الدكتور فتح الله نحاس
معظم مشاكل الإخصاب تكمن في الرجال
جهاز جديد يخترعه للمحافظة على خصوبة الرجل
نايف خوري
– لم يهتموا من قبل بمشاكل العقم لدى الرجال، بل اعتقدوا أنها لدى النساء فقط.
– يدفع الزوجان مبالغ طائلة لكي ينعما بطفل في حياتهما.
– معظم المشاكل لعدم الإنجاب هي لدى الرجل.
– الأشغال التي تعرّض الرجل للحرارة الزائدة وارتداء للبناطيل الضيقة كالجينز وغيرها، تضر بالخصيتين، وتؤدي لتشويه الحيوانات المنوية.
– هذا الجهاز يحافظ على الحرارة المعتدلة للخصيتين والحيوانات المنوية.
– حصلت على براءة اختراع من أمريكا وأوروبا وفي كندا وفي إسرائيل.
– بلغت تكاليف الاختراع نفسه نحو نصف مليون دولار
الدكتور فتح الله نحاس ، 64 عاما، متزوج وله ثلاثة أولاد. يسكن في حيفا، أنهى دراسته للقب الدكتوراه في علم الحصانة من كلية الطب في التخنيون عام 1982 واختص بحصانة الجسم. وبعد ذلك بعام واحد بدأ مستشفى رمبام مشروع "أطفال الأنابيب" ودعي ليتولى إدارة هذا المشروع وتنظيمه. واليوم يعمل في عيادته الخاصة على مشروع آخر من شأنه زيادة نسبة الإخصاب لدى الرجال.
– د. فتح الله، كيف تتم عملية أطفال الأنابيب؟
– ظهر عمليات أطفال الأنابيب لأن بعض النساء يعانين من انسداد في الأنابيب، والتي عبرها يتم إخصاب البويضة، مما يعيق تحرك البويضة للإخصاب، ولذا لا يتم الحمل. وجاءت عملية أطفال الأنابيب لتجاوز مشكلة لدى المرأة وعلاجها، فيتم تلقيح البويضة خارج الأنابيب وثم وضعها كجنين في الرحم. وأصبحت هذه مسألة صناعة تتم في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية.
– هل يمكن لكل زوجين لم ينجبا أطفالا أن يجريا عملية الإخصاب خارج الجسم؟
– لقد أصبح الموضوع مشاعا وغير محدد، ولم يعد الأطباء يبحثون عن أسباب العقم أو عدم الإنجاب، بل راحوا يجرون هذه العمليات في المستشفيات. وفعلوا ذلك بذريعة أن المشكلة غير معروفة، وحلها يكون بالعملية.
– إذا كان الأطباء يعاينون الانسدادات لدى المرأة فهل هناك مشاكل لدى الرجل؟
– طبعا، ولم يهتموا من قبل بمشاكل العقم لدى الرجال، بل يعتقد الجميع أنها لدى النساء فقط. والمرأة هي التي تتحمل عبء الحمل والإنجاب، وهي التي تأخذ الأدوية والعلاجات وتجري العمليات وغيرها من الطرق، وأغفلوا معالجة الرجل التي هي ضرورية جدا. وأصبحت المشكلة تجارية لأنها تعود بالربح على المستشفى أو الطبيب المعالج، فأي ظاهرة لعدم الإنجاب يوجهون المرأة وزوجها إلى عملية الإخصاب خارج الجسم، ويدفع الزوجان مبالغ طائلة لكي ينعما بطفل في حياتهما.
– إذن الرجل غير معفي من المشاكل لعدم الإنجاب.
– بالتأكيد، بل معظم المشاكل لعدم الإنجاب هي لدى الرجل. وتوصلت إلى هذا الأمر بعد أبحاث ودراسات أجريتها للوقوف على حقيقة الأمر وإمكانية معالجة المشكلة جذريا لدى الرجال. لأنهم يعالجون الرجال عن طريق معالجة النساء، وهذا غير صحيح. ودلت الأبحاث على ضرورة تحسين الحيوانات المنوية لدى الرجل.
– هل يمكن معالجة ذلك لدى الرجل؟
– يعاني الرجال عادة من مشكلتين في هذا المجال، الأولى ظهور الدوالي في الخصيتين، ويجب المحافظة على درجة حرارة 35 للجسم عموما والخصيتين خصوصا، هكذا هي بطبيعتها، ولكن عندما يتعرض الجسم لحرارة زائدة، قد ترتفع لتبلغ 37 تتسبب بظهور الدوالي، والحرارة المرتفعة تؤدي إلى تدفق الدم في الشعيرات الدموية الدقيقة لتبريد الخصيتين، فتتسع هذه الشعيرات وتظهر الدوالي، ونتيجة الحرارة تسخن المنويات وتتأثر سلبا إلى درجة التشويه. والمشكلة الثانية هي الالتهابات العادية التي قد تصيب الرجل نتيجة إصابته بأمراض أخرى، فترتفع حرارته تلقائيا وتتضرر الحيوانات المنوية.
– ربما مشكلة الالتهابات يمكن حلها، أما مشكلة الدوالي فكيف يمكن ذلك؟
– في السابق حاولوا إزالة هذه الدوالي، ويمكن إلغاؤها بعملية جراحية، ولكن يتغاضون عنها ويوجهون الزوجين إلى الإخصاب الخارجي، وتركوا معالجة الدوالي. وهنا جاء دوري على المستوى الشخصي، باختراع جهاز يعفي الرجل من إجراء عملية، ويحافظ على درجة حرارة الخصيتين بصورة طبيعية وثابتة على 35 درجة مئوية، فنضمن بذلك خروج الحيوانات المنوية السليمة.
– وما هي العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم بهذا الشكل؟
– كانت هذه المشكلة قائمة، ولكن لم يعتن بها أحد، فلاحظت ارتفاعا بعدد الرجال الذين يعانون من مشكلة الدوالي، وتبين أن هذا يعود إلى طبيعة العمل لدى الرجل، فزادت نسبة العاملين في المطابخ كطهاة ومحلات بيع الأطعمة التي يتم تحضيرها على النار، وغيرها من الأشغال التي تعرّض الرجل للحرارة الزائدة فترتفع حرارة أجسامهم بطبيعة عملهم، وهذا يضر بحرارة الخصيتين. هذا عدا عن مشكلة لم ننتبه إليها وهي ارتداء الرجال للبناطيل الضيقة كالجينز وغيرها، فهذا يضر جدا بالخصيتين والحيوانات المنوية. إضافة إلى الذين يغتسلون ويستحمون بالمياه الحارة كل يوم، فهذا يرفع حرارة الجسم كثيرا. وحرارة البيئة التي يعمل فيها الرجال مع ارتداء البناطيل الضيقة ظهرت نسبة عالية من الأضرار لدى الرجال.
– وكيف يعمل الجهاز الذي ابتكرته؟
– هذا الجهاز مزود بمجسات على شبكة من السليكون توضع على الخصيتين، وعندما تزيد الحرارة فوق 35 مئوية يزود الجهاز هذه الشبكة بماء بارد فتثبت الحرارة على 35. وعندما تبلغ الحرارة المطلوبة يتوقف الجهاز عن العمل. وإذا ارتفعت مرة أخرى يعمل على التبريد وهكذا. وهذا الجهاز ليس كبير الحجم.
– تقصد أن الرجل يجب أن يحمل هذا الجهاز على جسمه؟
– طبعا، ولكنه غير كبير بل هو بحجم الهاتف الخلوي، ويوضع على الحزام. وتنزل منه أنابيب التبريد داخل البنطلون. وهو يشبه الهاتف الخلوي.
– ألا يسبب هذا إحراجا للرجل؟
– طبعا هذه مشكلة، ونحن نعمل على حلها بحيث يمكن لكل رجل أن يحمل الجهاز بسهولة ويتصرف بحرية في حياته.
– هل عملية الإخصاب خارج الجسم هي الحل فعلا؟
– أولا عملية الإخصاب خارج الجسم أصبحت مسألة تجارية واتخذت طابع الربح المادي. ومن جهة ثانية لا يرغب الرجال بإجراء عمليات للدوالي، فما هو الحل؟ نحن نعمل على حل المشكلة جذريا لدى الرجال، فهي هناك. خاصة أننا لاحظنا انتشار المراكز الطبية التي تجري عمليات الإخصاب هذه حتى أصبح في كل مستشفى وحدة خاصة للإخصاب.
– ما هي نسبة نجاح عمليات الإخصاب؟
– الأمر متعلق بحالة الطقس. وقد تسألني كيف ذلك. فعندما يكون الجو باردا أو الطقس معتدل الحرارة، من شهر تشرين الثاني حتى شهر نيسان تحقق هذه العمليات أكبر نسبة نجاح. والحقيقة أنها لا تتجاوز 25% وهذه من أكبر النسب في العالم، ولكي تنجح عملية الإخصاب مرة فقد تجرى أربع مرات.
– وما هي نسبة النجاح مع هذا الجهاز؟
– أجرينا سلسلة من الأبحاث على الجهاز في مستشفى العفولة فتحسنت الحيوانات المنوية بنسبة 275%. وهذه معطيات رسمية من المستشفى. ونحن نسعى هذه الأيام لكي نعرض الجهاز بتكاليف أقل وأن يكون صغير الحجم بحيث لا يرى بشكل بارز. والطاقم الهندسي والصناعي معنا يعمل على صناعته بالحجم الصغير، ولا يسمع صوته لأنه يعمل بالبطارية، وفقط عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة.
– هذا يعني أن الرجل يجب أن يحمله على الدوام، أم هناك فترات لذلك؟
– كلا نحن نعلم أن تكوين المنويات لدى الرجل تتم في غضون 3 شهور، ولكي يحسن الرجل حالته يجب أن يحمله معه لثلاثة أشهر في كل مكان خارج البيت، وخاصة أثناء عمله في بيئة حارة. وبعدها لا تعود هناك حاجة للجهاز.
– هذا الجهاز ابتكار واختراع خاص بك أم يوجد مثله في العالم؟
– كلا لا مثيل له في العالم، وقد حصلت على براءة اختراع من أمريكا وأوروبا وكندا وإسرائيل. ووزارة التجارة والصناعة في بلادنا دعمت المشروع من قبل، ونحن نتلقى طلبات كثيرة من خارج البلاد لهذا الجهاز، وخاصة من الذين يعملون في مصانع الحديد والصلب، والأشغال التي تتم في بيئة حارة.
– أين أصبحت الأبحاث المتعلقة بالجهاز الصغير؟
– توصلنا إلى نموذج لجهاز صغير لكنه يحتاج إلى ميزانية كبيرة لإنتاجه بصورة عامة، ونحن نبحث اليوم عن الميزانية المطلوبة لهذا الغرض.
– هل هناك مؤسسات داعمة أم بجهدك الخاص؟
– بدأنا مع وزارة الصناعة والتجارة التي خصصت لنا 200 الف شيكل فقط، وهذا لا يكفي شيئا، ثم قدمنا طلبا ووعدونا بميزانية كبيرة ولكنهم انسحبوا لأسباب لا نعرفها. وأعمل بجهودي الخاصة مع مستثمرين خصوصيين لتوفير الميزانية المطلوبة، والتي نحن بحاجة إليها وتبلغ 400 ألف دولار. وبلغت تكاليف الاختراع نفسه نحو نصف مليون دولار.
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/159935519020152401122045"]