جماهير غفيرة تشيّع جثمان المرحوم كريم إسحاق

مراسل حيفا نت | 06/07/2014

لمراسل خاصّ

شيّعت جماهير غفيرة في حيفا، عصر الثّلاثاء الأخير (2014/7/1) جثمان المرحوم، الشّاعر والكاتب المسرحيّ والسّينمائي، ابن مدينة حيفا، الفنّان كريم جريس شحادة إسحاق، الّذي توفّي في الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

ولد المرحوم كريم إسحاق في حيفا في الثّالث من تشرين الثّاني لعام 1931، درس في المرحلة الابتدائيّة والإعداديّة بمدرسة الحكومة في حيفا زمن الانتداب البريطانيّ، ثمّ انتقل إلى مدرسة «سانت لوكس» لإتمام المرحلة الثّانويّة.  

بين السّنوات 1951 و1963 عمل مدرِّسًا في دائرة المعارف في عدّة مدارس في حرفيش، عسفيا وحيفا، وخلال هذه الفترة اجتاز عدّة دورات تعليميّة حتّى حصل على درجة معلّم مؤهّل.

عُرِف المرحوم بمواهبه الفنيّة منذ نعومة أظفاره، وظهرت هذه المواهب بعدّة مجالات، أهمّها رسم اللّوحات، العزف على آلة العود والغناء، كتابة الأشعار والإلقاء والكتابة المسرحيّة، وقام بتطوير وصقلِ هذه المواهب؛ ومن هنا كانت له نشاطات عديدة في المسرح والإذاعة، نذكر منها برنامَج «ليالي السّمر» مع صديقه المرحوم جميل شومر. 

في عام 1963 سافر المرحوم للولايات المتّحدة الأمريكيّة، ليتابع دراسته في المسرح والسّينما، في معهد HB  ستوديو، في نيويورك، وهناك أقام، مع مجموعة من أصدقائه الفنّانين، فرقة موسيقيّة باسم Devil's Anvil كان فيها المرحوم عازف العود والمغنّي الرئيسيّ، وكانت ابتكاريّة ومُبدعة من حيث الدّمج بين الموسيقى العربيّة الشّرقيّة، والموسيقى الغربيّة الصّاخبة.

بعدها انتقل إلى جامعة لاس ڤيجاس حيث واصل تحصيله في كتابة المسرحيّات والمواد السينمائيّة 

ونال درجة الماجستير في الفنون الجميلة Master of Fine Arts في جامعتها؛ وبعدها أصبح محاضرًا جامعيّـًا، بلقب پروفِسور، في قسم الفنون في نفس الجامعة فعلّم كتابة المسرحيّات والفن السينمائيّ ثُمَّ أقام قسم اللّغة العربيّة وآدابها في الجامعة نفسها وحاضر فيه وفي قسم الفنون لمدّة تسع سنوات حتّى تقاعده عام 2010.

كتب المرحوم عدّة مسرحيّات، منها: روكسيلانا وزنوبيا ملكة تدمر وسليمان القانونيّ ومغامرات عمر مراد والحاج علي، مُعتبرًا ذلك أيضًا رسالة لتعليم أمجاد العرب والشّرقيّين للغرب. كما كتب عدّة روايات أشهرها I never had a camel، وأخرج عدّة أفلام قصيرة كان آخرهاAddicted  «المدمن»، وهو فيلم ثلاثيّ الأبعاد يتطرّق إلى التّدخين ومضارّه، عرض في مِهرجان الأفلام العالميّة في كاليفورنيا؛ وخلال كلّ هذه الفترة واصل كتابة القصائد في اللّغتين: العربيّة والإنچليزيّة. وكان ظهوره الأخير في حفل الاستقبال الّذي أقيم للفنّان محمّد عسّاف في لاس ڤيجاس، ألقى فيه المرحوم قصيدة شعر مدح من خلالها الفنّان الموهوب، وافتخر به.

ورغم تواجده على مدى أكثر من خمسة عقود في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، إلّا أنّه كان عميق الصلة ببلاده، معبّرًا عن مدى شوقه لها في قصائد عديدة وكان العربيّ الفخور بأصله دومًا وأبدًا؛ كما كان على علاقة وطيدة بأهل بلده معبّرًا عن مدى حبّه لهم، في المناسبات السعيدة والحزينة، بقصائد شعريّة عديدة. 

وفي شهر نيسان من العام 2012 صدر ديوانه الشّعري بعُنوان «حنين» معبّرًا فيه عن مدى حنينه الشّديد لوطنه الّذي أبى إلّا أن يُدفن فيه، في مدينته حيفا تحديدًا، بموجب وصيّته، بعد أن توفّي في لاس ڤيجاس صباح 2014/6/14، بعد معاناة من مرض عُضال.   

وسيقام للمرحوم قدّاس الأربعين، يعقبه حفل تأبين في موعد سيقرّر وسيتمّ الإعلان عنه لاحقًا.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *