الأستاذ فتحي فوراني رئيس اتحاد”الكرمل” للأدباء الفلسطينيِّين في الداخل

مراسل حيفا نت | 25/02/2015

    أجرى اللقاء: حاتم جوعيه – المغار – الجليل

 

الكاتبُ والأديبُ المعروف الأستاذ فتحي فوراني وُلِدَ في مدينة حيفا في وادي الصليب. وأصلُ عائلتِهِ من مدينة "صفد" الجليلية. سكنت العائلة مدينة حيفا فترة قصيرة زمن الانتداب، وبعدها عادت إلى مسقطِ رأسها "صفد" وبقيت حتى عام 1948 وبعد النكبة هُجِّرت العائلة وسكنت مدينة الناصرة .. وفيها نشأ وترعرعَ  وأكملَ دراسته الابتدائية والثانوية في المدرسة الثانويَّة البلدية. بعد تخرُّجِهِ عمل في التدريس في عدَّةِ مدارس ابتدائية في الناصرة وفي القرى المجاورة، ثمَّ انتقلت العائلة للسكن في مدينة حيفا عام 1963. وهنا عما موظفًا في أحد المصارف لست سنوات تقريبًا، وفي نفس الوقت كان يتلقى تعليمه في جامعة حيفا، حيث أنهى دراسته للقب الأول باللغةِ العربيَّة وتاريخ الشرق الأوسط. وبعد ذلك تابعَ دراسته في الجامعةِ العبرية في القدس وحصلَ على الماجستير في اللغة العربيَّةِ. ثم التحق بالكليَّةِ العربيّة الأرثوذكسيَّة في حيفا لتدريس للغة العربية أكثر من 30 سنة، حتى خرج للتقاعد المبكر عام 2004 لأسباب صحية. كما عمل، محاضرًا للغةِ العربيَّة في الكليَّة  الأكاديمية للتربية "أورانيم". والأستاذ فتحي كاتبٌ وأديبٌ وناقد ولهُ العديدُ من المؤلفاتِ. كما كان سكرتيرًاَ لجمعيَّةِ "المبادرة" العربية للدفاع عن المقدسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة. وعملَ محرِّرًا أدبيًا في الملحق الثقافي لصحيفةِ "الاتحاد". وأشغل العديدَ من المناصب الهامَّة، مثل نائب رئيس بلديَّة حيفا وعضو  بلديَّة من قبل الجبهة، وهو عضوٌ ناشطٌ في "نادي حيفا الثقافي" الذي يعمل تحت رعاية المجلس الملي الأرثوذكسي، وفي عدَّةِ مؤسساتٍ ثقافيَّة واجتماعيَّةٍ في حيفا وخارجها. ويترأسَ مؤسسة  "محمود درويش" للثقافةِ والإبداع في الجليل ومركزها في كفر ياسيف. وقد انتخبَ الأستاذ فتحي فوراني مؤخَّرًا رئيسًا لإتحاد "الكرمل" للأدباء الفلسطينيين في الداخل. وللأستاذ فتحي العديد من المؤلفات التي نشرت في بلادِنا والخارج: دفاعًا عن الجذور (وثيقة). سيناريو الفيلم الوثائقي "نداء الجذور" المبني على كتاب "دفاعًا عن الجذور"، بالاشتراك مع المخرج د. ناظم شريدي. المساعد في تاريخ العرب القصصي.  امتحانات في قواعد اللغة العربيَّة. "أقواس" في النص الأدبي والثقافي وقواعد اللغة العربية، "حلول" لكتاب "أقواس" في النص الأدبي والثقافي وقواعد اللغة العربية. مختارات من القصة القصيرة، "أورانيم". مختارات من الشعر القديم. مختارات من الشعر الحديث. كتاب "الأخطاء الشائعة" في اللغة العربية. عن العبريَّة: دكتور جيكل ومستر هايد، روبرت لويس ستيفنسون القدس. "مسيحيون ومسلمون تحت خيمة واحدة". "بين مدينتين- سيرة ذاتية"-

