حيفا العروس طرحة عصية- الشاعر رشدي الماضي- حيفا

مراسل حيفا نت | 28/04/2009

جرحا ساطعا لمّا تزل، في خاصرة عروسنا، وسيلا للمرارة في رصيف الذاكرة.

نيسان السقوط، هي اليوم "طرحة" ابيّة، ابية وعصيّة، فإن جدد "المقص" له مجيئا، ستونعه خُطى، وتخلي قطافه، بين الفصول سحابة صيف عابرة!!

تعال الى ساحة "خمرتها" لتراها مناديل ترقب نشوى وعربات وخيولا واقفة منتظرة، واذا مددت اليها العيون، سترى كرملها صنوبرا قد انفرط جديلة ساهرة، وعلا فنارا، صبحا قنديله، ليوجه عريسا، سئم الغياب الطويل، فأبرق، مع زاجل يحترف الرجوع، بريدا وعنوانا، انه كعوليس، قرر العودة ولو لم تبق من دار بناها الا البقية!!

صباح الخير يا حيفا، وأنا هو ابنك الذي "قصقصوه" يومها، لتحمله "القوارب" منفى وشتاتا وغربة نضب صدرها، حليبا نقيا!!

لكنني، وقد نجحت ان استل من ثوبك، جذور التشبث، وحِكتها نسغ البقاء، لأظل فيك، الوجود الحقيقة، وفي ليل للهروب، الحلم الندي، حتى "احرثَ" سرير الوصال، حصانا اصيلا وصلبا قويا!!

لاصطادها دوما، طفولة بكرا، وافرشها على جسدك شاطئا رخوا وعلى كرملك، كرما يتدلى طوال الليل قناديل، نعبها دنانا فتية!!

حيفا!! وانت هي لغتي، لا تقولي تعب الكلام، ودخل الحديث كهفه، صوتا وبشارة، انا هو مبشرك، فاسمعيني ابجدية – سريرك، اعفى ولادتها ان تنتبذه، وترحل الى هناك بعيدا قصيا!! لأظل فارسك الذي يدخلك، ويتمثل ليلة ليلة، يتمثل لك عريسا بشرا سويا!! حلو طعم رملك البليل يا فتاتي، وسأبقى اخثوه عند الجوع تفاحا شهيا.

وفي قر كانون اتسربل به شمسا ووجاقا دفيا!! فإذا رأيت امواجه الولهى قادمة. مدّي كاسرك واتركي ثوبك الابيض ينضو عن سيقانك، واتركي الطرحة يرفعها كرمل هلّ بهي المحيّا!!

سندخلنا من نفس ابواب الصباح، ونعوده "صبحية صبحية" بيتا يروض المستحيل ويهزم المعجزات، ويبقى وجودا يرفض ان يبلغ من الكِبر، كبرا عتيا!!

نحن يا حيفا عناق، لا يدانيه النضوب ديمومة، فلن تعرف اصابعي الا "الرحيل الصفر" مني اليكِ، وخروج اللاخروج منكِ اليّ؟!!

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *