الأستروجين النباتي

مراسل حيفا نت | 27/10/2014

نانسي نعمة 

ببلوغ المرأة سن اليأس تحدث لديها تغيرات عديدة من حيث الشعور بالهبات الساخنة في جسمها، وهي المشكلة الأكثر شيوعًا، والاضطرابات النفسية وقلة النوم، وترهل الجلد وجفاف المهبل، وسلس البول وهشاشة العظام. وكل هذه التغيرات مما لا شك فيه هي تغيرات فسيولوجية طبيعية تحدث إبان وصول المرأة سن الحادية والخمسين، وهو العمر المتوقع فيه حدوث توقف عمل المبايض، وبالتالي يتناقص الهرمون الأنثوي الأستروجين، الذي يؤدي إلى حدوث هذه التغيرات، وإلى وقت قصير لمعالجة هذه المرحلة، باستخدام الهرمونات التعويضية، وهي هرمون الأستروجين والبروجيسترون. ونظرا لصدور تقارير طبية تفيد بأن استخدام هذه الهرمونات قد يزيد من حدوث حالات سرطان الثدي، وحدوث جلطات في القلب، على الرغم من فوائده الأخرى في التخلص من أعراض سن اليأس، والمحافظة على كثافة العظام، وتحسن البشرة والتقليل من الجفاف المهبلي. فإن العديد من الأطباء والمريضات يفضلون عدم استخدام الهرمونات التعويضية تفاديًا لحدوث المضاعفات. ولكن لا زال عدد من الأطباء يستخدمون الهرمونات التعويضية، وبعد المناقشة والشرح للمريضة عن المخاطر والفوائد، وكذلك إجراء المتابعة الدقيقة للمرضى عند استخدام هذه الهرمونات، وتفاديًا لحدوث المخاطر المذكورة، فإن كثيرات يفضلن استخدام البدائل للهرمونات التعويضية، ومنها الأستروجين النباتي، ولكن فعالياته محدودة بالمقارنة بالهرمونات التعويضية. لأن بعض الفواكه والخضار تحتوي على مواد تشبه الأستروجين معروفة باسم الفيتواستروجينات، ومن هذه الفواكه والخضار التفاح والشعير، والجزر والكرز، ونبات الشمار والفاصوليا الفرنسية، والثوم والفاصوليا الخضراء، وعرق السوس والشوفان، والبقدونس والبازلاء والرمان، والبطاطا والفاصوليا الحمراء، والأرز ونبات الجودار، والمريمية والسمسم والصويا والقمح، ويوجد نوع من البكتيريا في المعدة التي تستطيع تحويل هذه المواد إلى أستروجين ليتمكن الجسم من امتصاصه، إن تناول هذا الطعام سوف يساعد على التقليل من أعراض سن اليأس، كالاحمرار والهبات الساخنة. فالنساء اليابانيات اللواتي يكثرن في حميتهن من الفيتواستروجينات، خصوصا الصوياء، تقل من ازعاجات من سن اليأس لديهن مقارنة بالنساء غير اليابانيات.

إن المشكلة الوحيدة مع الفيتواستروجين هو أن تأثيره أضعف بـ 100 – 10,000 مرة من الأستروجين البشري. فيجب على المرأة أن تستهلك كمية كبيرة من هذا الطعام قبل أن يؤثر تأثيراً حقيقياً في هذا الاحمرار والأعراض الأخرى المزعجة، ولكن قد تجد المرأة أن هذه النباتات ربما تساعد قليلاً. إن دراسة عن بروتين الصويا كعلاج معقول للاحمرار صدرت في عام 1997م عن جمعية أمراض القلب الأمريكية، وأظهرت أن الصويا يجعل الاحمرار أقل شدة، ولكنه لا يقلل من عدد المرات التي تحدث فيها، والطريقة الأسهل لأخذ الصويا هي إضافة حوالي 500 ملليتر من حليب الصويا للوجبة اليومية أو استهلاك الصويا الموجود في المحلات، كما تتوفر حاليا مستحضرات الفيتواستروجين، وتباع في الصيدليات على شكل كبسولات. وتبيع الصيدليات العديد من الأدوية التي تستعمل لمعالجة الاحمرار الحاد، منها دونع و1 وجذور عرق السوس وغيرها، وهي تحتوي على الفيتواستروجينات. وتبيع كذلك عقاقير غريبة مثل حبر الحبار والجرافيت والسلفور وسموم الأفاعي وفعالية هذه الأدوية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *