأنا محامٍ أيضًا. فبما أنّي سأكون في الكنسيت، طبعًا سأقدّم اقتراحات قوانين عينيّة، من أجل تغيير بعض القوانين الجائرة بحق الطبقات المستضعفة. وطبعًا الرابح الأكبر منها هي الجماهير العربيّة، كون ثلثا الأطفال الفقراء في إسرائيل هم من العرب.
– هل ستكون الانتخابات مرحليّة للدخول إلى الكنيست، ثمّ نعود إلى الانقسام ونتخلّى عن الوحدة؟
– جاء هذا التحالف سريعًا، قد يقول قائل إنّه بسبب رفع نسبة الحسم، وكان باستطاعتنا أن نظهر كقائمتين تستطيعان عبور نسبة الحسم، ولكنّنا قررنا إراديًا العمل معًا هذه المرة. والتعددية التي من المفروض أن تكون ظاهرة صحيّة وظاهرة إثراء، تحوّلت إلى ظاهرة كيديّة وإلى مناكفات، وأصبحت الحزبية هي التنظيم القبلي في القرن العشرين والواحد وعشرين. لهذا أردنا معادلة مغايرة، بأن تشمل الجميع، وكانت انتخابات النّاصرة الأخيرة هي الأكثر إيلامًا، وكان باستطاعتنا أن نقول العين بالعين، ولكن هذه المقولة قد تقودنا في النهاية لأن نصبح كلّنا عميانًا. لهذا أردنا هذه التجربة الفريدة التي تجمع الكل. واكتشفنا أنّنا كنّا أقرب إلى بعضنا البعض أكثر مما كنّا نتصوّر. وبنينا برنامجًا سياسيًا واجتماعيًا من 60 نقطة، واتفقنا عليه. من الواضح أنّ أيديولوجيّاتنا البعيدة المدى هي غير متفقة، ولكن الأجواء في دولة إسرائيل، لن تمكّنا من تحقيق أيديولوجياتنا هذه قريبًا. وفي هذا الوقت يجب أن نؤكّد على هذه الوحدة المشتركة، لا سيما أنّنا كلنا مهددون، ومقصون ومبعدون، يريدون إخراجنا من الملعب السّياسيّ. ونحن قررنا الخوض في كلّ الملاعب، ليس في الدوحة، إنّما في "بلومفيلد" أيضًا، وتسجيل أهداف في "تيدي" في "المالحة"، نريد أن نكون في كلّ ملعب لأنّنا نشكّل 20% من المواطنين، فلماذا نعزل أنفسنا ويقترع 50% من اليهود، ولذا يجب أن نضع كلّ الثقل كي نكتفي بواحد وثلاثين بالمائة من اليهود، ونحن عشرون فنصبح 51%. لنتذكّر دائمًا القرارات السّلبية في إسرائيل كالحرب، والتّمييز كلّها تتجاوز الجماهير العربيّة، ولكن قرار السّلام، قرار المساواة، قرار الديمقراطيّة والعدل الاجتماعي، لا يمكن أن يتمّ أو يمرّ دون العدد الكمّي والنوعيّ للجماهير العربيّة. نحن نعرف أنّنا لوحدنا لا نستطيع، لكن بدوننا لا يمكن. لنلقي كلّ هذا الوزن الثّقيل في المعترك السّياسيّ والاجتماعيّ.
– من خلال تجربتك ماذا تقول لسكّان حيفا من إقرث وبرعم وسحماتا وكافّة القرى.
– أوّلًا أن من شيم حيفا أنه بعد وصول الإنسان إليها يومًا واحدًا يصبح مواطنًا فيها بنسبة مائة بالمائة. ولكن كلي انتماء لهذه المشاعر النبيلة بالعودة إلى القرى المهجرة. وكنت في إقرث وبرعم عشرات المرّات في السّنة الأخيرة، ونمت فيهما. وأهالي الساحل الفلسطيني مثل الطيرة، وإجزم تربّيت معهم في الكبابير. والكبابير كانت قبل 48 تابعة لطيرة حيفا، وأهل الطيرة قدموا لنا أجمل بقعة في فلسطين، وقبل أسبوع زرت معرضًا مميزًا عن سحماتا للفنانة إيلين خوري ابنة سحماتا، ويجب أن نميّز بين قضية إقرث وبرعم وسائر القضايا. لأنّه توجد سابقة قانونية، أي يتوفر البعد المدني، هناك فرق عملي أيضًا حيث لمسنا من قبل تجاوبّا ما بقضية إقرث وبرعم، والمطلوب هنا المزيد من المثابرة والعلمية لننجز إنجازًا تاريخيًا في هذا المضمار. وبالنسبة لسائر المهجرين، أولا، يجب على إسرائيل أن تعترف اعترافًا أخلاقيًا بهذه الجريمة أو النكبة، تشريد النّاس. ثانيًا، يجب الوصول إلى حلول حقيقيّة. فلماذا لا يعود الأهالي إلى قرية لم يتغيّر عليها شيء؟ انظر إلى قرانا العربيّة أصبحت قرى باطون، لا يوجد خضرة ولا زقزقة عصفور، خسرنا القرية ولم نربح المدينة، نعيش في مجمّعات مشوّهة، فهل هذا يضر دولة إسرائيل حقًا؟ بالعكس تمامًا. ولذا لا يجوز أخلاقيًا ووطنيًا ومدنيًا التنازل عن هؤلاء النّاس.
– وماذا تقول للمشكّكين في هذه الانتخابات؟
– إنّ حكومة اليمين هي أكثر حكومة حرّضت علينا، أنا نشأت لعشرين عامًا أدرس في كتب المؤرّخ إميل توما. كنت أقرأ أنّ عن السلطة أنّها تعتبر الخطر الحقيقيّ على دولة إسرائيل ليس الفلسطينيين داخل الضفة والقطاع، إنّما هم العرب من داخل إسرائيل. ويعود بنا هذا القول إلى المتطرّفين وإلى قطع الرؤوس، كما كانت أجواء أوروبا في الثّلاثينيّات من القرن الماضي. هذه الأجواء من شأنها أن تشكّل خطرّا وجوديّا علينا، ونحن يجب أن نقترع لكي نمنع اليمين من تشكيل الحكومة القادمة. ودرء المفاسد أولى من جمع المنافع. ومطلب السّاعة اليوم هو أن نضع كلّ الثقل من أجل منع اليمين من تشكيل الحكومة القادمة. ولذا يجب التّصويت للصوت الصّافي وليس للصوت العكر.
تصوير وائل عوض
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/41909338920151303115316"]