ناصر وأميرة شقور أعضاء في المجلس الحبري للعائلة

مراسل حيفا نت | 17/02/2015

بدأ المجلس الحبري للعائلة كلجنة بابوية لشؤون العائلة أسسه البابا بولس السادس عام 1964 وحوالي عام 1974 حوله البابا يوحنا بولس الثاني إلى مجلس حبري للعائلة، وأصبح مجلسا رسميا في الكنيسة برعاية البابا مباشرة. وأعضاؤه تسعة من الكرادلة والأساقفة و18 عائلة تمثل العائلات في العالم، من أمريكا الشمالية وكندا، واللاتينية من البرازيل والأرجنتين والمكسيك، وآسييا من الهند والفلبين، وإفريقيا من الكونغو ونيجيريا، ومن أستراليا، ومن أوروبا، المانيا، البرتغال وإسبانيا وإيطاليا، وناصر وأميرة شقور العائلة الحيفاوية من الشرق الأوسط.في كل عام ينعقد مؤتمر المجلس الحبري للعائلة مرة واحدة بالأقل، في حاضرة الفاتيكان في روما، أو بحسب مقتضيات الحال، وفي مطلع تشرين الأول الماضي عقد مجلس الأساقفة، أو السينودس لشؤون العائلة في روما، وتابع نشاطاته في مؤتمر آخر عقد الأسبوع الماضي في الناصرة، وسيختتم مداولاته في مؤتمر في تشرين الأول القادم. "حيفا" شاركت في المؤتمر والتقت بناصر شقور.

