رغم أن ليونيل ميسي نجم برشلونة قام مؤخراً بتسديد 10 ملايين يورو إضافية للتصالح مع الضرائب عن عامي 2011 و 2012 إلا أنه يشعر بقدر كبير من الحزن جراء اهتزاز صورته لدي الرأي العام الإسباني بوصفه متهرباً من الضرائب لكونها تهمة شائنة في الدول المتقدمة في وقت يسدد فيه ضرائب أعلى بكثير من التي يسددها منافسه على لقب أفضل لاعب في العالم في الوقت الحالي البرتغالي كريتسيانو رونالدو.

وأكد والد ميسي الذي طالته أيضاً تهمة التهرب الضريبي عبر حسابه على موقع تويتر أن ابنه يشعر ببالغ الأسى لمعاملته كمتهرب من الضرائب في وقت سدد فيه ضرائب أعلى بكثير من قيمة تلك التي يسددها رونالدو على سبيل المثال.

ويعود سبب ارتفاع قيمة الضرائب التي يسددها النجم الأرجنتيني مقارنة برونالدو إلى ثلاثة أسباب أولها حصوله على الجنسية الإسبانية إلى جانب جنسيته الأرجنتينية الأصلية ليعامل ضرييياً معاملة ابن البلد فضلاً عن ارتفاع نسبة الضرائب المفروضة في برشلونة مقارنة بشريحة الضرائب المعمول بها في العاصمة مدريد.

كما يتمتع رونالدو الأجنبي بقانون يعرف باسم "قانون بيكهام" الذي كان قد استحدث منذ سنوات لتشجيع اللاعبين الأجانب من النجوم على اللعب في إسبانيا.

فميسي إسباني الجنسية الذي يعيش في برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا يعامل على أساس شريحة ضرائبية نسبتها 56 في المائة من الدخل العام بوصفه من إسبان كتالونيا الذين تزيد دخولهم عن 300 ألف يورو.

ولو ألقينا نظرة سريعة على ما سيسدده ميسي بعد زيادة راتبه إلى 16 مليون يورو صافي في العام فضلاً عن مكاسب أخرى من إعلانات وبيع صور وفانلات وخلافه سنجد أنه سيمول خزينة الضرائب الإسبانية في عام 2013 بأكثر من 20 مليون يورو من إجمالي عائدات قدرها 36 مليون يورو أي بمعدل يزيد 6 أضعاف عما سيسدده رونالدو خلال نفس العام.

فكل ما سدده الدولي البرتغالي للضرائب الإسبانية خلال 2012 على سبيل المثال لم يزد عن 3 ملايين يورو من راتب سنوي قدره 10 ملايين يورو صافي.

ويرجع سبب تدني قيمة الضرائب التي يسددها رونالدو قياساً بميسي إلى أن قانون بيكهام الذي صدر عام 2004 نزل بالحد الأقصى لشريحة الضرائب المفروضة على النجوم من اللاعبين الأجانب إلى 24 في المائة فقط من دخولهم فضلاً عن إعفائهم التام من الضرائب المفروضة على الإعلانات وغيرها من العائدات المتعلقة باستغلال أسمائهم وصورهم.

ويمكن أن يرد رونالدو على غضب ميسي بالقول: توقف يا ميسي عن لعب دور الضحية لأنه سيتم إيقاف العمل بهذا القانون في نهاية 2013 لنصبح جميعاً سواسية أمام القانون لكن ميسي سيرد عليه قائلاً: ستظل يا رونالدو مع ذلك أقل تسديداً للضرائب مني لأن أقصى شريحة ضرائب على الدخول في مدريد تصل إلى نسبة 9ر51 في المائة، في حين ترتفع نسبتها في برشلونة إلى 56 في المائة فضلاً عن عشرات الملايين من اليورو التي أعفيت منها في وقت كنت أقوم أنا فيه بتسديدها لكوني حاملاً للجنسية الإسبانية.

يُشار إلى أن ميسي كان قد انضم لأكاديمية لا ماسيا التي خرجت معظم نجوم برشلونة الحاليين و هو في سن 13 عاماً قادماً من الأرجنتين لتحتضنه الأكاديمية وتعالجه من مشاكل في النمو وتجعل منه واحداً من أعظم لاعبي كرة القدم في العالم إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق من خلال ما حققه من بطولات مع برشلونة رغم فشله حتى الآن في قيادة منتخب بلاده (الأرجنتين) إلى الفوز بكأس العالم خلافاً لمنافسيه الأكثر شراسة على لقب أحسن لاعب في تاريخ الكرة العالمية بيليه ودييغو آرماندو مارادونا.