   مَن من الكتابُ والنقاد الذين كتبوا عنكَ وتناولوا كتاباتكَ في أبحاثهم ودراساتهم؟

–       لا أستطيع أن أتذكر جميع الأسماء.. ولكن يحضرني على سبيل المثال لا الحصر أسماء الإخوة والأساتذة : د. أسعد عبد الرحمن ود. حمزة  ذيب مصطفى وأحمد أيوب أيوب (ابن سحماتا- صيدا- لبنان) والشاعر الفلسطيني  أحمد  دحبور ويوسف ناصر وحنا أبو حنا ود. إميل توما وعلي عاشور ود. سميح مسعود وجواد بولس ود. شكري عراف ود. بطرس دله ود. راوية بربارة ود. جريس سعد خوري ود. حاتم خوري والشيخ نمر نمر وموسى أسعد عودة وجعفر فرح وعصام مخول وحسين إغبارية وسليم نحاس  وشكيب جهشان ود. منير توما، وشاكر فريد حسن وعبد الخالق أسدي وسهيل عطا الله    ود. نبيه القاسم ومحمد علي طه ورياض مخول ووليد الفاهوم ورياض بيدس وحاتم  جوعيه وغيرهم.

  رأيُكَ في مستوى الأدب المحلي مقارنة مع المستوى في الدول العربية؟

–       هنالك مستوياتٌ مختلفة، وعندنا نصوص راقية في الشعر والقصَّة القصيرة والرواية والنقد، وبعضها يضاهي ما ينشر في العالم العربي ويتفوق عليه أحيانًا.

  ما رأيُكَ بمستوى النقد المحلي؟ وهل لدينا نقدٌ محلي موضوعي على مستوى راق أم لا؟

–       عندنا نقادٌ محليون مبدعون بشكل عام، وإن تفاوتت مستوياتهم وتنوعت أساليبهم ومدارسهم النقدية. نحن نحترمهم جميعًا ونقدر عطاءهم الأدبي الذي يساهم في بناء اللوحة النقدية. وهنالك آخرون كتبوا مقالات نقدية "موسمية" ولم يواظبوا وانتهوا إمّا إلى مجالات الإبداع الأخرى، وإمّا إلى الاعتكاف والانقطاع عن المسيرة النقدية والأدبية

   انتخبتُ مؤخّرًا رئيسا لإتحاد "الكرمل" للأدباء الفلسطينيِّين في الداخل. هل لك أن تحدثنا عن ميلاد هذا "الاتحاد"؟

–       بتاريخ 19- 6 -2014 عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد في مدينةِ حيفا، في قاعة كنيسة القديس يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس. فقد تنادى  لعقده  الأدباء والكتاب والشعراء غير المؤطرين في إطار أدبي آخر، ويشكلون أكثر من 150 أديبًا وكاتبًا وشاعرًا، وقد تمَّ انتخاب الرئاسة بالإجماع كما تمّ انتخاب نائب الرئيس والأمين العام وسكرتير الاتحاد، والناطق بلسانه والهيئة الإداريَّة، ولجنة المالية ولجنة المراقبة وغيرها.

ألبابُ مفتوحٌ على مصراعيه أمام جميع الإخوة من الكتاب والشعراء والأدباء غير المؤطرين في تنظيمات أدبيَّة أخرى، والبعض عاتب علينا وبحق لأننا لم نتصل بهم ولم  ندعُهم إلى المؤتمر التأسيسي. هدفنا هو النهوض بالمشهد الأدبي والثقافي. فالساحة  واسعة ومفتوحة للجميع. والعمل الميداني الصادق هو الذي يكسب المصداقيَّة لأي إطار  أدبي أو ثقافي.

