مديرو مدارس في خدمة سياسات السّلطة!

مراسل حيفا نت | 23/11/2014

 

مطانس فرح

توجّه إليّ – خلال هذا الأسبوع – عدد من طالبات وطلّاب مدارسنا العربيّة الثّانويّة الحيفاويّة، مُستهجنين ومُستفسرين عن صحّة ما تنامى إلى مسامعهم من قبل بعض مديري مدارسنا "المحترمة" (أسماء المديرين "الأفاضل" محفوظة في ملفّ التّحرير)، أنّ قوّاتٍ معزّزةً من الشّرطة ستقف للمتظاهرين بالمرصاد، وستتصدّى لكلّ طالبة وطالب تحاول/يحاول التّظاهر، و"ستضرب" المتظاهرين والمتظاهرات بالهِراوات، كما ستقوم بتصوير كلّ متظاهر ومتظاهرة لهدف اعتقاله/ها، لاحقًا!

وقد ذهب عدد من أفراد الطّاقم التّدريسيّ في بعض مدارسنا الثّانويّة، والّذين يؤدّون يمين الولاء، ليلَ نهارَ، للمدير "المبجّل"، إلى أبعد من ذلك، من خلال تخويف و"ترهيب" الطّلّاب – بدل توعيتهم وتحذيرهم(!) – محاولين إقناعهم بعدم التّظاهر، بحُجج واهية وتافهة – كثقافة بعضهم وتفكيرهم – بادّعاء الاعتقال المؤكّد من قبل عناصر الشّرطة وحتّى إمكانيّة استخدام هؤلاء العناصر للسّلاح بوجه الطّلّاب المتظاهرين(!).

أنا لا أبرّئ ساحة شرطة إسرائيل والأذرع الأمنيّة المختلفة من استخدامها العنف المُفرط والوحشيّ، خلال اعتدائها على بعض المتظاهرين، ولا من استخدامها سياسة تخويف المتظاهرين وترهيبهم، القاصرين منهم والبالغين، لهدف ردعهم عن التّظاهر وإخراس صوت الحقّ! كما يفعل بعض مديري مؤسّساتنا التّربويّة – التّعليميّة "المأجورين"، بأساليب وطرائق "حضاريّة" مختلفة!

إنّ من واجب مؤسّساتنا التّربويّة – التّعليميّة ترسيخ روح الوطنيّة الواعية والانتماء المسؤول في أنفس وعقول طلّابها وطالباتها، لا التّباهي والتّفاخر بتحصيلهم العلميّ، فقط! على المدارس القيام بواجبها الوطنيّ – لا السّلطويّ – تجاه أبنائنا وبناتنا، وحثّهم على مشاركة أبناء مجتمعنا العربيّ آلامه ومشاكله، وفي الوقت نفسه توعيتهم وتحذيرهم من الانفلات والتّهوّر المُفرط لدى التّظاهر، كَيْلا يقعوا "فريسةً" سهلة بين أذرع الأمن المختلفة؛ لا ترهيبهم وردعهم وتخويفهم لكسب ودّ و"رضى" المؤسّسات الحكوميّة، و..!

إنّ من حقّ أبنائنا وبناتنا التّعبير عن غضبهم وسخطهم، والاستنكار والاحتجاج، والمطالبة بالعيش بحرّيّة وكرامة ومساواة تامّة وأمن وعدالة اجتماعيّة، من خلال التّظاهر السّلميّ. ومن واجب "قياداتنا" السّياسيّة المختلفة، الّتي تغطّ غالبيّتها، مؤخّرًا، في سباتٍ عميق، إرشاد أبنائنا وبناتنا وتوعيتهم، أيضًا.

لا يحقّ لأيّ كان إخراس صوت الحقّ، خصوصًا في ظلّ الأوضاع المتّقدة الأخيرة الّتي تعصف بمجتمعنا العربيّ، سياسيّـًا ودينيّـًا ومجتمعيّـًا؛ وكم بالحريّ أن يجيء هذا التّرهيب من مدير مؤسّسة تربويّة – تعليميّة أو أكثر!!!

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/173537483920142311111211"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *