الكثير من العائلات تتوجّه إلي مؤخّراً للاستشارة لفحص إمكانية أخذ قرض سكني من أجل شراء بيت أكبر, لأن عائلتهم كبرت والبيت أصبح لا يكفيهم.
بشكل عام , بعد الفحص نتوصّل إلى نتيجة بأن الإنتقال إلى بيت أكبر سيُكلّفهم مبالغ طائلة, تفوق قُدرتهم المادّية وهذا الأمر يسبب لهم خيبة أمل كبيرة.
لذلك أصبحت أعرض على زبائني حلاً أخر وهو توسيع البيت القائم.
بناءً على استطلاع الرأي الّذي أجريته على زبائني ومعارفي وأقاربي , توصّلت إلى نتيجة بأنّ الغالبية الكبرى من الناس لا تترك بيتها المُلك لتنتقل إلى دار أُخرى لو كانت لديهم غرفة إضافية وشُرفة (بلكون) , طبعاً الاستطلاع لا يشمل الناس الّذين يريدون الانتقال من بيتهم , هرباً من بعض الجيران أو بسبب بُعد البيت عن المركز أو البيوت الموجودة في حارات غير مرغوبة وغيرها…
سدرجة (تحسين وتوسيع) البيت:
العائلات التي تسكن في بيت مُكوّن من غرفتين بدون شُرفة تضطر لشراء بيت مكوّن من ثلاث غُرَف وشُرفة وثمنه يكون أغلى مرّتين تقريباً من ثمن بيتها الحالي.
مثال: لو أخذنا داراً عادية في شارع أللنبي في حيفا مُكوّنة من غُرفَتَي نوم , صالون ومنافع موجودة في الطابق الأول وحتّى الطابق الثاني نستطيع بيعها بسعر 600,000 شاقل حتّى 700,000 شاقل في أحسن حال ولكن نفس الدار في نفس الحارة ذات غرفة إضافية وشُرفَة قد يصل ثمنها إلى 1,000,000 – 1,200,000 شاقل , هذا يعني أنه من أجل الحصول على بيت ذي غرفة إضافية وشُرفة علينا دفع سعر مُضاعَف.
الحل البديل:
مؤخّراً أنا أعرض على زبائني القيام بتوسيع البيت بدون الحاجة لموافقة الجيران وهكذا يحلّون مشكلة ضيق البيت بمبلغ مادّي قليل نسبياً, نسبةً لتكلفة الحلول الأُخرى.
حيث أنّ العائلة المُتوسّطة ذات ال 5 أنفار, الّتي تمتلك بيتاً ذا غرفتين وبيتها في حارة ممتازة ومشكلتها فقط ضيق وصغر البيت , فإن إضافة غرفة وشُرفة للبيت ستحل مشكلتهم, بواسطة إنفاق مبلغ أقل بكثير من المبلغ الّذي سيحتاجونة من أجل الإنتقال لبيت مُماثِل ذي ثلاث غرف وشُرفة.
تكاليف المشروع:
بالطبع لكل حالة ظروفها الخاصّة وهنالك العديد من المُعطيات والمُتغيّرات والظروف الّتي تؤدّي إلى زيادة تكاليف المشروع او تخفيضها , مثلاً: سهولة أو صعوبة وصول أدوات وآلات العمار للبيت كالرافعة والجرّار وأدوات إزالة الردم والطم, كلّما ارتفع عدد الجيران المُشتَركين في المشروع كلّما إنخفضت تكاليف المشروع لكل جار, أنواع المواد المُستخدَمة في المشروع كنوع البلاط وغيرها…
إضافة "غُرفة طوارىء" (ממ"ד) بمساحة 12 متراً مُربّعاً تكلفتها تتراوح تقريباً ما بين 80,000-95,000 ألف شاقل (7,000-8,000 شاقل للمتر المُربّع) وإضافة شُرفة بمساحة 12 متراً مُربّعاً تُكلّف ما بين 35,000- 50,000 شاقل .
أُكرّر وأُذَكّر بأن الأسعار قد تكون أكثر أو أقل لذلك أنصحكم بالحصول على تسعيرات من عدّة مُقاولين .
ميّزة إضافية:
بالإضافة إلى أنّ البيت سيُصبح أكبر وسنحصل على شرفة تُجمّل البيت فإنّ مشروع توسيع البيت هذا سيرفع ثمن الدار بشكل كبير جداً.
إضافة "غُرفة طوارىء" بمساحة 12 متراً مُربّعاً تكلفتها تتراوح تقريباً ما بين 80,000-95,000 ألف شاقل (7,000-8,000 شاقل للمتر المُربّع) (ترفع سعر الدار ب %15- %20) وإضافة شُرفة بمساحة 12 متراً مُربّعاً تُكلّف ما بين 35,000- 50,000 شاقل ترفع سعر الدار تقريباً ب- 70,000 شاقل وفي بعض الأحيان حتّى ب-100,000 شاقل , أي بالمجموع الكُلّي هاتان الإضافتان قد ترفعان سعر البيت ب- 20% بالمُعدّل.
العراقيل:
من الواضح بأن هذا المشروع مُركّب وليس بسيطاً أبداً وسنضطر للإنتقال لدار أُخرى ريثما ينتهي ترميم البيت أو أننا سنضطر للبقاء في البيت بالرغم من الضجيج والغبار والتراب خلال فترة الترميم ولكن بالطبع النتيجة النهائية تستحق هذا العناء.
تمويل المشروع:
بموجب تجربتي فأنا أستطيع أن أُطمئنكم بأنني نجحت بالحصول على تمويل ترميم كل بيت , كنت قد قَدّمتُ طلباً لتمويل ترميمه بالكامل من البنوك بحسب الاقتراح أعلاه , بالذات إذا كان البيت مرهوناُ لصالح البنك لضمان تسديد قرض سكني وكان المُقتَرض يُسدّد الأقساط الشهرية بانتظام .
أشدّد هنا بأن زبائني في كثير من الأحيان لا يشعرون بالزيادة في القسط الشهري لأنني أقوم بالمُقابِل بتكرير القرض السكني, الأمر الّذي يوفّر لهم مبالغ طائلة وقد يدفعون بذلك نفس مبلغ القسط الشهري على الرغم من زيادة مبلغ القرض, وذلك بسبب التوفير الّذي حقّقناه بواسطة عملية التكرير.
مثال لمشروع قُمت بتدبير تمويله:
أحد زبائني كان قد أخذ قرضاً سكنياً بمبلغ 316,000 شاقل وكان يدفع أقساطاً شهرية بمبلغ 2,120 شاقلاً طبعاً لفترة 21 سنة ومن أجل تحقيق المشروع المُقتَرَح في مقالتي هذه , كان عليه أن يحصل على تمويل إضافي بمبلغ 120,000 شاقل, توجّه إلي للاستشارة فقُمتُ بتكرير قرضه السكني وأصبح مبلغ القرض السكني الكامل 436,000 شاقل ولكن لنفس الفترة (أي 21 سنة) والقسط الشهري ازداد فقط ب 180 شاقلاً شهرياً لا غير ( أي 2,300 شاقل فقط!) !
من الجدير بالذكر أنه في هذه الحالة لو أراد الزبون أن يقوم بتكرير القرض السكني فقط بدون تنفيذ المشروع فإنني كنت قد حصلت له على توفير قيمته 139,000 شاقل وبنفس مبلغ القسط الشهري (أي 2,120 شاقلاً) مع تقليل عدد سنوات تسديد القرض السكني!
من المهم التذكير أنه لا توجد حالة تُشبِه الأُخرى وفي بعض الحالات قد أحصل على توفير أكبر من هذا أو أقل والأمر يتعلّق بظروف ومُعطيات كل حالة على حِدَة , حيث أن كل حالة تختلف عن الأُخرى.
الاختصاصيون:
في هذا النوع من المشاريع هنالك الكثير من المُختصّين الّذين يُنفّذون المشروع بسهولة , بسرعة, بثمن مقبول وبجدارة:
أ. مُحامٍ مؤهّل كان قد رافق هذا النوع من المشاريع مرّة
واحدة على الأقل.
ب. مقاول معروف بموجب توصيات , الّذي قام بمثل هذه
المشاريع وقام بالحصول على الرُخَص وكل الأوراق
اللازمة لتحقيق مثل هذا المشروع.
ج. اختصاصي قروض عقارية/سكنية ذو خبرة في هذا
المجال الّذي بدورة يقوم بالحصول على التمويل الملائم
لمثل هذا المشروع بسرعة وبالشروط الأفضل للزبون.
الخُلاصة
إذا كنتم تسكنون في بيت في منطقة ممتازة ومُريحة , لا تَشْكُون من مشاكل مع الجيران والانتقال إلى دار أكبر من داركم سيُكلّفكم ضعف ثمن داركُم , لأنكم بحاجة لدار أكبر من داركم بغرفة ونصف وشُرفة , فإن الحل الأمثل لكم هو فحص مُلاءَمة الإقتراح الّذي عَرَضتُه عليكم في هذه المقالة والّذي سيرفع من قيمة داركم وسيُحسّن ظروف حياتكم في البيت , دون المساس بوضعكم المادّي , حيث قد نصل لوضع أن يكون القسط الشهري مُماثِلاً لِما تدفعون اليوم في حال حقّقنا عملية تكرير القرض السكني.
**من الجدير بالذكر: أن هذه المقالة ليست بديلاً لإستشارة إختصاصي مؤهل وليس بمثابة توصية بأي شكل من الأشكال وكل حالة يجب فحصها بشكل خاص ومُنفَرِد وحسب ظروفها الخاصّة.
اختصاصي قروض عقارية (يعمل في تمثيل المُقترضين أمام البنوك وتخطيط مسارات قروض عقارية).