نايف خوري

عقد في الناصرة المؤتمر الإقليمي للمجلس الحبري للعائلة في إطار التحضيرات للمؤتمر العام للمجلس والذي سيعقد في روما. وكان تحت عنوان:"دعوة ورسالة الأسرة في الكنيسة وفي العالم المعاصر" – واقع الأرض المقدسة. بحضور نيافة الكاردينال لورنزو بالديسيري، سكرتير مجمع الأساقفة لشؤون العائلة، غبطة البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس للاتين، الأساقفة بولس ماركوتسو، كمال بطحيش، مارون لحام، جورج بقعوني، وحارس الأراضي المقدسة الأب بيير باتيستا بيتسابالا.  وعقد هذا المؤتمر هنا لدراسة الواقع المعاش بهدف لنقله إلى حاضرة الفاتيكان ومناقشة الأساقفة للوضع. وفي المؤتمر جانب عمومي ولكنه يتضمن كثيرا من الخصوصيات والظروف التي يعيشها المسيحيون في الشرق الأوسط. وذلك عن طريق المحاضرات والمداخلات، التي ألقيت على مسامع الحضور، وخاصة العائلات المسيحية من الناصرة والجليل، ومنها محاضرة لسيادة المطران مارون لحام رئيس اللجنة الأسقفية لشؤون العائلة في الأرض المقدسة. الذي قال:"لا شك بأن العيش كأقلية لقرون طويلة ينتج عقلية محددة وغير إيجابية، والأقلية تبحث عن حماية خارجية، الأقلية تحابي السلطات الحاكمة لكي تضمن حياتها، الأقلية تبالغ في حجم المشاكل الصغيرة، الأقلية تخاف أن تلتزم سياسيا، الأقلية تميل إلى العيش على آلام الآخرين، وتخاف من الالتزام في الشأن العام أو في العمل السياسي، لكن كنيسة الجلجلة تقتصر على عقلية الأكثرية أو الأقلية، ففي التاريخ الحديث عانت فيها بعض الكنائس العربية من اضطهاد واضح. أذكر جنوب لبنان عام 1860 والأشوريين في العراق في الثلاثينات من القرن الماضي، والأقباط في النصف الثاني من القرن العشرين. أما ما يحدث الآن في سوريا والعراق فلا شك أنه يطال مبدئيا المسيحي والمسلم السوري، كما يطال المسيحي والمسلم العراقي على حد سواء. ولكن في نفس الوقت نرى أن بعض الحركات الإسلامية الأصولية على مثال داعش تستهدف المسيحيين بشكل واضح".أما نيافة الكاردينال لورنزو بالديسيري فتطرق إلى نظرة الكرسي الرسولي والكنيسة إلى حياة العائلة، عن طريق وثيقة السينودس التي جاءت في خاتمة سينودس الأساقفة السابق. واستعرض بنودا هامة وردت فيها، نقتطف بعضا منها: "بخصوص العائلة في الشرق الأوسط وبالتالي في هذه الأرض المقدسة هم في مركز الحدث. فالعائلات في الأرض المقدسة تواجه مشاكل حقيقية وفعلية في حياتها. أذكر هنا نقطة حول الوضع السياسي الاجتماعي وغياب فرص العمل وتحديات حوار الأديان والتحديات التي تفرضها وسائل الإعلام وغيرها. ويجب أن نضيف عدة مشاكل، مثل حالات الطلاق والانفصال وسنعالجها في المجمع القادم". "إن وثيقة المجمع هي نتاج عمل آباء المجمع والتي دارت حول مختلف المواضيع التي تمت مناقشتها في المجمع، مؤلفة من 62 موضوعا، أو فقرة، عالجت كافة جوانب الحياة العائلية ودار النقاش، آخذين بعين الاعتبار تعاليم الإنجيل والكتاب المقدس. تتألف الوثيقة من ثلاثة أقسام: الأول عنوانه الإصغاء لأجواء العائلة، القسم الثاني نظرة إلى المسيح والإنجيل والعائلة، أما القسم الثالث فعنوانه المواجهة والتحديات الرعوية. هنا اتبعوا أسلوب: انظر، افهم واحكم. وهذا كان البناء الأساسي للمجمع. وهو أمر شائع في أمريكا اللاتينية أن يصغي المرء أو يرى ما هو الواقع ومن ثم يصدر حكما على هذا الواقع، أي المسائل اللاهوتية حول هذه الأمور. يجب أن نعي تأثير الوضع الحالي في إطاره السياسي الاجتماعي، ونرى ما هي تبعاته. ويتم فيه التأكيد على عدة عناصر إيجابية ثقافية حدثت على مستوى العالم في الأعوام الأخيرة، منها مثلا الاعتراف بحقوق المرأة والاعتراف بحقوق الأطفال، أقله في بعض الأماكن. ثم تحذر الوثيقة من خطرَ أزمة الإيمان التي تقع في أساس أزمة الزواج. ويبدو أنه يسود شعور عام بالعجز إزاء الوضع الاقتصادي الاجتماعي، والذي يؤدي إلى تجزيء وتفريق العائلة. أحد نتائج هذا الوضع هو أن الشباب لا يشعرون بالرغبة بالزواج، ولكن ثمة أمور أخرى تقلقهم منها عدد السكان والعناية بالمسنين كمسألة تتطلب علاجا، إضافة إلى العنف الذي يسود في العالم. والإنسان في أيامنا ينزع إلى العيش بأنانية، أو لا يقوم بمبادرات من أجل مد يد العون إلى المحتاجين. لكن ثمة خطر أن أحد السبل الخاطئة للعيش، هي هذه المشاعر لكيفية عيش العلاقة داخل العائلة، الرجل والمرأة وعلاقتهما المتبادلة. على الكنيسة أن تجتهد حتى تصل بهذه العلاقة إلى النضوج وذلك من خلال تشجيع الحوار والأمانة للمحبة والثقة المتبادلة. وآباء المجمع وجهوا اهتمامهم إلى الوضع الثقافي والديني، وقدموا تحديات منها تعدد الزوجات والزيجات المختلطة. ثمة الكثير من الزيجات المختلطة أو من الثقافات المختلطة وهذا يسبب متاعب كثيرة، خاصة بالنسبة للعائلات في الشرق الأوسط. وبالتالي فإنهم يتصرفون بناء على الوضع القانوني والشرعي. ثمة احترام للدين المختلف للشريك في الحياة، ولكن هناك إمكانية لتشجيع روح الحياة المسكونية، بين الجماعات المختلفة التي تعيش في المكان ذاته. فنريد الإشارة لهذا الواقع الذي يجب أن نواجهه دائما ونتعامل معه. ونشير إلى مشكلة أولئك الذين يتركون بلادهم ويضطرون، في كثير من الأحيان، إلى هجرة بلدهم. فالهجرة تشكل علامة من علامات الأزمنة التي يجب أن نعالجها وتعالج تأثيرها على العائلة. ونتحدث عن كرامة المرأة التي يجب الدفاع عنها بقوة وإظهار أنه في كثير من الأوضاع أن المرأة هي موضوع متميز، ولديها هبة الأمومة لا يتم تقديمها كقيمة. ونعالج مشكلة الولادات وهي نتيجة التقليل من قيمة البنوة، حيث تحدث آباء المجمع كثيرا عن شأن المرأة بهذه الكلمات. وفي هذا المؤتمر حول الأرض المقدسة، نعبر عن تقديرنا للفتيات والنساء اللواتي يعملن معلمات وأمهات ومربيات، لأنهن يعملن على حماية حياة الإنسان منذ نشأتها، ونقول إن الله قدم لكنّ مكانة خاصة في ما يتعلق بالعمل الإنساني والحياة الرسولية والأمومة.     ونلاحظ في هذا الإطار تمييزا لدور المرأة ومساهمتها في المجتمع، وهذا لا يعني أن الرجال ليس لهم مساهمات، ولكننا نريد نؤكد على أهمية مساهمة المرأة في بناء المجتمع. ومن ناحية أخرى ننتبه إلى تعاليم الكنيسة، والإطار الذي تعيش فيه العائلات الواقعية والفعلية، وعندما نوجه أنظارنا إلى يسوع يمكننا أن نكتشف مخطط الله للبشر. يمكننا أن نفهم ونقدر الإنجيل وتعاليمه، اللغة المستخدمة هي لغة معاصرة منفتحة، أن ننظر إلى يسوع، فهو الذي يتحدث إلينا ويقول لنا ما يجب أن نفعل ونقوم به، فكيف نرى الإطار الاجتماعي، عندما ننظر إلى يسوع وإلى حياته وتعاليمه، يبدو جليا أنه  يعيدنا إلى الأصل الذي أراده الله، أي الوحدة غير القابلة للانفصال بين الرجل والمرأة. وجاء قديما أن موسى سمح لكم بطلاق زوجاتكم بسبب قساوة قلوبكم، في البدء لم يكن الأمر كذلك، فيسوع في إطار تاريخ الخلاص نجده يطرح تعليما واضحا: الله يريد أن يقود البشرية إلى الخلاص. تعليم يسوع بخصوص العائلة يسمح لنا بأن نميز ثلاث مراحل أساسية بشأن مخطط الله حول العائلة، مثل محاولة تغيير الصورة الأصلية للزواج، بصفته الرابط بين الرجل والمرأة، الغير قابل للانحلال. عندما تغير هذا المفهوم، تضررت العائلة بصورة كبيرة، مع مجيء يسوع المصالحة في العالم. بفضل الفداء الذي قام به انتهت المرحلة الثانية، حيث تغلب على الخطيئة التي فصلت بين الإنسان والله، وقام يسوع بإعادة صورة العائلة والزواج إلى صورتها الأصلية. لقد افتدى يسوع العائلة، وأعادها إلى صورة الثالوث الأقدس، وصار ينبع منها المحبة المقدسة. ولذا ينال الأزواج النعمة الخاصة حتى تعيش العائلة بأمانة لله في ضوء الوحي. حقيقة أن العائلة هي صورة من صور الثالوث الأقدس، التي تعيش المحبة وحياة شراكة أصيلة، ويمكننا من هنا أن نفهم أهمية عدم جواز الطلاق أو الانفصال. هذا يجب ألا  نفهمه كعبء يحمله الشبان بل هي هبة، عطية وهبت للشبان الذين يتزوجون. الله يؤكد على عدم السماح بانحلال الزواج، بل جعله منفتحا على الإنجاب، الله ينعم على الأزواج، ويتم دعم العائلة في حياتها للقيم الإنجيلية والكتابية حتى تصل إلى تحقيق دعوتها. ونربط أيضا بين عدم السماح بانحلال الزواج والفرح بالعيش كأزواج، فالعائلة، أو الزوجان يعيشان بفرح، يتشاطران بمحبة تلك اللحظات الجميلة واللحظات الصعبة. وبذلك يتمكنا من الحفاظ على وحدة الزواج. هذه الوحدة تساعد كلا من الزوجين على تكريس ذاته ومنح ذاته لشريك حياته وفهم الحياة بصفتها ملء عطاء الذات". وفي هذا الإطار التقينا بالمهندس ناصر شقور، من كفر برعم، مواليد قرية الجش 1953، متزوج وله 4 أولاد. تعلم المرحلة الابتدائية في مدرسة تيراسنطة في يافا، والثانوية في الكلية الأرثوذكسية في حيفا، وحمل اللقب الأول بعلوم الفيزياء من التخنيون، واللقب الثاني الماجستير، هندسة طبية وبيولوجية، وماجستير في إدارة الأعمال، دورات تخصصية في التجسير والمصالحات العائلية، والإرشاد للحياة الزوجية. ومنذ عام 1979 يعمل كمهندس أبحاث بأشعة الليزر في التخنيون، ومسؤول عن الأمان في مجال الليزر في التخنيون. وأجرينا الحوار التالي:

–       ما هي طبيعة عملك في التخنيون؟

–       كل عملنا يأتي في مجال الأبحاث الطبية والدراسات الكيميائية والتجارب الإلكترونية. والنتائج التي نتوصل إليها تستغرق 10-15 سنة حتى تظهر، ومن ضمن الأبحاث الطبية التي أشرفنا عليها كان استخدام الليزر بعلاج السرطان. وكذلك استعمال الليزر في المجالات الإلكترونية، حيث نعمل على دوائر كهربائية بمستوى الجزيء، ويكون جزيء واحد قادرا على حمل المعلومات والفعاليات الأكترونية، وهي أصغر من النانو. وأبحاثنا اليوم تدور في أشعة الليزر القصيرة جدا باستخدامها في ما يسمى "ناقص 15" من الثانية، والطاقة التي تنتقل داخل الجزيئات.

–       وما هي علاقتك بالكنيسة؟

–       منذ الصغر، نشأت في بيت يحب الصلاة في البيت والكنيسة، تعلمت من الوالدين الاستعانة بالصلاة في كل مجالات الحياة، حتى أصبح بيتي كنيسة والكنيسة بيتي. وبدخولي في النشاطات الرعوية استطعت تقديم خبرتي في مرافقة الشبيبة أو العائلات، والعمل ضمن المجلس الرعوي وأصبحت عضوا في السينودس المحلي لكل الكنائس الكاثوليكية في البلاد. ثم انتخبت للجنة الإدارية لهذا السينودس وفي نطاق عملي الرعوي كنت مع زوجتي نُعد الشباب الخطاب للزواج، وهي دورات تثقيفية تنظمها الكنيسة لكي يتهيأ الشباب لحياتهم الزوجية وبناء العائلة. وفي هذا الإطار كنا نطرح حلولا لمشاكل عينية تواجه الأزواج، ونتدخل في المصالحات والتوجيهات للعائلة السليمة. وقد دخلنا دورات تأهيلية خصوصا لهذا الغرض، كدورات التجسير في وزارة العدل وغيرها.

–       كيف يتوجه إليكم الأزواج؟

–       يعرفنا الأزواج من دورات الخطّاب. فيتابعون الاتصال بنا، ونحن نلتقي بهم بين الحين والآخر، وزوجتي تعمل قابلة في المستشفى، وهي خبيرة بالشؤون النسائية التوليد ويمكنها إسداء النصائح للأمهات الجدد في التحضير للولادة. ووجدنا أنفسنا نحاول التوفيق والمصالحة بين الأزواج المتخاصمين لنرشدهم إلى سواء السبيل. فالمشاكل كثيرة في كافة مجالات الحياة، ومشاكل الأزواج الشابة تختلف عن مشاكل المتقدمين في السن.

–       ونعود للحديث عن المجلس الحبري للعائلة، كيف أصبحتما عضوين فيه؟

–       بما أننا، زوجتي أميرة وأنا، كنا في المجلس الأسقفي ومن منطقة الجليل، فقد طلب منا المطران بولس صياح المسؤول الكنسي عن هذا المجلس، أن نلتحق بالمجلس الحبري للعائلة ومقره في روما، حيث عقد مؤتمر لشؤون العائلة هناك، وهكذا تلقينا كتاب التعيين مباشرة من البابا بنديكتوس وأصبحنا أعضاء رسميين في المجلس الذي يتألف من عدد من الكرادلة والأساقفة و18 عائلة من أنحاء العالم. من أمريكا الشمالية وكندا، واللاتينية من البرازيل والأرجنتين والمكسيك، وآسيا من الهند والفلبين، وأفريقيا من الكونغو ونيجيريا، ومن أوروبا، المانيا، البرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا، ومن أستراليا، وناصر وأميرة شقور العائلة الحيفاوية من الشرق الأوسط. في كل عام ينعقد مؤتمر المجلس الحبري للعائلة مرة واحدة بالأقل، في حاضرة الفاتيكان في روما، أو بحسب مقتضيات الحال. لأن هذا المجلس جزء من الكوريا الرومانية وهي الهيئة العليا في الكنيسة التي تساعد البابا في إدارة شؤون الكنيسة قاطبة.

–       ماذا يعمل هذا المجلس في نطاق نشاطاته والقضايا التي يعالجها؟

–       القضايا تعالج في ثلاثة أبعاد، وأهمها المحافظة على وحدة العائلة وسلامتها وكرامتها وشرعيتها. فهنا البعد الإرشادي للعائلات، ثم شرعة العائلة وتعنى بالشأن القانوني أكثر، مثل المكانة القانونية للقضايا التي تعالجها الكنيسة في العائلة كالميراث، والوصاية. ثم البعد الروحي والمعنوي للعائلة بالتوجيه البابوي نحو القضايا العالمية التي تتطرق إليها الكنيسة مثل مسائل المثليين والمثليات، والعنف العائلي، وظواهر الفقر وأسبابه ونتائجه، ومكانة المرأة والأم والإجهاض والعبودية أو الاستعباد.

–       هل يقتصر عمل المجلس على التنظير أم يعالج المجالات الواقعية؟

–       كلاهما، لأن المعالجات النظرية والمواقف الإنسانية بحاجة إلى العناية تماما كمعالجة الأمور الأخلاقية والجريمة والعنف وسواها. وكل عضو في هذا المجلس يطرح أكثر القضايا إلحاحا على المستويين المحلي والعالمي. ومن الطبيعي أن تكون قضايا القارة الإفريقية مختلفة عن قضايا شرق آسيا أو هموم الشرق الأوسط تختلف بمواضيعها عن هموم أوروبا. وهناك احتياجات مشتركة لكل منطقة في العالم كالرعاية والعناية بالخطاب والأزواج، ونحن بصدد إصدار وثيقة باباوية بهذا الشأن. ولا بد من الإشارة إلى مسائل مشتركة وهي بعض ظواهر الابتعاد عن الكنيسة، واجتياح مظاهر العلمانية والتكفيرية مما يقلق الكنيسة جمعاء. وعلى صعيد آخر الكنيسة لا توافق على الزيجات المثلية ولكنها تحترم رغبات كل إنسان وميوله الشخصية والحالات المرضية التي يعاني منها.

–       ونأتي إلى مؤتمر الناصرة، فقد أبرزت أنت الجوانب والقضايا التي تواجه المسيحي في الشرق.

–       صحيح، هذا المؤتمر يأتي بين مؤتمرين الأول في تشرين الأول الماضي والثاني في تشرين الأول القادم. ومؤتمر الناصرة ألقى الضوء على أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط عن طريق المحاضرات والمداخلات والأسئلة التي تقلق كل إنسان عموما في الشرق والمسيحي خصوصا. ولا يخفى ما جرى على المستوى المحلي في القرى المختلطة من اعتداءات وانتهاكات، ولم تقدم الشرطة أحدا للمحاكمة. وعلى المستوى الإقليمي فإن التهجير والطرد والتشريد الذي يتعرض له المسيحيون في سوريا والعراق يثير تساؤلات على المستوى العالمي حول كيفية التخلص من هذه الظواهر، وكيفية إعادة الأمن والاستقرار لهذا المواطن، والذي لا يرغب بالهجرة والتخلي عن بلده ووطنه.

–       وعلى المستوى المحلي، تحديدا ما يعاني منه المسيحي.

–       هناك أبعاد ودوائر للعلاقات بين أبناء الديانات في بلادنا، فنحن لا نتعرض لخطر الإبادة أو التهديد بالتشريد، بل هناك اعتداءات يتعرض لها المسيحيون رغم علاقاتهم الحسنة والطيبة على المستوى القريب. فالمسيحي والمسلم يعيشان بالتآخي والتفاهم والاحترام المتبادل. وعلاقات الجيرة عادية بل أكثر كالإخوة في مجالات الحياة الشاملة وهي تتغلب على الفوارق الدينية والآيديولوجية. ولكن إذا وسعنا الإطار نجد الميول والانحياز كل فئة إلى جماعتها، وكل أبناء ديانة إلى أمثالهم. ولذا عندما تعرض المسيحيون في المغار على سبيل المثال للاعتداء بالأرواح والممتلكات، لم يكن هناك تمييز بين الجار وجاره، بل جرى الاعتداء على كل المسيحيين بجملتهم. وهذا ما نشهده نتيجة عدوان التكفيريين في سوريا والعراق، فإنهم يشملون كل المسيحيين وغير المسيحيين في التهجير والتشريد والعنف والقتل.

–       وعلى صعيد المجلس الحبري، ما هي النشاطات والبرامج المستقبلية؟

–       المجلس الحبري في تواصل مستمر وعمل دائم حيث يتابع مجريات الأحداث على أرض الواقع. ويجري الدراسات الجدية في واقع كل مجتمع بحاجة للمساعدة بهدف طرح الحلول ومعالجة القضايا. وكما عقدنا مؤتمر الناصرة في الأسبوع الماضي فإن مؤتمرات مشابهو تعقد هذه الأيام في أماكن أخرى في العالم، وبالتالي يترفع التقارير والتوصيات إلى المجلس العام في تشرين أول القادم. هذا إلى جانب التحضيرات التي تجرى للمؤتمر العالمي للعائلات مع البابا، والذي يعقد مرة كل ثلاث سنوات، فقد كان في السابق في الفليبين ثم البرازيل والمكسيك وإنجلترا وهذا العام في شهر أيلول في فيلادلفيا – أمريكا.      

–       نشكرك شكرا جزيلا.                     

 

 

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/18729308920151702021132"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *