عمّم مجلس التعليم العالي مؤخرًا قرارًا هامًا إلى جميع مؤسسات التعليم العالي في البلاد، يقضي بإلغاء تحديد جيل القبول للمواضيع الطبية. وجاء في حيثيات القرار أنّ هذا الشرط يميّز سلبًا الفئات التي لا تخدم في الجيش (أي المجتمع العربي)، والتي تُمنع من مباشرة التعليم الجامعي بعيد إنهاء المرحلة الثانوية. ويأتي هذا التطوّر بعد سنوات من المداولات في هيئات ولجان فرعية تابعة للمجلس، ومن المرافعة من قِبل مؤسسات عربية، من بينها مركز "حراك" لدعم التعليم العالي ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي ومركز "عدالة" ومركز مكافحة العنصرية ومركز "دراسات". وجاءنا من مركز "حراك": هذا إنجاز هام جدًا يأتي بعد سنوات من العمل والتقارير التي أشارت إلى ما يعنيه هذا الشرط في واقع الأمر من حدّ لقدرة الطلاب العرب على تعلـّم جزء من المواضيع بسبب شرط تحديد الجيل، ومن بينها مواضيع مطلوبة يعاني المجتمع العربي من نقص فيها. ومن الجدير ذكره أنّ الطلاب الذين يتسجّلون من خلال الوحدة الجامعية في الجيش الإسرائيلي ("الاحتياطي الأكاديمي") معفيون من شرط الجيل. وتابع البيان: إن هذا القرار يرفع جزءًا من التمييز ضد طلابنا العرب، ونطالب الجامعات بأن تطبّقه بدءًا من العام الأكاديمي القريب. لكننا نؤكد أنّ الطريق إلى المساواة وتكافؤ الفرص ما زالت طويلة في ظل استخدام المقابلات الشخصية كأداة تصنيف وقبول، وخاصة في المواضيع العلاجية، إذ يواجه الطلاب العرب صعوبة في التعبير عن أنفسهم بلغة عبرية مهنية طليقة، أضف إلى ذلك المعيقات الثقافية في الوقوف أمام طاقم مهني يمتحنهم بلغة غير لغتهم الأم. ومع هذا نناشد طلابنا بألا ييأسوا وبأن يطرقوا كل الأبواب لانتزاع حقوقهم، فلا يضيع حق وراءه مُطالب. وكان مركز "حراك" قد ترافع ضد شرط تحديد الجيل في تقارير ومذكرات قدّمها إلى كلٍ من مجلس التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD)، وكذلك في تقرير "طريق الآلام" الصادر في حزيران 2013، والذي رصد معيقات التعليم العالي أمام الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية.
مجلس التعليم العالي يلغي “تحديد الجيل” كشرط مسبّق للقبول للمواضيع الطبية
مراسل حيفا نت | 14/09/2014