اختتمت حركة الشباب "حيفا الفتاة" يوم الخميس الماضي 30.4، فعاليات إحياء ذكرى مرور 61 عامًا على ذكرى النكبة في حيفا تحت شعار "محطة رقم 61"، حيث شارك العشرات من الشباب والأهالي في جولة ثقافية في حي "المحطّة" العريق تحت عنوان "رحلة في قطار الذاكرة والفن" قادها المؤرّخ د. جوني منصور بمشاركة د. ماجد خمرة ومشاركة مسرحية للفنانين رنين بشارات وجورج اسكندر وأعضاء المجموعة ولاء سبيت وآمان جرايسي وديما خمرة.
سارت الجولة بقيادة المؤرخ المميّز د. جوني منصور في الحي عبر محطًات تعبّر عن أحياء حيفا العربية تدمج بين التاريخ والذاكرة وبين المسرح والابداع والشعر وتشارك الجمهور في الجولة التاريخية. وكما اختتمت الجولة الثقافية بأمسية فنية ملتزمة في الحي مع الفنانين: جوان صفدي وأعضاء المجموعة جبرا نحاس، الياس نحاس، منى حوا، عنان زريق وماريوس مزاوي.
وافتتحت الجولة بالمحطّة الأولى بسرد د. ماجد خمرة لقصة قصيرة تعبّر عن تاريخ وذاكرة الحي والمدينة. أما في المحطة الثانية ألقى الطفل بشار سرور قصيدة "دبرها يا مستر دل" للشاعر ابن حي وادي النسناس نوح ابراهيم. وفي المحطة الثالثة عرض عضو المجموعة ولاء سبيت مقطع مسرحي غنائي دمج من خلاله بين الفن الشعبي والمسرح وتاريخ حي الحليصة وادي روشميا. ثم عرض الفنانان رنين بشارات وجورج اسكندر مقطع مسرحي يعبّر عن تاريخ حي وادي الجمال يشارك الجمهور. ثم اختتمت الجولة في مقطع مسرحي ساخر لعضوي المجموعة آمان جرايسي وديما خمرة يعبّر عن الحياة اليومية الفلسطينية في حيفا.
وأثرى المؤرخ د. جوني منصور الجمهور في كل محطّة بمعرفته العميقة عن تاريخ أحياء حيفا المختلفة وعن الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية الفلسطينية في حيفا قبل احتلالها عام 1948. وأكّد على أهمية احياء ذكرى نكبة حيفا التي هجّر منها أكثر من سبعين ألفًا من سكانها الفلسطينيين واستشهد المئات منهم، وأهمية تثبيت الوجود الفلسطيني الباقي فيها ورفع الوعي الشعبي حول التاريخ العريق لمدينة حيفا ومكانتها وأهميتها.
اختتمت الجولة الثقافية بأمسية فنية ملتزمة افتتحت بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء والمقاومين الذين ضحّوا بالغالي والنفيس دفاعًا عن بلدهم، ثم عرض مغنيي الراب أعضاء المجموعة جبرا نحاس والياس نحاس وماريوس مزاوي أغاني احتجاجية كتبت خصيصًا على شرف المناسبة، ثم عرض الفنان الناقد جوان صفدي أغاني ناقدة وسياسية ثم ألقى الطفل بشار سرور مقطع من قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" للشاعر محمود درويش. ثم عزف عنان زريق معزوفات من تلحينه وأخيرًا عرضت المغنية منى حوا مع عازف العود حنا بشارة.
ونظمت "حيفا الفتاة" عمل تطوّعي يوم 22.4، شارك فيه العشرات في حي "المحطّة" العريق في مدينة حيفا، شمل غرس أشجار وورود تزامنًا مع تاريخ سقوط حيفا 22.4 عام 1948.
وتحيي مجموعة حيفا الفتاة ذكرى نكبة حيفا منذ تأسيسها للعام الثالث على التوالي، وتمركزت الفعاليات هذا العام في حي "المحطّة" المغيّب تثبيتًا للوجود العربي فيه وتحدّيا لمخاطر عمليّات التفريغ السكاني والتهميش المنهجي وبيعه إلى سلطات الميناء.
وبرز الحضور اللافت للشباب العرب في الفعاليات تأكيدًا على أهمية الدور القيادي للشباب العرب، وتثمّن مجموعة "حيفا الفتاة" مشاركة وفد من حركة شباب ترشيحا في الفعاليات الأمر الذي يدلّ على أهمية رفع مستوى التنسيق والتفاعل القطري بين الحركات الشبابية المحليّة، وكما تثمّن المجموعة دعم د. جوني منصور وكل الرّاعين والفنانين والداعمين للنشاط دمتم ذخرًا للشباب والمجتمع والوطن.