–       ما هو برنامجُ عمل اتحاد "الكرمل" للأدباء الفلسطينيين لخدمةِ الأدبِ والثقافةِ والإبداع؟ ما الذي ستقدمونهُ  للشعراء والكتاب والأدباء المحليِّين؟

لقد وضعنا نصب أعيننا تفعيل جميعَ مركبات اتحادنا وأعضائه المنتشرين في أنحاءِ البلاد. نحن نطمح لأن نشركَ ونحتضن جميعَ الأقلام والمواهب الواعدة والمبدعة التي   لم تحظَ بالاهتمام من قبل. ويجب ألاَّ ننسى أنّ الشعراء الذين يحتلون المشهد الأدبي اليوم، بدأوا خطواتهم الأولى شعراء وكُتابًا واعدين. وبالنسبة للمستقبل سنتابع ما بدان ابه من فعاليات أدبية، حيث عقدنا مؤتمرا أدبيا في الطيبة على شرف يوم اللغة العربية العالمي بتاريخ  18- 12- 2014 وهو اليوم الذي أقرّته مؤسسة اليونسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. والنشاط الثاني كان في مدرسة عيلوط الابتدائية "ب". وفي النشاطين  قدم عشرات  من الكتاب والشعراء والمثقفون والأكاديميون أعضاء اتحاد "الكرمل" المحاضرات الأدبية والثقافية لطلاب المدارس. فنحن نراهن على الأجيال الصاعدة ونسعى لفتح الآفاق الثقافية التي لا توفرها المناهج الرسمية. علينا مسؤولية: أن نعمل على النهوض باللغة العربية وترسيخها في نفوس الأجيال الصاعدة والتصدي للسهام المصوّبة إلى هُويتنا  الثقافية.

أنتَ من المكتشفين للعديدِ من المواهبِ الإبداعيَّة الشابة، وكان لكَ دورٌ في رعاية  هذه المواهب والأخذ بيدها؟ 

–       خلال عملي في تدريس اللغةِ العربيَّةِ في الكلية الأرثوذكسية العربية، كانَ الكثير من الطلاب أصحاب المواهب في الكلية وخارجها يعرضونَ عليَّ كتاباتهم وإنتاجهم الأدبي،  وكنتُ أبدي بعضَ الملاحظات الموضوعية البناءة وأشجِّعُ الكثيرين الذين اكتشفت لديهم الموهبة الواعدة، ومنهم من أصبحَ شاعرًا وأديبًا معروفا له مكانته على المنابر الأدبية. فالتشجيعُ والدعمُ المعنوي لهُ تأثيرُهُ على كل كاتبٍ وشاعر وأديبٍ في بدايةِ مشوارهِ الأدبي

  طموحاتُكَ ومشاريعُك للمستقبل؟

–       ألعمل كثير.. والعمر قصير والوقت بخيل.. وطموحات الكاتب لا حدود لها. حاليا أعمل جاهدًا لإتمام الأجزاء الأخرى من السيرة الذاتيَّة.. أرجو أن ترى السنة الحالية ثمار هذه الجهود التي لا تعرف الراحة. أما بالنسبةِ لاتحاد "الكرمل" فأنا أعمل مع إخوتي من الكتاب والشعراء أعضاء الاتحاد للنهوض بالحركةِ الأدبيَّةِ والثقافيَّةِ في هذا الوطن. وهذا يتطلب جهدًا استثنائيًا للقيام بهذه المهم

  كلمة ٌ أخيرة ٌ تحبُّ أن تقولها في نهايةِ اللقاء؟

–       أشكركم على هذا اللقاء وأدعو الكتابَ والشعراءَ أن ينخرطوا في الحراك الأدبي والثقافي ويعملوا على النهوض بالحركةِ الأدبية والثقافية، والالتزام بقضايا شعبنا الذي يطمحُ لتحقيق حلمه في حياةٍ حُرَّةٍ كريمة في وطن آبائه وأجداده.

أرجو أن نقوم جميعًا بواجبنا ونشقّ  طريقنا بعزم وإصرار، لفتح الآفاق أمام الأجيال الصاعدة وتسليحها بالأمل والتفاؤل لمواصلةِ المسيرةِ ومواكبة العصر ومعانقة شمس  مستقبل لا أحلى ولا أجمل.

 

 

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/170244476620152502021239"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *