الضغط السياسي والنضال الجماهيري يحمي بستان البسة

مراسل حيفا نت | 07/12/2014

 

نايف خوري 

 

نجح مكتب د. سهيل أسعد نائب رئيس البلدية عن كتلة الجبهة، لجنة حي عبّاس وبالتعاون مع جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا، وقوى مجتمعية أخرى، بإيقاف عملية بيع الأرض في حيّ عبّاس لصالح بناء 48 وحدة سكنية بعد أن استجابت البلدية لمطالب السكّان. وجاء هذا القرار بعد الضغط السياسي الذي مارسه د.سهيل اسعد والنضال الشعبي الذي قادته لجنة الحي لمنع الاكتظاظ الشديد في مدخل حي عباس من جهة شارع المطران حجار، إذ تراجعت إدارة البلدية عن إدراج موضوع بيع قطعة الأرض لأجل بناء 48 وحدة سكنية جديدة. وتبين أن المجلس البلدي يفكّر جديا بالعدول عن هذا المشروع نهائيا في ضوء ما لمسه من معارضة شعبية واسعة. وكانت اللجنة قد قدمت قبل نحو شهرين، ورقة موقف وعريضة احتجاجية بأكثر من ٥٥٠ توقيع، والإعلان عن نيّة لجنة الحيّ تنظيم مظاهرة أمام البلدية، وإضافة إلى الضغط السياسي الذي مارسه د. سهيل أسعد كنائب رئيس بلدية عن كتلة الجبهة.  علما أن قسم الأملاك في البلدية حاول بيع قطعة الأرض هذه، منذ عام 20132012 وتمكّن عضو البلدية السابق المهندس هشام عبده، بالتعاون مع لجنة الحي، من تجميد الموضوع في حينه. وعاد قسم الأملاك، في أيلول 2014، ليطرح الموضوع مجددًا على طاولة المجلس البلدي، مما أدى إلى أن تخوض لجنة حي عباس نضالا شعبيا متعدّد المستويات بالتعاون مع فعاليات اجتماعية أخرى. وأصدرت لجنة الحيّ وجمعية التطوير الاجتماعي ومركز مساواة ولجان العمارات في شارعي ستيلا مارس والمطران حجار، مذكرة وورقة موقف بعنوان "إيقاف الاكتظاظ السكّاني في حيّ عبّاس" وتمّ تعميمها على أعضاء البلدية، بتوجيه من مخطط المدن عروة سويطات، الذي رافق عمل لجنة حي عباس من قبل جمعية التطوير الاجتماعي. وجاء في المذكرة أهم مخاطر المشروع وقضايا ومطالب الحي والبدائل الممكنة. إذ أكّدت ورقة الموقف آنذاك أن المخطط الذي تمّ وضعه قبل حوالي 45 عامًا، لا يتلاءم الآن والبنى التحتية في الحي مع احتياجات السكان، إذ أن الحيّ يعاني من أزمات مرورية في المواصلات وإيقاف السيارات وتنظيم حركة السير، التي منذ سنوات لم تتجاوب البلدية مع مطالب لجنة الحيّ لإيجاد حل جذري لهذه المشاكل. وورد في ورقة الموقف أن هنالك أهمية قصوى لتجديد البنى التحتية في الحيّ وحلّ أزمات السير والمواصلات إزاء وجود أربعة مدارس في الحيّ التي تستقطب مئات الطلاب، إضافة إلى أن المشروع لا يصبّ في حلّ أزمة السكن لدى المجتمع العربي ولن يلبّي احتياجاته في إيجاد حلول سكنية للأزواج الشابة كما تدّعي بعض الأطراف في البلدية.    

إيهاب حبيب: “سنستمرّ في تحقيق المزيد من الانجازات لحيّ عبّاس”

وفي حديث مع رئيس لجنة الحي المهندس إيهاب حبيب قال، "هذا الانجاز هام جدا لسكان حي عباس، وهو نتيجة للعمل الجماهيري والضغط السياسي والتكاتف بين السكان ولجنة الحي ومكتب د. سهيل أسعد نائب رئيس البلدية عن الجبهة وعضو البلدية السابق هشام عبده، وبدعم متواصل من جمعية التطوير الاجتماعي على المستوى المهني التخطيطي والتنظيمي، لذا أشكر كل من ساهم في هذا النضال وخصوصًا وقفة أهالي حيّ عبّاس الموحّدة".

وأضاف: "لن نسكت عن الأزمة التي يعاني منها حيّ عبّاس، خصوصًا الوضع الذي يتعرض فيه طلاب المدارس للخطر وعزل أكثر من 1200 ساكن في الحي من خدمات الطوارئ بسبب الحالة السيئة للبنى التحتية والشوارع والصخرة التي تسدّ الطريق إلى شارعي المتنبي وجميل شلهوب، ونؤكد أننا سنستمر في مواصلة عملنا لخدمة أهلنا في عبّاس وتحقيق المزيد من الانجازات".

جمانة اغبارية همام: "عملنا المهني والجماهيري الضاغط حقّق الانجاز"

وفي حديث مع المحامية جمانة إغبارية همام عضو لجنة حي عباس، ومركّزة دائرة الحقوق والمرافعة في جمعية التطوير الاجتماعي، قالت: "ها نحن نقطف ثمرة موقفنا الثابت ضد المشروع الذي كان سيعني إنزال ضربة قاضية على سكان الحي وحركة الدخول والخروج منه. المشروع هو وليد مخطط قديم جدا من سنة 1970 أي منذ 40 سنة ولا يتماشى بتاتا مع التطورات التي حصلت في الحي منذ ذلك الحين".

عروة سويطات: "الانجاز هو ثمرة لتكاتف الجهود على عدة مستويات"

وفي حديث مع مخطط المدن والمستشار التنظيمي عروة سويطات الذي رافق عمل لجنة الحي، قال "هذا الانجاز هو نتيجة للنضال الجماهيري والوقفة الموحّدة لأهالي حيّ عبّاس، إلى جانب العمل التخطيطي المهني والضغط السياسي، الأمر الذي يشكل نموذجًا لتكاتف العمل الشعبي والمهني والسياسي، والذي يجب أن يقتدى به لمختلف القضايا السكانية واحتياجات حيّ عبّاس".

وأضاف سويطات :"على البلديّة الآن أن تجري تخطيطًا شاملا لحيّ عبّاس بمشاركة السكان ولجنة الحيّ من خلاله يتم تطوير مرافق جماهيرية مفتوحة وحلّ جذري لأزمة إيقاف السيارات وحركة السير بشكل فوري، واستراتيجيات لتمكين دور ومكانة الحيّ في المجتمع العربي والمدينة”. 

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/194099649320140712111154"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *