وَجَعلْتُ مُفردَ غزّة جمعَ كنعانّيات سالمًًا

مراسل حيفا نت | 10/08/2014
 

رشدي الماضي

 

أجلسُ

على مقعد رصيفٍ

يُراقبُ دَبَّةَ العزلة…

المحطَّةُ

في لا مدينَتها مُزدحمة

والقطارُ

وراءَهُ الخوفُ

يكمن على تُخوم السّاعة

عَلَّهُ يُضَلّلُ تجاعيدَ الخطوط مَرَّةً

    

يَنْهضُ القلقُ

صديقًا مشرعًا على التَّأويل

وقْتُهُ يَعْوي

يُمعِنُ النَّجاة من الأرق الغامض

يرى النَّوافذ في ثنايا النَّوافذ 

    

الشَّريرُ

تهربُ منه وِسادتُهُ

يتدحرجُ

يغفو، يصحو، يهذي

يبتكر

من تضاريس القهوة «نَعْوَسَة»

ويَجْمعُ

الوساداتِ التَّائهةَ، خِلْسةً..

    

لِيُدركني

في تُربَة اللّا-أين حقلاً فصَيْفًا

فسُنْبلة

تجعلني في كلّ «مُفْرَد» العُزلةِ

«جَمْعًا سالمًا»!!

    

عبرنا أيّها الوقت

رتوشَ الحذْف والإضافة…

عُدنا إلى مَسارِكَ في الظِلّ

وأعدنا رَسْمَ الصّورة الغائبة

    

استعدنا اليومَ تَشابُهَنا

في سياق مسافات الرَّسائل

أمعنّا النَّظرَ إلينا

وسَعَينا بيننا وبيننا

شاهِرَيْنِ صَبرَ المحاولة 

فأجابتنا من جدار الصَّمتِ فينا 

مدينةٌ

أَيقَظتْ كرسيّ النّافذة:

إليَّ.. إليَّ.. إليَّ

    

أنا مَقْعد

خَبأتُنِي في أسفلِ حانةِ العزلةِ

كأسًا جالسًا إلى منتَصفِ الثَّمالةِ

تقرأ – «آلاء» الحالمين القادمين 

من «سورة تبارك»

«صَمَدًا».. نفخ الحنينَ في ذاكرة مُدْمِنة

ليَّنَ قسوةَ الطّريق ليُكمل الحضور 

«مهدًا» يمتصُّ «طفلُهُ» في الرَّمادِ

رحيقَ الأمْكنة..

    

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *