نهى خوري*
المطالعة ضروريّة حضاريّة للإنسان في جميع مراحل حياته، ولاكتساب اللّغة وتنمية الوعي القرائيّ في سن مبكّرة تأثير كبير على تنمية القدرات الذّهنيّة المختلفة، والقدرة على التّركيز والتّأمّل وتنمية الخيال. وإيمانًا منّا بأهميّة دور المدرسة في تطوير وتنشئة جيل قارئ، مُبدع، مثقّف، مستقلّ ومبتكر، وتشكيل الفكر النّاقد للفرد وتنمية ميوله واهتماماته؛ قرّرنا الاستمرار في مشروع «مسيرة الكتاب» في المدرسة – حيث يتمّ تطبيقه للسّنة الثّالثة على التّوالي – فهو مشروع متكامل يستمرّ على مدار عدّة أشهر، منذ بداية السّنة الدّراسيّة وحتّى نهايتها. سيقرأ الطّلّاب ضمن هذا المشروع قصصَ المسيرة، ترافقها فعّاليّات ونشاطات مختلفة، إلى أن يصلوا المرحلة النّهائيّة، حيث يختار الطّلّاب أجمل قصّة لتحظى بلقب «قصّة هذا العام»، لكل مرحلة عمريّة. لقد توّجت هذه المسيرة لهذا العام بافتتاح مميّز، يوم الأربعاء (2014/11/5)، تكريمًا للأديب الشّاعر حنّا أبو حنّا، الّذي شرّف الافتتاح بحضوره، وشارك الطّلّاب في الفعّاليّات الخاصّة لهذا اليوم، تحت شعار «قارئ اليوم، قائد الغد». وجاء هذا التّكريم بعد اجتماع اللّجنة التّنفيذيّة المسوؤلة عن المشروع: مركّزة اللّغة العربيّة المعلّمة ميرڤت شقير؛ المعلّمة نهى خوري؛ أمينة المكتبة يارا بحّوث؛ معلّمة الفنون إليان مارون؛ والإدارة؛ تمّ خلاله وضع الأهداف وخطوات العمل للمشروع. وقد جرت التّحضيرات على قدم وساق، وفق المراحل التّالية: (1) تمّ الإعلان عن المشروع في بداية السّنة، وإعلام الطّلّاب والأهل بذلك، من خلال منشور خاص. (2) قامت أمينة المكتبة بتحضير الكتب المشاركة في المسيرة، ومن ثمّ وزّعت مطوّية على الطّلّاب تحمل قائمة بأسماء قصص المسيرة. (3) سعت جميع معلّمات اللّغة العربيّة بتحضير الطّلّاب، وتعريفهم بشخصيّة وحياة وأدب الأديب حنّا أبو حنّا. هذا وقد برزت لمسة معلّمة الفنون إليان مارون الإبداعيّة، بعد أن عملت مع الطّلّاب على رسومات أغلفة قصص الأديب، وتحويلها إلى أعلام لهدف استعمالها للتّرحيب بالكاتب؛ بالإضافة إلى تزيين أرجاء المدرسة، من دهاليز وممّرات، بأجمل اللّوحات والشّعارات والأقوال واللّافتات الخاصّة بهذا الأديب، كتحضير لهذه المسيرة. شمل برنامج الافتتاح فقرات عدّة، وقد تولّت عرافته مركّزة اللّغة العربيّة. وكان للطّلّاب حصّة الأسد في هذا الافتتاح، حيث ألقت رئيسة مجلس الطّلبة، الطّالبة يارا بشارات، كلمة ترحيبيّة. ومن ثمّ ردّد الطّلّاب ميثاق اللّغة العربيّة، تلته فقرة فنيّة شملت أغنيّة «لام لغتي، لغة العرب»، للشّاعر فاضل علي، من تدريب معلّم الموسيقى وسيم خشيبون. جاءت بعدها فقرة تقمّص شخصيّة حنّا أبو حنّا، بمشاركة مجموعة طلّاب، اختيروا من جميع الصّفوف. غلّف البرنامج قصيدة «نمر الصّادق»، ألقاها الطّالب طيّب أيمن عودة (الصّف الأوّل) بشكل رائع، حيث ألهب المشاعر واقتحم القلوب. وفي الختام كانت لأديبنا أبو حنّا كلمة عبّر فيها عن مدى تأثّره من التّكريم والحدث، جاء فيها: «حفل تكريم كهذا لم أتذوّقه يومًا، ولم أشهد له مثيلًا! إنّ ما رأته عيناي تخطّى كلّ التّوقّعات، وما سمعته ورأيته من إبداعات الطّلبة كيفًا، مضمونًا، منسّقًا ومنسجمًا، لم أعهده في حياتي.. وبصدق!». كما شرح للطّلاب عن أهميّة القراءة والمطالعة، وشجّعهم عليها، ودعاهم لتجذير اللّغة العربيّة وهُويّتنا العربيّة وتراثنا. وانتهى الحفل بكلمة لمديرة المدرسة هيفاء نجّار، الّتي شكرت بدورها الأديب أبو حنا لتلبيته الدعوة ومشاركته الفعّاليّات. كما أثنت على جهود طاقم اللّغة العربيّة، وتمنّت للطّلّاب جميعًا الاستمتاع والنّجاح والاستفادة من هذه المسيرة.
(*) معلّمة اللّغة العربيّة في مدرسة راهبات النّاصرة.

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/195043010220141811111056"]