مصفّف شَعر يتبوّأ الصّفوف والمراتب الأولى، يقف إلى جانب كبار مصفّفي الشَّعر المحلّيّين والدّوليّين؛ قبل أزْيدَ من عشرين عامًا أنهى دراسته الأكاديميّة في أكاديميّة «طوني وچاي» (Tonny & Guy) في لندن، والّتي تعتبر من أفضل أكاديميّات تصفيف الشَّعر في العالم؛ ومنذئذٍ شقّ طريقه وخطّ له مسارًا خاصّـًا، سار به ومعه بخطًى مدروسة وثابتة بكلّ جِدٍّ ونشاط وحرفيّة، على درب الجمال والموضة والفنّ، ليبتكر لذاته – من خلال مشواره الطّويل هذا – تصاميم شَعر مبتكَرة، إبداعيّة، عصريّة، ومميّزة، وليدمغ عالم تصفيف الشَّعر ببصمة تميّزه عن غيره وتضعه في المقدّمة.. إنّه مصفّف الشَّعر الحيفاويّ إبراهيم عبّاسي (صاحب صالون الشَّعر المعروف «آڤي طال»).
عمل عبّاسي – خلال مشواره – بكلّ مِهْنِيّة واحتراف على عشرات ألوف قصّات الشَّعر وتسريحاته، وأبدع وابتكر وتميّز بمئات التصاميم والتّسريحات، الّتي تركت بصمة دامغة في عالم الجمال؛ يواظب، دائمًا، على مواكبة التّغييرات والتّحديثات في عالم الشَّعر، ودراسة كلّ ما يدور في فلك الشَّعر من صحّة وجمال وفنّ وإبداع، فيدأب على الالتحاق بدورات تصفيف الشَّعر في البلاد والخارج، والمشاركة في أفضل العروض العالميّة.
كوّن لنفسه اسمًا ووضع له بصمة خاصّة تميّزه عن غيره، فالشَّعر – بالنّسبة إليه – ليس مجرّد قصّة أو تسريحة، بل مشروع تصميميّ ابتكاريّ، مدروس ومُتقَن، يميّز من خلاله جمال المرأة ويبرز أناقتها وأنوثتها.
عمله دقيق واحترافيّ، له نظرة ثاقبة، دائم التّجدّد والابتكار، متابع لآخر وأحدث صَرْعات الموضة والشَّعر، وسبّاق في إدخالها إلى البلاد.. إنّ فنّ تصميم الشَّعر لدى إبراهيم عبّاسي له لمسة خاصّة، لمسة إبداعيّة فنّيّة.
تخطّى اسمه الحدود ووصل العالميّة، فارتبط اسمه بمئات عارضات الأزياء وملكات الجمال وسيدّات الأعمال والمجتمع، المحلّيّات والعالميّات، العربيّات واليهوديّات والأجنبيّات، حيث يرونه فنّانًا مبتكِرًا لا مجرّد مصفّف شَعر عاديّ، لذا أصبح اسمه توأمًا لعالم الموضة والفنّ والإشراق والجمال والإطلالة المميّزة. يعمل على إظهار المرأة أو السّيّدة أو الشّابّة بشكل لافت للأنظار، بطلّة ملوكيّة يبرز – من خلالها – جمال المرأة «المخفيّ»!
إجراء حوار مع مصفّف الشَّعر إبراهيم عبّاسي داخل صالون «آڤي طال»، القابع في مركَز الكرمل، كان مَهمّة شبه مستحيلة، رغم تحديد موعد مسبّق؛ فصالونه كان يعجّ بسيّدات وجميلات من أطياف وأعمار مختلفة، وهذا الحوار قُطّع وتواصل مرّات عديدة، وطال ساعات.. ولكنّه أُنجِز، في نهاية المطاف..
– حدّثنا بدايةً، لِمَ أطلقت اسم «آڤي طال» على صالون الشّعر؟
عملت – في بداية طريقي – مع شابّ يهوديّ يُدعى طال لمدّة أربع سنوات؛ حيث كان من المفترض أن نفتتح صالونًا للشَّعر معًا، ولكن – لسوء الحظّ – تعرّض طال إلى حادث طرق مروّع في إيطاليا منعه من تحقيق حلمه، لكنّي قرّرت إبقاء اسم «آڤي طال»..
أوّل صالون افتتحه كان في شارع ابن سيناء في حيّ الـ«هدار»، وبعدها انتقلت إلى شارع «موريا» عام 1997، حيث أطلقت اسم «آڤي طال» على الصّالون، وبعدها بسبع سنوات انتقلت إلى مركَز الكرمل.
– ألم تستخدم اسم «آڤي طال» كبطاقة لدخول المجتمع اليهوديّ؟
لم يكن هذا هو الهدف من وراء ذلك؛ فأنا معروف في مجتمعنا العربيّ باسم إبراهيم عبّاسي، وأنا لا أُخفي ذلك. وقد شرحت لك سبب إطلاق اسم «آڤي طال» على صالون الشَّعر، لقد جلب لي هذا الاسم حظّـًا كبيرًا وخطّ لي اسمًا بارزًا إلى جانب كبار مصفّفي الشَّعر في البلاد، وزبائن الصّالون هنّ من المجتمعَين العربيّ واليهوديّ، إضافةً إلى الأجنبيّات.
– لكنّي مصرّ على أنّ اسمك مرتبط أكثر بالمجتمع اليهوديّ منه بالعربيّ..
ربّما لأنّني قرّرت أن أتحدّى نفسي وأفتتح صالون شَعر وسط المجتمع اليهوديّ، في قلب الكَرمل. كثيرون حذّروني من الإقدام على هذه الخطوة؛ بادّعاء أنّ المجتمع اليهوديّ لا يتقبّل العربيّ بسهولة، ومن المفضّل عدم دخول «قفص الأسود». ولكنّ ثقتي بنفسي وإصراري على التّحدّي والعمل الدؤوب أثبتت للجميع أنّ العربيّ يُمكنه النّجاح والتّميّز ودمغ بصمة خاصّة، أيضًا، وسط «الأسود». من حقّي أن أختار المكان الّذي أجده مناسبًا لأنطلق وأحلّق – من خلاله – أينما كان. لديّ زبائن من أطياف وأعمار وطبقات اجتماعيّة مختلفة، يأتينني من جنوب البلاد (إيلات) حتّى شمالها (الجولان)؛ فقصّاتي وتسريحاتي وتصميماتي هي عُنوانيَ الأساس، لا المكان.
– وما الّذي يميّزك عن غيرك؟
على مدار سنوات طويلة اكتسبت خبرة مهولة، وعملت إلى جانب أكبر مصفّفي الشَّعر والمبدعين وألمعهم في مِنطقة تل أبيب والعالم. مشواري الطّويل بدأته بالتّعلّم عند جاك يعقوب، ومن ثَمّ انتقلت للعمل في عدد من صالونات الشَّعر في المركَز، خصوصًا. لكنّ طموحي لم يتوقّف عند هذا الحدّ، فقرّرت السّفر إلى لندن للتّعلّم في أفضل أكاديميّات الشَّعر (Tonny & Guy)، وهناك اكتسبت تقنيّة وخبرة لم أكن لأكتسبهما أو أتعلّمهما في أيّ مكان آخر.
بعد إنهاء دراستي عُرض عليّ البقاء والعمل ضمن طاقم الأكاديميّة، ولكن ظروف الحياة – في حينها – منعتني من ذلك، رغم أنّ هذا العرض كان مُغريًا جدًّا، كما أنّ الكثيرين جدًّا يتمنّونه ويحلمون به. بعد عودتي إلى البلاد من لندن، عملت في أهمّ صالونات الشَّعر وأشهرها في تل أبيب، مع ألمع الأسماء، ما زادني وأكسبني خبرة وتقنيّة إضافيّتين.
– هل لك أن تحدّثنا عن عروض ومسابقات محليّة ودوليّة شاركت بها، وكانت لك بصمة فيها؟
شاركت بعروض عديدة في البلاد والخارج، ولكنّي سأذكر لك أهمّها وأبرزها:
شاركت، مؤخّرًا، في أكبر عرض للأزياء للمصمّم العالميّ موچلر (Mugler)، والمعروف بتصميماته الخاصّة والممّيزة للفنّانات العالميّات وعارضات الأزياء وملكات الجمال. جرى هذا في حدائق العرض («چاني هَتَعْروخا» – גני התערוכה) في تل أبيب، بإنتاج ضخم جدًّا، وقد كنت العربيّ الوحيد المشارك ضمن أفضل وأهمّ 15 مصفّف شَعر من الصّف الأوّل في البلاد. عملنا مع أكثر من 50 عارضة أزياء مميّزة وملكة جمال من البلاد والخارج. وقد أكسبتني هذه المشاركة شرفًا وفخرًا، وأضافت الكثير إلى اسمي ورصيدي المِهْنِيّ.
شاركت – عام 2010 في بريطانيا – ضمن مشاركين بارزين من عشرات الدّول المختلفة، بعمل مباشر على مسرح أمام الألوف، بعُنوان «work shop team»، هدف إلى ابتكار تسريحة وقصّة شَعر خلال دقائق معدودات، من خلالها نقوم بتغيير شكل العارضة (الـ«لوك») كليّـًا بشكل جذريّ، ومنحها شكلًا جديدًا («لوك») يُبرِز مفاتن وجهها وجماله ويغيّر طلّتها. وقد كنت، أيضًا، العربيّ الوحيد من البلاد المشارك في هذا العمل، الّذي يتطلّب سرعة بديهة ونظرة ثاقبة ومخيّلة واسعة وإبداعًا في الوقت ذاته، وهذه التّجربة، أيضًا، أكسبتني آليّات إضافيّة وفتحت أمامي آفاقًا جديدة.
شاركت في عدّة عروض أزياء ضخمة في «فاشن تي.ڤي.» (F.Tv) مع كبار عارضات الأزياء العالميّات.
عام 2001 دعتني شركة «لوريال» L'Oréal إلى المشاركة في أسبوع الأزياء العالميّ في لندن، حيث كنت أوّل عربيّ من البلاد يسافر إلى لندن للمشاركة في هذا العرض الهامّ، على أفضل مسارح العرض في العالم، وسط أكبر مصفّفي الشَّعر ومبتكري التّسريحات من أهم عواصم الموضة في أوروبا (روما ولندن وفرنسا، وغيرها) والعالم العربيّ وخصوصًا لبنان، فكانت المشاركة مثرية جدًّا، أكسبتني خبرة وشهرة في الوقت ذاته، حيث ابتكرنا أحدث القصّات والتّسريحات في عالم الشَّعر.
وقد تلقّيت دعوةً، مؤخّرًا، من شركة «لاكمه» (Lakmé) الإسپانيّة العالميّة، للمشاركة – في شهر تشرين الثّاني (نوڤمبر) القادم – في مِهْرَجان ضخم لأشهر مصفّفي الشَّعر في العالم، سيجري في مدينة برشلونة (إسپانيا)، حيث تمّ اختياري ممثّلًا عن الشّركة في البلاد، بعد اطّلاعهم على أعمالي، وبهذا سأكون الوحيد من البلاد المشارك في هذا المِهْرَجان الضّخم. ستكون هذه فرصة ذهبيّة لأعرض – من خلالها، أوّل مرّة – أحدث القصّات وتسريحات الشَّعر وآخر صَرْعات عام 2014.
– مَن يقرّر صَرْعات الموضة والشَّعر الجديدة كلّ عام؟
بخطوطها العريضة يقرّرها كبار مصمّمي الأزياء ومصفّفي الشَّعر في العالم، وتأتينا من كبرى عواصم الأزياء الأوروپيّة، عبر الفضائيّات وأشهر مجلّات الموضة والأزياء، فتتحوّل هذه الصَّرْعات إلى مساق عالميّ – («ترند») عالميّ.
– وما هي آخر صَرْعات الشَّعر لهذا العام؟
تسريحات الشَّعر، اليوم، تعود بنا بقوّة إلى السّتّينيّات والسّبعينيّات، وتسيطر – هذا الموسم – وتحتلّ الصدارة تسريحات «الشّينيون» (الشَّعر المرفوع)، الّتي تبرز جمال المرأة وحيويّتها، خصوصًا في فصلَيِ الرّبيع والصّيف. وتضيف هذه القصّات والتّسريحات أناقة وجمالًا إلى المرأة وتتناسب وفق طولها وقَوامها؛ حيث عُرفت تسريحات «الشّينيون» كرمز للأناقة والأنوثة والنّضارة والجمال. يختلف «الشّينيون» من تسريحة إلى أخرى، فهناك العديد جدًّا من أنواع «الشّينيون» الّذي يمكن تصميمه، وذلك وفقًا للحدث أو المناسبة وما يناسب السّيّدة ويليق بها، أساسًا.
نلحظ – كما ذكرت – أنّ موضة السّتّينيّات والسّبعينيّات تعود إلينا بقوّة، من حيث تصميم الأزياء والماكياج والشَّعر، ولكنّي أدأب على عدم استنساخ الموضة، وأعمل على إدخال لمسة عصريّة، تحمل نفحةً شرقيّة تميّز السّيّدة وتبرز أنوثتها وجمالها بأسلوب عصريّ قديم/مستحدث.. وهذا ما يميّز عملي.
فتسريحات السّتّينيّات والسّبعينيّات معقّدة، نسبيًّا؛ حيث تحتاج إلى دقّة وإتقان شديدَيْن؛ فأي «خطأ» أو تهوّر في مثل هذه التّسريحات قد يؤدّي إلى نتيجة عكسيّة، وبدل أن يبرز جمال المرأة وأنوثتها ونضارتها، قد يزيد من عمرها.. أنا من عشّاق هذه الموضة؛ لأنّها تشكّل تحدّيًا لمصفّف الشَّعر، وتبرز مِهْنِيّته وحِرفيّته وتعمل على إظهار تفاصيل وجه المرأة بالشّكل الصّحيح. لذا أعمل على تطويع الموضة ودمغها ببصمة إبراهيم عبّاسي الخاصّة، كي لا تبدو مُستنسَخة؛ أُدخل لمسةً عصريّة حديثة مختلفة، تميّز زمننا هذا، وفي الوقت نفسه تعود بنا إلى الماضي وتذكّرنا به.
– وما هي أكثر القصّات وتسريحات الشّعر المحبّبة والحافزة لدى ابراهيم عبّاسي؟
أعشق كثيرًا قصّات الـ«كاريه»؛ القصّات القصيرة. حيث تَحفزني على التّميّز والإبداع. هناك أكثر من 60 قصّة «كاريه»، حيث تتصدّر قصّة الـ«كاريه» – منذ السّتّينيّات حتّى عصرنا الحاليّ – لائحة التّسريحات المميّزة والجذّابة، والّتي تحرص المرأة على الظّهور بها بين الحين والآخر. وتجدر الإشارة إلى أنّ تسريحة الـ«كاريه» تناسب معظم الوجوه، خصوصًا الوجه «المربّع»، وهي قصّة متدرّجة الطّول، غالبًا؛ منها القصير والمتوسّط والطّويل نسبيًّا، ويمكن تسريحها بطريقة ناعمة أو مُجَعَّدَة، كما يمكن التّفنّن بها، حسَب تحديد الشّكل والتّدريج وتغيير اللّون و«اللّعب» على زوايا الشَّعر. عليك أن تكون مصفّف شَعر متمكّنًا كي تُبدع في هذه القصّات.
– وما هي الألوان الدّارجة لهذا العام؟
لا يوجد لون معيّن دارج يسيطر هذا العام. نعمل وفق لون أو أكثر مدرّج من الدَّاكن إلى الباهت؛ فلون الشَّعر لم يعُد يعتمد على لون واحد ووحيد، فقط. ولكن نرى، اليوم، عودة اللّون البنّيّ الدّاكن (المائل إلى الشّوكولاطة) مع لمسات نحاسيّة، كما نلحظ عودة اللّون الأحمر النّاريّ أو الأقرب إلى البرتقاليّ.. عدا تدرّج الألوان من الدَّاكن إلى الباهت. وفي النّهاية، بعد التّشاور مع الزّبون، أنصحها باللّون الّذي يلائمها ويفي بمتطلّباتها وفق لون بشرتها والمناسبة، أو الزّيّ الّذي قد ترتديه.
– هل تحاول إقناع الزّبون بصَرْعات الشَّعر الأخيرة؟
كمِهْنِيّ وخبير فنّيّ ومحبّ للتّغيير، عليّ أن أطلع زبائني على آخر الصَّرْعات والتّحديثات في عالم الشَّعر، ولكن – في الوقت ذاته – قد لا تلائم هذه الصَّرْعات كلّ زبون، وأنا – بدوري – عليّ أن أنصحها بما يناسبها، من دون أن أفرض رأيي، طبعًا.. مع مرور الوقت، ولدت علاقة ثقة بيني وبين زبائني، وتجد الكثيرات منهنّ يتركن لي حرّيّة الاختيار.
– هل هناك فروق بين القصّات والتّسريحات في المجتمعين العربيّ واليهوديّ؟
الفروق بسيطة جدًّا، وشبه معدومة، اليوم. منذ أزْيَدَ من 15 عامًا كانت هناك فروق بارزة؛ حيث كانت المرأة أو الفتاة العربيّة تتقيّد بتسريحة خاصّة وكانت تهاب قصّ الشَّعر أو تقصيره؛ ولكن، اليوم، أًصبحت الشّابّات والسّيّدات العربيّات أكثر جرأة على التّغيير والتّحديث، حتّى إنّهنّ سبقْنَ المجتمع اليهوديّ؛ فلم يعُدْ يقيّدهنّ ترك الشَّعر طويلًا، ويسعَيْنَ للتّغيير والتّجديد. ولكنّي أعمل على إدخال لمسات شرقيّة أكثر في القصّات والتّسريحات في مجتمعنا العربيّ.
– وكيف تلائم التّسريحة والتّصفيف إلى المناسبة؟
للعرائس، مثلًا، تسريحات وتصفيفات شَعر مختلفة ومميّزة عليها أن تحوي فنّـًا خاصّـًا، وتحاكي الغير. على العروس أن تتميّز وتتألّق لتبدو ملكة في يوم زفافها، وأن يكون شَعرها تاجًا يكلّل رأسها. عندما تأتيني العروس أقوم أنا وطاقم العاملين في الصّالون، من خيرة الاختصاصيّين والخبراء في مجال الماكياج والشَّعر والصّبغ والإضافات، بالتّعرّف إليها وإلى شخصيّتها، واقتراح تسريحات تناسبها وفق الفستان ولون البشرة ومقوّمات الجسم وتعابير الوجه. نعمل، معًا، وندرس ما هو الأنسب والأجمل لها.
عملي يرتكز على إضافة لمسة فنّيّة تُبرز جمال العروس ونضارتها وأنوثتها، من دون إضافات كثيرة، أو ماكياج مُبالغ فيه، كَيْلا تبدو كالمهرّجة في يوم عرسها. فتسريحة إبداعيّة كلاسيكيّة ومميّزة، قد تكفي لتعبّر عن كلّ شيء؛ فالملكات، عادةً، يلفتن الأنظار ويبرزن بأناقتهنّ وماكياجهنّ البسيط وتسريحتهنّ الكلاسيكيّة.
– إلى أيّ مدًى تُمكنك المجازفة وإحداث صَرْعة خاصّة؟
ذلك يتعلّق، بدايةً، بشخصيّة الزّبون ونفسيّتها؛ إن كانت قابلة أو مبنيّة لإحداث تغيير جذريّ في شكلها؛ وعادةً ما يأتي ذلك بعد بناء ثقة كبيرة بيني وبين الزّبون، تجعلها تشعر بأنّها في أيدٍ أمينة. خلال مشواري قمت بإحداث عدد كبير من الصَّرْعات، وخصوصًا لدى مشاركتي في عروض الأزياء والموضة في البلاد والخارج.. لا يُمكنني الوقوف عند صَرْعة خاصّة أو محدّدة، فلكلّ فترة زمنيّة وحدث صَرْعة تميّزهما.
– وماذا بالنّسبة لموضة تمليس الشَّعر؟
إنّ تمليس الشَّعر بدأ العمل به منذ سنوات عديدة، فغالبيّة قصّات الشَّعر أو التَّسريحات تعتمد الشَّعر الأملس. ولكنّي، شخصيّـًا، أحبّ الشَّعر الأجعد، أجده مميّزًا، لذا لا أنصح زبائني – كباقي مصفّفي الشَّعر – بالقيام بتمليس الشَّعر، طالما لم تدعُ الحاجة إلى ذلك..
– من أيّ سنّ تنصح الفتاة بتغيير لون شَعرها أو التّفنّن بقصّات وصَرْعات خاصّة؟
طالما ليست هناك حاجة ماسّة إلى القيام بذلك، أنصح الفتاة بعدم ولوج عالم الصّبغة والألوان في سنّ مبكّرة؛ حفاظًا على نضارة الشَّعر وحيويّته. فلا أجملَ ولا أفضلَ من الشَّعر الطّبيعيّ. ولكن – في المقابل – يُمكن للفتاة أن تعتني بشعرها وتستعمل – في حال احتاجت ذلك – مغذّي شَعر أو شامپو خاصّـًا. فرغم وجود مستحضرات صبغات وألوان حديثة تعتمد تكنولوجيا متطوّرة، تحوي تركيبة أقلّ ضررًا؛ لاحتوائها كمّيّة أقلّ من الأمونيا والأوكسجين، اللّذين يؤثّران على صحّة الشَّعر، وصحّة المصفّف الّذي يعمل، يوميّـًا، بالكيماويّات؛ إلّا أنّي أنصح الفتاة بأن تحافظ على شَعرها الطّبيعيّ ونوعيّته ولونه؛ فلا أجملَ من شَعر الفتاة الطّبيعيّ غير المصطنع.
– وكيف يمكن الحفاظ على صحّة الشَّعر؟
هناك وعي وإدراك أكبر لكلّ ما يتعلّق بصحّة الشَّعر والعناية به. فعندما تُصبغ الشَّعرة، مثلًا، تُفتح الشَّعرة لدخول اللّون الجديد، وفي هذه الحالة تضعف طبقة «الكيراتين» الواقية، والّتي هدفها الحافظ على غشاء الشَّعرة ولمعتها وحيويّتها؛ لذا من الضّروريّ الاعتناء بالشَّعر بعد الصَّبغة عن طريق استعمال القناع (Musk) والشامپو؛ لتعود إلى الشَّعر نضارته وحيويّته.
هناك، اليوم، طرائق ومستحضرات مختلفة من كبرى شركات الشَّعر العالميّة، هدفها تنشيط الدّورة الدّمويّة للدّماغ، تقوّي الشَّعر وتعالج خلله وتمنع تساقطه. كما هناك ألوان طبيعيّة تعمل على الطّبقة الخارجيّة، فقط، للشَّعرة، تمنحها لمعانًا ولونًا مميّزًا، ولكنّها لا تدخل إلى داخل الشَّعرة؛ فلا تُحدِث فيها أيّ خلل يُذكر. من الضّروريّ الحفاظ على نضارة الشَّعر وصحّته، وعدم الإخلال به، ويمكن، دائمًا، التّشاور مع مصفّف الشَّعر الخبير في هذا المجال، في حال عدم وجود أيّ عارض صحّيّ.
– تعاملت مع أسماء لامعة في عالم الأزياء والجمال والمجتمع، هل لك أن تذكر لنا بعضًا منها؟
تحصل كلّ زبون – مهما كانت – على علاقة خاصّة وشخصيّة ومميّزة من الطّاقم المِهْنِيّ الّذي يعمل في صالون «آڤي طال»، والمؤلّف من خمسة اختصاصيّين من العرب واليهود. فهناك قسم للصَّبغ (الكيماويّات) يشرف عليه الخبير فادي روحانا، وهو صاحب تجربة مميّزة في هذا المجال؛ وقسم خاصّ بالماكياج، تشرف عليه خبيرة الماكياج، روزا خوري؛ إضافةً إلى خبيرات تجميل من المجتمع اليهوديّ، وغيرها من الأقسام الّتي تعتني بالشَّعر من الألف وحتّى الياء. وأنا – بشكل خاصّ – أختصّ بالقصّات والتّسريحات المميّزة، وخصوصًا تسريحات العرائس.
وعودة إلى سؤالك، هناك أسماء عديدة تعاملت معها، وما زلت أرافق بعضًا منهنّ خارج البلاد. أذكر منهنّ: عارضة الأزياء الإسرائيليّة العالميّة، موران أتياس؛ ملكة جمال إسرائيل والعالم، لينور أبرجيل؛ عارضة الأزياء، إيلا ميلشتاين؛ زوجة مراقب الدّولة، سيما ليندشتراوس؛ ناقدة السينما العالميّة، ميخال فريدمان؛ ملكة جمال إسرائيل، رنا رسلان؛ الفنّانة دلال أبو آمنة، الفنّانة ڤيوليت سلامة، الممثّلة لنا زريق، وغيرهنّ كثيرات.. بالإضافة إلى عدد كبير من سيّدات المجتمع البارزات وسيّدات الأعمال والسّياسيّات والقاضيات، وعدد من عارضات الأزياء العالميّات وملكات جمال أوروپيّات.
وبالنّسبة إلى مرافقة البعض، أذكر – على سبيل المثال – أنّي دُعيت إلى موناكو لتصفيف شعر الملكة رنا رسلان، في يوم زفافها. عدا دعوات عديدة إلى دول أوروپيّة مختلفة؛ لتصفيف شعر بعض العارضات وملكات الجمال، أيضًا.
– ومع كلّ ذلك، مَن ينافس ابراهيم عبّاسي على السّاحة، اليوم؟
إبراهيم عبّاسي ذاته. فأنا، دائمًا، أتجدّد وأتحدّى نفسي لتقديم الأفضل. أعمل مع طاقم مِهْنِيّ وفنّيّ صاحب خبرة كبيرة في هذا المجال. وهذا الطّاقم هو واحد من أساسات نجاحاتي في هذا المجال، وأكنّ له كلّ الاحترام والتّقدير. أعتقد – وبكلّ تواضع – أنّنا نحتلّ المراكز الأولى في مجال قصّ الشَّعر، تسريحه، والعناية به، وفق شهادات عديدة وإجماع عدد كبير من الاختصاصيّين؛ فأعمالنا تحكي عنّا.. ونحن نتميّز بتسريحات العروس ونضمن لها طلّة ملكيّة فريدة، غير مكرّرة أو مستنسخة، قلّما تجدها في مكان آخر.
وعلى مصفّف الشَّعر أن يقدّم الأفضل وأن يوصل رسالته وفنّه وإبداعه بكلّ رقيّ، إلى أكبر عدد من المتلقّين، سواء أكان ذلك من خلال زبون عاديّة أم عروس أم عارضة أم حتّى ملكة.
وفي ختام حديثه قال عبّاسي: لقد افتتحنا، مؤخّرًا، واحدًا من أكبر صالونات وبوتيكات العرائس، تشرف عليه وتديره زوجتي، مصمّمة الأزياء، إيريت شتاين، والّتي عملت، سنواتٍ طويلة، مع كبرى شركات التّصميم الإيطاليّة، ولها خبرة كبيرة في هذا المجال ولمسة إبداعيّة تصميميّة خاصّة ومميّزة.
فما يميّزنا عن غيرنا هو استيراد الأقمشة الخاصّة مباشرةً من إيطاليا، وإدماج التّصاميم الغربيّة والشّرقيّة معًا، بلوحة فنّيّة راقصة تُضفي على العروس جمالًا ورونقًا وكلاسيكيّة وملوكيّة. ونقدّم للعروس – في يومها الملوكيّ – حلولًا من الألف إلى الياء؛ فنعمل، معًا، على تقديم الأفضل والأنجع والأجمل، لتتفرّد العروس في يومها الخاصّ، وتتميّز عن غيرها، فلكلّ عروس عالمها وأحلامها، ونحن نضمن أو – على الأقلّ – نعمل على تحقيق أحلامها وتجميل عالمها.